تظاهر آلاف الإسرائيليين، أمس السبت، أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، وقرب مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، وأماكن أخرى متفرقة، احتجاجًا على تجميد حكومتهم المشاركة في مفاوضات القاهرة، الأسبوع الماضي، بشأن التوصل لصفقة تبادل للمحتجزين في غزة، وفق وسائل إعلام عبرية.
وطالب المتظاهرون، حكومة نتنياهو، بوقف إطلاق النار في غزة، والعودة إلى مفاوضات القاهرة باعتبارها فرصةً لن تتكرر مرة أخرى لعدة أشهر، وإجراء انتخابات برلمانية فورية، وفق موقع إسرائيل اليوم.
والثلاثاء الماضي، استضافت القاهرة مباحثات رباعية، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي دافيد برنيا، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع مسؤولين مصريين في القاهرة، لمناقشة التهدئة بقطاع غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار بالقطاع.
وحسب موقع أكسيوس الأمريكي، لم يكن نتنياهو ينوي إرسال وفد للقاهرة، وتراجع في الوقت الأخير تلبيةً لطلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال الموقع الأمريكي إن المسؤولين الإسرائيليين شاركوا فقط بالاستماع، من دون مشاركة المسؤول عن قضية المحتجزين في جيش الاحتلال الإسرائيلي الميجور جنرال نيتسان ألون، الذي رفض الانضمام إلى الوفد، بعد أن رفض نتنياهو منح فريق التفاوض تفويضًا لتقديم أفكار جديدة، حسب أكسيوس عن 3 مصادر إسرائيلية مطلعة على الأمر، وأرسل ألون نائبه بدلًا من ذلك.
وقالت المصادر إنه خلال المناقشات التحضيرية للرحلة إلى القاهرة، اقترح ألون مسار عمل معينًا للمحادثات، لكن نتنياهو رفض الأفكار، وأمر الوفد بالاستماع فقط، قائلًا "للاستماع فقط، أذنان تكفيان، لا تحتاج إلى 12".
ووصفت الشرطة الإسرائيلية المظاهرات بـ"غير القانونية"، كما اعتبرت المشاركين فيها "أخلوا بالنظام"، وقالت "تسمح شرطة إسرائيل بممارسة حرية الاحتجاج، لكن لن تسمح بالقلاقل التي تعرض سلامة الجمهور للخطر"، حسب الموقع العبري.
ووفق موقع يديعوت أحرونوت، اندلعت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية، التي اعتقلت 4 من مواطنيها، والمتظاهرين الذين أغلقوا شارع كابلان في تل أبيب أمام حركة المرور، وأشعلوا النيران وأطلقوا الشماريخ.
وكان موقع تايم أوف إسرائيل عدَّد الأماكن التي شهدت دعوات للتظاهر بـ50 موقعًا، بعدما رفضت الشرطة الإسرائيلية السماح بتنظيم مظاهرة مركزية كبيرة في شارع كابلان بتل أبيب.
وبالتزامن مع المظاهرات المناهضة للحكومة الإسرائيلية، قال نتنياهو، في مؤتمر صحفي عقده في القدس، السبت، إن الانتخابات البرلمانية ستجرى في الموعد المقرر لها "بعد بضع سنوات" في أكتوبر/تشرين الأول 2026، مضيفًا أن آخر شيء نحتاجه الآن هو الانتخابات، معتبرًا أن التصويت لانتخاب كنيست جديد من شأنه أن "يقسم الإسرائيليين وبالتالي سيكون في مصلحة حماس".
وقبل نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، اقتحم مجموعة من أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة مقر الكنيست. ووفق القناة السابعة العبرية، اندلعت اشتباكات بين أهالي المحتجزين، وعناصر الأمن، بعد اقتحام جلسة اللجنة المالية ما منع استمرارها. وفي محاولة لتهدئة الأوضاع وعد رئيس اللجنة المالية عضو الكنيست موشيه جافني، المحتجين، بالتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وطالب الأهالي أعضاء الكنيست بالوقوف، وصرخوا "لن تجلسوا طالما هم في غزة. لن تكون هناك دولة هنا"، ورغم استدعاء حرس المجلس إلى القاعة، فإنهم تجنبوا مواجهة الأهالي، وفق القناة العبرية.
وقبل أن يقتحم الأهالي الكنيست، قطعوا الطريق المؤدية له، وافترشوا الأرض مطالبين بالإفراج الفوري عن ذويهم، حسب مقاطع فيديو على إكس. وأقام عدد منهم خيمة احتجاجية في القدس، وتعهدوا بالبقاء هناك حتى تتوصل الحكومة إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض المحتجزين.