منشور
الأحد 28 يناير 2024
- آخر تحديث
الأحد 28 يناير 2024
أدلى النائب السابق ورئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات بتصريحات خاصة لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قال فيها إنه "يتفهم الغضب الإسرائيلي بسبب جريمة القتل الفظيعة التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر"، قبل أن يتراجع في تصريح لـ المنصة بأنه قصد أن "ما حدث في 7 أكتوبر لا يبرر عمليات القتل والحصار الذي تتعرض له غزة"، مشددًا على أنه لم يقصد التعاطف معهم.
وقال السادات، للصحفي الإسرائيلي عبر الهاتف، "إنني أتفهم بالتأكيد الغضب الإسرائيلي لدى كل واحد منكم بسبب جريمة القتل الفظيعة التي ارتكبتها حماس في المدن الجنوبية واختطاف الإسرائيليين إلى غزة في 7 أكتوبر".
وأطلقت حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفيها أسرت أكثر من 200 إسرائيلي. وجاءت العملية ردًا على انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى خلال الشهور التي سبقت العملية.
وأضاف النائب البرلماني السابق "أنا أفهمكم بالتأكيد، لكن ثقوا بمصر. نحن لسنا أعداءكم. لدينا اتفاق سلام، والأطراف تجتمع وتتحاور بهدف حل المشاكل، ولكن فجأة ومن العدم ظهرت قضية فيلادلفيا. والرئيس السيسي غاضب من نتنياهو".
وحذرت مصر، إسرائيل، في 22 يناير/كانون الثاني 2024، من المساس بمحور فيلادلفيا، بدعوى تهريب الأسلحة لقطاع غزة عبر الأنفاق. وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، آنذاك، إن مثل هذه الادعاءات لا تخدم معاهدة السلام.
وتابع السادات وفقًا للصحيفة العبرية، أنه "حتى في الوقت الراهن، العديد من مصالح القدس والقاهرة تتوافق... ما رأيك حقًا؟ أن مصر تعمل ضد إسرائيل؟ أن مصر تريد أن يكون لها أنفاق نشطة في غزة؟ أن الأسلحة يمكن تهريبها عبر الأنفاق؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن السادات وجه انتقادات إلى الحكومة الإسرائيلية، قائلًا "نحن نعتقد أن الحكومة الإسرائيلية يمكن أن تكون أكثر ذكاءً. وعليها الاستماع.. نحن بالتأكيد ندرك حقيقة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، لكنكم أخذتم ذلك إلى أقصى الحدود، دون أخذ مصر في الاعتبار".
وأضاف "أنتم تحاولون جلب الجنود إلى الحدود المصرية، (محور فيلادلفيا) وهذا أمر محرج للغاية".
وتابع "حاولوا أكثر أن تستمعوا إلى المصريين. نحن بالتأكيد نتفهم آلامكم من 7 أكتوبر، لكن حملة الانتقام ضد سكان غزة يجب أن تتوقف. نحن نحصي الضحايا، هناك 26257 قتيلًا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وهناك 65 ألف جريح، ومن يعرف كم عدد المفقودين الآخرين الذين دفنوا تحت أنقاض منازلهم في قطاع غزة؟".
لكن السادات قال في تصريحات لـ المنصة إن "كلامي مع الصحيفة الإسرائيلية كان عن طريق التليفون، ولم يكن بالمعنى المفهوم لدى البعض أنه تعاطف مع الجانب الإسرائيلي"، وأضاف "أنا قلتلهم إنه مع تفهمنا لحالة الحزن والصدمة في الداخل الإسرائيلي لكن رد الفعل على ما حدث في 7 أكتوبر كان مبالغًا، وأن ما حدث ليس مبررًا للقتل والحصار والتجويع الذي يحدث في قطاع غزة".
وأضاف "لازم نبقى واقعيين.. أنا قولتلهم بلاش إحراج واستفزاز لمصر".
وبشأن توقيت نشر التصريحات وما إن كان سيؤدي إلى غضب شعبي منه خاصة وأنه عضو برلمان سابق، قال لـ المنصة، "بالعكس أنا شايف من المهم إن صوتنا يوصلهم.. إحنا أمام وضع إنساني متدهور ومحتاجين كل الأصوات تتكلم، وتقول إن مينفعش اللي بيحصل دا يكمل".
في غضون ذلك، قالت الصحيفة إن السادات انتقد التصريحات الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية بأن مصر تضع عراقيل أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وقال "هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وهو تشويه للواقع".
وأشار السادات إلى غضب مصري بسبب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وقال "كان هناك تفكير في إعادة السفير المصري لدى إسرائيل خالد عزمي احتجاجًا على تصرفات رئيس الوزراء نتنياهو وعدم تكلفته عناء التشاور مع مصر قبل خروجه للإدلاء بتصريحاته".
ولم تصدر أي تصريحات رسمية مصرية عن التوجه لسحب السفير المصري من تل أبيب، فيما صدر بيان عن الهيئة العامة للاستعلامات في 13 يناير الجاري يفند كذب الادعاءات الإسرائيلية حول حصار مصر لقطاع غزة عبر معبر رفح.
وأضاف السادات ليديعوت أحرونوت "إذا كنتم تهتمون بالعلاقات مع مصر، ففكروا مرة أخرى في كيفية المضي قدمًا. إنكم بتصريحاتكم تُضعفون مكانة مصر في نظر شعبنا، وفي عيون العالم، وعيون العالم العربي.. تأتون وتتهمون الرئيس السيسي بأنه لم يفعل شيئًا لمساعدة سكان غزة. ما هذا؟ فجأة تحاولون لومنا.. مصر ملزمة بمساعدة سكان غزة والحفاظ على العلاقات مع إسرائيل".
وأكد السادات أن "هذه تصريحات لن تضر سكان غزة فحسب، بل ستضر أيضًا بالشعب المصري"، لافتًا إلى أنه يرفض خطة ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء، مشددًا على أنها "لن تؤتي ثمارها فحسب، بل ستتسبب في أزمة عميقة للغاية"، مضيفًا "أنا كمواطن مصري أتفهم رفض الرئيس السيسي الرد على اتصال نتنياهو.. وأوصي صناع القرار لديكم، وعلى رأسهم نتنياهو، بالتفكير في العلاقة مع مصر".
وكانت القناة 13 العبرية قالت الأربعاء الماضي إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول مؤخرًا تنسيق اتصال له مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن دون جدوى.
ولا ترحب الأوساط الشعبية والسياسية في مصر بالتطبيع مع إسرائيل، وسبق وتعرض أستاذ علم الاجتماع الراحل سعد الدين إبراهيم لهجوم لاذع بعد زيارته لجامعة في تل أبيب عام 2018، وقبله تعرض الإعلامي توفيق عكاشة لهجوم مماثل بعد استضافته السفير الإسرائيلي في مصر عام 2016، في منزله، وكلا الموقفين لم يتزامن مع عدوان إسرائيلي مباشر على قطاع غزة.