قررت وزارة التربية والتعليم إخضاع المعلمين الناجحين في الامتحان الإلكتروني للدفعة الثانية من مسابقة 30 ألف معلم لدورات تأهيلية، قبيل إرسال قائمة بهم إلى الأكاديمية العسكرية، ليخضعوا مرة أخرى لاختبارات رياضية وذهنية وطبية، للحد من معدلات رسوبهم كما حدث مع الدفعة الأولى، حسب مصدر قيادي مطلع بقطاع شؤون المعلمين في الوزارة لـ المنصة.
وحسب بيان رسمي صادر عن الوزارة، الثلاثاء الماضي، فإن وزير التربية والتعليم رضا حجازي أبلغ المديريات التعليمية بإعداد حقيبتين تدريبيتين للمعلمين الجدد في مراكز التدريب، إحداهما تتعلق بالتأهيل التربوي، والأخرى معنية باللياقة البدنية والذهنية، لتأهيل الناجحين لاجتياز التدريبات التي تعقدها "جهة معنية" تمهيًدا لتعيينهم في مختلف محافظات الجمهورية.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه "هذه الخطوة التأهيلية مطلوبة من جانب الوزارة، ولم تفعلها بتلك الدقة مع الناجحين في الدفعة الأولى من مسابقة المعلمين قبيل إرسالهم للاختبار في الأكاديمية العسكرية، لذلك رسبت أعداد منهم".
وبلغ عدد المتقدمين لمسابقة الدفعة الثانية 105 آلاف و491 ألف خريج، وانطبقت الشروط على 65 ألفًا و987 منهم، وحضر منهم الامتحان الإلكتروني في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة 55 ألفًا و250 متقدمًا، نجح منهم 20 ألفًا و866 خريجًا سيخضعون لدورات تدريبية مجانية قبيل إرسال أسمائهم إلى الأكاديمية العسكرية لاختيار من يستحق التعيين منهم بوظيفة معلم.
وأكد المصدر تعاون "بعض الجامعات الحكومية مع الوزارة لتأهيل المعلمين الجدد، سواء من كليات التربية أو الكليات الرياضية".
وأضاف "هندربهم على متطلبات وظيفة التدريس والمطلوب من المعلم علشان لما يختبروه في الأكاديمية يكون فاهم الوظيفة كويس، وهيكون فيه تدريب بدني يعني هيكون فيه تأهيل رياضي لأسبوعين، وهيكون فيه كمان تأهيل نفسي مش يتفاجئ بحاجات ما سمعش عنها".
وتجرى مسابقة المعلمين على 5 دفعات، بمعدل 30 ألف خريج كل عام، أي على مدار خمس سنوات بإجمالي 150 ألفًا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي وافق على تعيينهم لسد العجز بين المعلمين في المدارس، حيث بلغ بنهاية العام الماضي 400 ألف معلم، حسب تصريحات نقيب المعلمين خلف الزناتي.
كان ارتفاع معدلات الرسوب في الاختبارات العسكرية بين المعلمين الجدد بالدفعة الأولى أثار جدلًا محتدمًا بسبب استبعاد أصحاب الوزن الزائد، ورسوبهم في الاختبارات الرياضية، ما دفع عددًا من نواب البرلمان لتقديم طلبات إحاطة ضد وزير التربية والتعليم رضا حجازي، واصفين استبعاد بعض المعلمين لأسباب غير تربوية بأنه إهدار لآدميتهم وإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص.
وأجرت الأكاديمية العسكرية اختبارات للمتقدمين بمسابقة 30 ألف معلم، شملت النواحي الطبية والرياضية، إضافة إلى كشف الهيئة، وسبق وشارك الرئيس السيسي في الاختبارات، بمقر الأكاديمية، بحضور قادة عسكريين وعدد من مسؤولي وزارة التربية والتعليم.
ودافع السيسي عن خضوع المرشحين لاختبارات في الأكاديمية العسكرية، بتأكيده خلال جلسة بناء الإنسان، ضمن فعاليات يوم الاحتفال بتفوق طلاب مصر، سبتمبر/أيلول الماضي "المعلم اللي أنا محتاجه في المدرسة عايز أعرف مهاراته عاملة إزاي، انتماءاته عاملة إزاي، فكره عامل إزاي.. أنا هسلم ولادي للمعلم ده.. أنا عايز جهاز إداري منضبط، ودي مش عسكرة".
وعقب إعلان نتيجة الدفعة الأولى ورسوب 14 ألف معلم، تظاهر المئات منهم أمام مقر وزارة التعليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، ورددوا هتافات مناهضة لاستبعادهم دون أسباب معلنة، ما دفع الأمن لفض التظاهرة وإلقاء القبض على بعض المشاركين.