أعلنت الأمم المتّحدة أنّ إسرائيل أمرت بإخلاء منطقة واسعة في مدينة خانيونس، التي لجأ إليها العديد من الفلسطينيين بعد أن شرّدتهم الحرب، فيما أعلن جيش الاحتلال اليوم الخميس مقتل ثلاثة من جنوده في معارك بشمال قطاع غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير، نقلته صحف إقليمية، إنّ الجيش الإسرائيلي أمر بـ"الإخلاء الفوري" لمنطقة "تغطي نحو 20%" من مساحة مدينة خانيونس.
وأوضح المكتب الأممي أنّ "حجم عمليات النزوح التي ستنجم عن أمر الإخلاء ليس واضحًا".
وحسب التقرير فإنّ المنطقة المطلوب إخلاؤها كان يقطنها قبل بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 111 ألف نسمة، ونزح إليها منذ اندلعت الحرب نحو 141 ألف فلسطيني يعيشون حاليًا في 32 مخيّمًا.
ومنذ بدء الحرب، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من أوامر الإخلاء للمدنيين قبل تنفيذه ضربات في غزة.
وهذه المناطق حدّدها جيش الاحتلال على خريطة نشرها على الإنترنت، وفقًا للمكتب الأممي الذي أعرب عن أسفه لأنّ "قدرة السكّان على الحصول على هذه المعلومات تتقوّض بسبب الانقطاعات المتكررة في الاتصالات وانقطاع إمدادات الكهرباء".
وسبق أن ألقى جيش الاحتلال منشورات جديدة على وسط خانيونس، لإخلاء مربعات جديدة من السكان، معلنًا قطع الاتصالات والإنترنت عن خانيونس بدءًا من الساعة الخامسة مساء الجمعة الماضي.
على صعيد مقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان اليوم الخميس، تداولته صحف إقليمية، إن ثلاثة من جنوده قتلوا في معارك بشمال قطاع غزة، وأصيب خمسة جنود آخرين بجروح خطيرة.
وتستمر الحرب لليوم الـ76، فيما وصل عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى ما يقرب من 20 ألف شهيد، كما وصل عدد الجرحى إلى حوالي 52 ألف جريح.
على صعيد المفاوضات، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى القاهرة، الأربعاء، لإجراء مباحثات بشأن إعلان هدنة محتملة في الحرب الدائرة في غزة بين الحركة وإسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام إقليمية عن الحركة قولها، في بيان، إن هنية وصل إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات الحرب في غزة و"العديد من الملفات الأخرى"، موضحة أن هنية الذي يرافقه وفد من حماس من المقرر أن يلتقي رئيس جهاز الاستخبارات المصرية عباس كامل.
ودخلت جهود الوساطة المصرية القطرية مرحلة متقدمة، وسط حراك للمشاورات الجارية بين الوسطاء ومسؤولين بارزين من إسرائيل، ومن المقرر أن يزور العاصمة المصرية وفد آخر من حركة الجهاد الإسلامي، مطلع الأسبوع المقبل؛ لإجراء مشاورات بشأن الهدنة المحتملة.
ونقلت صحيفة الشرق اﻷوسط اللندنية، عن مصدر فلسطيني مطلع أن المحادثات التي تجري بوساطة مصرية قطرية "سيتم بموجبها إطلاق بعض المحتجزين مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال".
ولفت المصدر إلى أن "ضغوطاً تمارس على الفصائل الفلسطينية للقبول بهدنة مؤقتة حاليًا"، وأن المشاورات الجارية تستهدف عرض رؤية الفصائل لبنود أي صفقات مقبلة لتبادل الأسرى، مشددًا على أن "هدف الفصائل الأهم هو وقف شامل لإطلاق النار".
وأتاحت هدنة سابقة استمرت أسبوعًا إطلاق سراح 105 من المحتجزين في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح 240 محتجزًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.