دخل عمال وعاملات شركة غزل المحلة، التابعة لقطاع الأعمال العام، اليوم الخميس، في إضراب عن العمل، للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور الذي أقره الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ومطلع الشهر الحالي، قرر السيسي رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، ليصل إلى 6 آلاف جنيه شهريًا، اعتبارًا من مارس/آذار المقبل، إضافة إلى زيادة أجور العاملين بالدولة والهيئات الاقتصادية، بحدٍ أدنى يتراوح من 1000 إلى 1200 جنيه حسب الدرجة الوظيفية، وذلك في إطار حزمة حماية اجتماعية وصفها المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأنها "أكبر حزمة لتخفيف الأعباء المعيشية".
وبدأت عاملات مصانع الملابس بشركة غزل المحلة التوقف عن العمل في العاشرة من صباح اليوم، خلال زيارة محافظ الغربية طارق رحمي، للشركة، لتفقد قافلة طبية ومعرض صغير للسلع الغذائية بالشركة، وهتفت آلاف العاملات "واحد اتنين قرارات السيسي فين"، وحاولن الخروج إلى ساحة الشركةـ، إلا أن الأمن أغلق الأبواب، وغادر المحافظ سريعًا بعد سماعه الهتافات، وفق مصدرين عماليين لـ المنصة.
وقالت عاملة لـ المنصة "لما عرفنا بوصول المحافظ للشركة، بدأنا في التجمع مصنع ورا مصنع، وقسم ورا التاني، لحد ما توقفت جميع مصانع الملابس السبعة، قفلوا علينا الأبواب لكن استمرينا في الهتاف، بعدها عرفنا إن زمايلنا الرجالة توقفوا عن العمل في مصانع الغزل والأنسجة والتجهيز والمدابغ".
وأضافت العاملة، التي طلبت عدم نشر اسمها، أن العمال يعانون في تدبير مستلزمات أسرهم في ظل ارتفاع الأسعار "مش بنطلب حاجة صعبة، يعاملونا زي عمال الحكومة، ويدونا الزيادة اللي قال عليها الريس علشان نعرف نأكل عيالنا، مش دي بردو شركات الدولة"، مشيرة إلى أن متوسط أجور العمال بالشركة لا تزيد عن 3500 جنيه.
وأوضح عامل آخر، طلب عدم نشر اسمه، أن محافظ الغربية زار الشركة أمس أيضًا، وكان يتفقد أقسامًا تقع خارج المصانع، فناوله أحد العمال إيصال الراتب الخاص به ليطلع عليه، فقال له المحافظ "النظارة مش معايا"، فرد العامل "أنا هقراه لحضرتك، مرتبي 3500، طب أعيش ازاي"، فقال له المحافظ "أنا كنت بقبض 37 جنيه"، وهو ما أغضب العمال، على حد وصف العامل.
وأشار العامل إلى أن هناك عمالًا تعدت مدد خدمتهم الـ20 عامًا لا يزيد مرتبهم عن 5 آلاف جنيه، متسائلًا "أليست أرباح شركات قطاع الأعمال جزءًا من إيرادات الدولة، فلماذا يتم استثناؤنا من الحد الأدنى؟".
وحسب المصدرين، فإن العمال سيتجمعون في ساحة الشركة عند انتهاء الوردية لمدة ساعة، على أن يواصلوا الإضراب والاحتجاج يوم السبت المقبل بعد الراحة الأسبوعية، حتى تنفيذ مطلبهم بتطبيق الحد الأدنى.
يذكر أن آخر إضراب لعمال "غزل المحلة" كان في 2017، وحمل مطالب تعديل الرواتب، وصرف علاوة "غلاء المعيشة" الاستثنائية بقيمة 10%، وصرف العلاوة الاجتماعية بقيمة 10%، وزيادة بدل الغذاء، وعُلّق الإضراب بعد أسبوعين عقب توصل اللجنة النقابية إلى اتفاق مع الإدارة على عقد جلسات تفاوض حول المطالب والتي نُفذ عدد منها.
كما امتنعوا في مارس/ آذار من العام الماضي عن استلام منحة رمضان، احتجاجًا على احتساب المنحة على أساس أجر عام 2019، مطالبين إدارة الشركة بصرف المنحة على أساسي أجر 2022.
وتضم شركة مصر للغزل والنسيج "غزل المحلة" 16 ألف عامل، وتنتج الملابس الجاهزة والمنتجات النسيجية، للسوق المحلية والتصدير، حسب الموقع الرسمي للشركة.