الأمن يفض احتجاج المستبعدين من مسابقة المعلمين في العاصمة الإدارية

فضت أجهزة الأمن وقفة احتجاجية لعشرات من المستبعدين والمستبعدات من الدفعة الأولى لمسابقة الـ30 ألف معلم، مساء الأحد، أمام مبنى ديوان عام وزارة التربية والتعليم بالعاصمة الإدارية، بحسب ثلاث مستبعدات تحدثن لـ المنصة، ليلة أمس. وأكدت المصادر أن "المحتجين، أغلبهم من النساء، وقفوا أمام باب الوزارة حتى ساعة متأخرة من المساء، لكن رجال الأمن فضوا الوقفة وأجبروا الجميع على المغادرة".

وحصلت المنصة على مقاطع فيديو تضمنت هتافات أمام ديوان عام الوزارة، وسط حضور عدد من أفراد الشرطة، بينهم شرطيات، فيما أظهرت المقاطع، حضور بعض المحتجات برفقة أطفالهن الرُضع. وقالت رضوى حمدي، وهي إحدى المستبعدات من المسابقة لـ المنصة، إن الأمن أمسك ببعض الشباب الذين شاركوا في الوقفة، ولا نعرف مصيرهم، معقبة "كلنا مشينا لما لقينا الشرطة بتمسك شباب وبتزعق لهم علشان لقونا ناويين نبات لحد الصبح".

واﻷسبوع الماضي، تسلمت المديريات التعليمية في عموم المحافظات كشوف المعلمين الجدد الذين نجحوا في الاختبارات التي عقدتها الأكاديمية العسكرية للمتقدمين لمسابقة 30 ألف معلم، فيما كشف مصدر قيادي مطلع بقطاع شؤون المعلمين بوزارة التربية والتعليم لـ المنصة، أن اتفاقًا جرى مع الأكاديمية العسكرية لإعادة اختبار الراسبين، وإتاحة فرصة ثانية لهم، لا سيما أصحاب الوزن الزائد، ومن لم يجتازوا الاختبار الرياضي.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، برر خضوع المرشحين للتعيين في مسابقة المعلمين لاختبارات داخل الأكاديمية العسكرية، بالبحث عن أفضل العناصر، مضيفًا خلال جلسة بناء الإنسان، ضمن فعاليات يوم الاحتفال بتفوق طلاب مصر في سبتمبر/أيلول الماضي، "المعلم اللي أنا محتاجه في المدرسة عايز أعرف مهاراته عاملة إزاي، انتماءاته عاملة إزاي، فكره عامل إزاي.. أنا هسلم ولادي للمعلم ده.. أنا عايز جهاز إداري منضبط، ودي مش عسكرة".

ونجحت رضوى في كل الاختبارات، سواء التربوية التي أجراها الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بالقاهرة، أو الاختبارات الطبية والرياضية التي عقدت في الأكاديمية العسكرية، لكن صُدمت من استبعادها من الكشوفات المعلنة للناجحين، معقبة "معنى كده إني سقطت في كشف الهيئة بدون ما أعرف ليه".

وأضافت "لما رحنا عند الوزارة وحاولنا نلاقي سبب، قالولنا ملناس دعوة بالموضوع ده. الوزارة مش طرف في الاستبعاد، احنا بعتنا للمديريات الكشوفات اللي وصلت للناس اللي نجحت في اختبارات الأكاديمية العسكرية، وقالولنا روحوا قدموا التماسات في المديريات اللي انتوا تابعين ليها، واحنا هنفحصها ونبعتها للأكاديمة تاني، لكن في المديريات محدش بيطمنا بكلمة ولا حاسين إن التظلم له لازمة".

وقالت زميلتها حنان إبراهيم لـ المنصة، إن الأمن لم يفعل شيئًا حتى المساء، لكن مع حلول الظلام، أجبرونا على الرحيل، معقبة "قالولنا بلهجة حادة مش هنسمح لحد يبات هنا، روحوا بيوتكم رسالتكم وصلت، واحنا فعلا كنا متفقين مع بعض نبات قدام الوزارة".

ولم تصدر وزارة التعليم، أي بيان توضيحي حول الوقفة الاحتجاجية، أو حقوق المحتجين وأسباب الاستبعاد من المسابقة، وهو ما برره مصدر مسؤول في قطاع شؤون المعلمين بالوزارة لـ المنصة، بأن "الوزارة ليست طرفًا في الأزمة من الأساس، ولم تستبعد أحدًا، وكل هؤلاء رسبوا في اختبارات الأكاديمية العسكرية".

وقال المصدر "أغلب من رسبوا.. رسبوا في كشف الهيئة، وفيه ناس كانت موجودة في الوقفة الاحتجاجية مكملتش الاختبارات علشان زيادة في الوزن، أو كانوا حوامل وقت الاختبارات، ودول قلنا لهم طالما سبب عدم استكمال الاختبارات أزيل (مبقاش موجود)، هتكملوا الاختبارات بتاعتكم عادي ولو نجحتوا هتتعينوا، بس للأسف مش معترفين بكلامنا".

وعقّبت عبير محمد، إحدى المستبعدات اللاتي شاركن في الوقفة، "لا نثق في كلام الوزارة أو المديريات، لأن كل مديرية بتقول كلام شكل، ومحدش ثابت على حاجة واحدة، وحاسين إنهم بيخدرونا وخلاص".

وتُجرى مسابقة المعلمين على 5 دفعات، بمعدل 30 ألف خريج كل عام، أي بإجمالي 150 ألف معلم على مدار خمس سنوات، وافق الرئيس السيسي على تعيينهم لسد العجز بين المعلمين في المدارس، والذي بلغ بنهاية العام الماضي 400 ألف معلم.