إعلام المجلس العسكري الانتقالي
البرهان وحميدتي خلال زيارة إلى تشاد، 17 يونيو 2019

حميدتي يتهم الجيش السوداني بالمسؤولية عن انتهاكات "الجزيرة".. والخارجية: "الدعم السريع" ترتكب فظائع

محمد الخولي
منشور الاثنين 1 يناير 2024

اعترف قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في كلمة مسجلة له، بحدوث انتهاكات واسعة في ولاية الجزيرة، لكنه نفى علاقة قواته بها، متهمًا الجيش السوداني بالمسؤولية عنها، متعهدًا بمحاسبته، فيما أدانت الخارجية السودانية في بيان لها اليوم، ما قالت إنه "انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني تقوم بها ميليشيات الدعم السريع".

وتصاعدت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق في البلاد، بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة.

وقال دقلو في كلمته بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لاستقلال السودان، إن الحرب مع الجيش "ستنتهي قريبًا"، مشددًا على أن قواته "لا تنوي أن تكون بديلًا للجيش السوداني، ولا نرغب في ذلك، ونريد تأسيس جيش جديد ومهني".

ودعا دقلو الجيش السوداني "للإقرار علنًا بخسارة الحرب، والتوقف عن القتال"، وأن يعمل الجيش على "التمهيد لإنهاء الحرب، وبدء عملية سياسية"، مشددًا على تمسكه بـ"الحكم المدني، وتأسيس السودان على أسس عادلة"، مشيرًا إلى ضرورة "أن يكون التحول في السودان ديمقراطيًا مستدامًا، ولا نريد تكرار أخطاء الماضي"، ودعا القوى المدنية الديمقراطية السودانية إلى "اتخاذ خطوات جدية لبدء حوار ينهي الحرب، وتشكيل حكومة جديدة".

وحسب بيان لمكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلام بوزارة الخارجية السودانية، تفرض قوات الدعم السريع "حاليًا حصارًا جائرًا على عدد من القرى والبلدات في ولاية الجزيرة بغرض إجبار الشباب على التجنيد في صفوفها، أو اجتياح تلك القرى وتعريض سكانها لصنوف من الانتهاكات والإذلال، ونهب ممتلكاتهم وقتل كل من يقاوم ذلك".

وأكدت الخارجية أن كل هذه الممارسات "تقتضي أن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا موحدًا ضد ميليشيا الدعم السريع، يلزمها بالوقف غير المشروط لإطلاق النار ولكل العمليات الحربية، وإخلاء المدن والقرى والأعيان المدنية، مع ضرورة ألا تكافأ الميليشيا على جرائمها الإرهابية وانتهاكاتها الفظيعة للقانون الدولي الإنساني، والالتزام بمبدأ منع الإفلات من العقاب".

وحذرت الخارجية من "استهداف القرى والمناطق الريفية التي تخلو من أي مظاهر عسكرية، وارتكاب الفظائع ضد أهلها، خاصة النساء والفتيات، والتجنيد الإجباري للشباب والأطفال".

والخميس الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نهب الإمدادات الغذائية من مقره في ولاية الجزيرة السودانية، بعد أن اقتحمت عناصر تابعة لقوات الدعم السريع المستودع والمكتب عقب استيلائهم على ود مدني.

وأدان برنامج الأغذية، الحادث، وقال إن المستودع كان يحتوي على مخزون كافٍ لإطعام ما يقرب من 1.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي لمدة شهر في ولاية الجزيرة، حيث أجبر الهجوم الجديد أكثر من 300 ألف شخص على الفرار للنجاة بحياتهم.

ووفق البيان، كان المستودع يحتوي على أكثر من 2500 طن من المواد الغذائية المنقذة للحياة، بما في ذلك البقول والذرة والزيوت النباتية والمكملات الغذائية "وكان الهدف من هذه الأطعمة الوقاية من سوء التغذية لأكثر من 20 ألف طفل وامرأة حامل ومرضعة من خلال المراكز الصحية التي يدعمها البرنامج".

وجاءت كلمة دقلو بعد ساعات من كلمة مسجلة لرئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أكد فيها أن "السبيل الوحيد لوقف الحرب ضد قوات الدعم السريع مربوط بانسحابها من ولاية الجزيرة والمناطق الوسطى وبقية المدن، إلى جانب إعادة المنهوبات وإخلاء مساكن المواطنين".

وأضاف البرهان، "ميليشيا محمد حمدان دقلو مستمرة في تخريب البنية التحتية للدولة، وارتكاب جرائم قتل ضد المواطنين، ونهب ثرواتهم، واحتلال منازلهم، وانتهاك حرمتهم، وتهجيرهم من أماكن إقامتهم الأصلية، وإبادة وتطهير بعضهم، بالتعاون مع خونة الشعب وطلاب السلطة".

وأكد البرهان أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار "لا يضمن تحقيق ما أُشير إليه لن يكون ذا قيمة، حيث لن يقبل الشعب السوداني أن يعيش وسط هؤلاء القتلة والمجرمين ومن دعمهم".

والتقى أمس الأحد، حميدتي رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي في عاصمة بلاده، بعد أن التقى يوم الأربعاء الماضي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، والخميس الفائت مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

وجراء الحرب خرج نحو 70% من المستشفيات عن الخدمة تمامًا، بينما يعاني القطاع الطبي شحًا كبيرًا في الأدوية والمعينات الطبية والخدمات وسيارات الإسعاف، مما اضطر فرق الإسعاف القليلة التي تعمل في ظروف أمنية بالغة الخطورة لنقل المصابين من مناطق بعيدة بواسطة عربات يدوية بدائية.

والجمعة الماضي، أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء انتشار العنف في السودان، بعد يوم من إعلانه أن الحرب هناك تسببت بنزوح سبعة ملايين شخص، فيما يعيش الملايين من السودانيين العالقين وسط كماشة القتال المستمر منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع حالة من التوهان في ظل تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والصحية.

وندد مجلس الأمن "بقوة" بالهجمات ضد المدنيين و"تمدد العنف إلى مناطق تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء".