في أول أيام الهدنة.. رسالة تهديد إسرائيلية و2500 عالق ينتظرون مغادرة مصر

يستعد الفلسطينيون العالقون في مصر للعودة إلى قطاع غزة، تزامنًا مع بدء سريان اتفاق الهدنة وتنفيذ وقف إطلاق النار، إذ أعلنت سفارة دولة فلسطين في القاهرة، إمكانية العودة لمواطينيها الموجودين في شمال سيناء.

وأوضحت السفارة الفلسطينية، في تنويه أمس على فيسبوك، أن السلطات المصرية أبلغتها بإمكانية عودة الفلسطينيين إلى قطاع غزة، الجمعة، مؤكدة السماح بعودة باقي العالقين المتواجدين في القاهرة وباقي المحافظات ابتداءً من غد السبت فصاعدًا.

ويأتي إعلان السفارة تزامنًا مع  توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لتبادل 50 رهينة من الرهائن المحتجزين في غزة مقابل وقف القتال لمدة 4 أيام، بوساطة مصرية وقطرية.

ويرافق الهدنة وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانبين، والإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال دون 19 عامًا، وبالمقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلي، فضلًا عن إدخال 200 شاحنة مواد إغاثية وطبية و4 شاحنات وقود وغاز طهي، يوميًا لكل مناطق القطاع، مع توقف تحليق الطيران الإسرائيلي فوق غزة لـ6 ساعات يوميًا اعتبارًا من 10 صباحًا.

أفيخاي يهدد

وبعد ساعات من تنفيذ اتفاق الهدنة، وجه المتحدث باسم الجيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي رسالة إلى سكان قطاع غزة على إكس، قال فيها "يا سكان غزة، لن يُسمح بأي شكل من الأشكال بتنقل السكان من جنوب القطاع إلى شماله، وإنما من الشمال إلى الجنوب فقط".

وهدد أدرعي بقتل كل من يقترب من منطقة شمال قطاع غزة بالموت، وقال "ندعوكم إلى عدم الاقتراب إلى القوات العسكرية وإلى المناطق شمال وادي غزة. استغلوا الوقت للتزود بالاحتياجات وترتيب أموركم. منطقة شمال القطاع هي منطقة قتال ويحظر البقاء فيها".

وأكد أن "الحرب لم تنتهِ"، قائلًا "نحثكم على الانصياع إلى التعليمات والتحذيرات من أجل سلامتكم".

وأفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحبت من جنوب قطاع غزة، لكنها لا تزال تقصف بعض المناطق في شمال القطاع، وأن طيران الاحتلال كثف غاراته على جميع مناطق قطاع غزة ليلة أمس، مضيفة أن فلسطينيين يحاولون التوجه لمنازلهم في مناطق شرق القطاع، ويأملون في استمرار الهدنة ووقف إطلاق النار.

130 ألف لتر ديزل و4 شاحنات غاز يوميًا

وأكدت مصر تسليم 130 ألف لتر من الديزل و4 شاحنات غاز يوميًا إلى قطاع غزة، فيما دخلت أولى شاحنات المساعدات إلى القطاع، وفق فرانس 24، فيما أكدت القاهرة الإخبارية دخول 200 شاحنة مساعدات و7 شاحنات وقود إلى غزة عبر معبر رفح، الجمعة، ووصول 20 مصابًا من قطاع غزة إلى معبر رفح للعلاج بمصر.

كما أكدت مصادر مطلعة لم تسمها القاهرة الإخبارية ‏بدء عودة العالقين الفلسطينيين في مصر للمرة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بناءً على رغبتهم.

وكانت محافظة شمال سيناء أعلنت أمس توفير حافلات نقل مجانية للعالقين من أبناء قطاع غزة بالعريش لتوصيلهم إلى معبر رفح، فيما أوضح محافظ شمال سيناء محمد عبد الفضيل شوشة أن العالقين هم مجموعة تأخر سفرهم إلى قطاع غزة، وأغلقت أمامهم المعابر بسبب الحرب على القطاع، وتعذر سفرهم وتمت مساعدتهم بتوفير سكن بديل لهم مجاني في العريش ومستلزمات شخصية لظروفهم التي مروا بها.

2500 عالق ينتظرون العودة

وأكد السفير الفلسطيني بالقاهرة دياب اللوح لـ المنصة أن عدد المواطنين الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى قطاع غزة والذين سجلوا أسماءهم لدى السفارة يبلغ نحو 2500 شخص، موضحًا أن بمقدور أي مواطن فلسطيني يرغب بمحض إرادته في العودة إلى القطاع، سواء من المتواجدين في شمال سيناء أو مختلف محافظات مصر، التوجه إلى معبر رفح البري، بدءًا من السبت "دون أي قيود ولا يشترط أن يسجل اسمه لدى سفارة فلسطين".

وكانت سفارة فلسطين طلبت في 12 نوفمبر من مواطنيها المتواجدين في القاهرة والمحافظات الأخرى، باستثناء العريش، من الراغبين في العودة إلى القطاع تسجيل بياناتهم لديها، فيما حصرت محافظة شمال سيناء ما يزيد عن 300 شخص، خصص لهم شوشة عمارتين سكنيتين للإقامة في العريش، كما نقلت نحو 30 أسرة فلسطينية من العالقين في مصر، في الأول من نوفمبر الجاري، لشقق في مدينة العريش مؤقتًا حتى عودتهم للقطاع.

جهود ذاتية 

وفي السياق نفسه، أوضحت البرلمانية عايدة السواركة، النائبة عن دائرة شمال سيناء، لـ المنصة أن هناك العديد من الفلسطينيين العالقين في المحافظة بمدن بئر العبد والشيخ زويد والعريش، واستضافتهم بعض الأسر المصرية في بيوتها، ويقدمون لهم الوجبات والأغطية قدر استطاعتهم، فيما استأجر البعض الآخر غرفة بفندق أو شاليه.

وتضيف "قامت محافظة شمال سيناء بتخصيص شقق سكنية في عمارات السبيل، لاستضافة من تقدموا بأوراقهم للمحافظة من الفلسطينيين العالقين في مصر، كما يتعاون كل من الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية وجمعية مصر الخير  في تقديم وجبات طعام لهم".

وأشارت النائبة إلى أن الكثيرين منهم لم يقدموا أوراقهم الثبوتية وصور جوازات سفرهم ليتم تسكينهم، "الفلسطينيين الذين جاؤوا ترانزيت إلى مصر عليهم أن ينسقوا مع سفارة بلدهم ليحصلوا على أوراق يقدمونها للمحافظة".

وتشير النائبة إلى إعلان وزارة التضامن الاجتماعي عن تقديم مبلغ 12 مليون جنيه مخصصة للإنفاق على العالقين، لكنها لم توضح أوجه الإنفاق، وبحسب النائبة "لم نحصل على أي من تلك الأموال، والمساعدات المقدمة بجهود ذاتية من الأهالي والجمعيات الخيرية ومحافظة شمال سيناء"، مؤكدة أنها تعتزم التقدم بطلب إحاطة للسيدة وزيرة التضامن الاجتماعي في البرلمان لسؤالها بشأن هذه المساعدات.

وسبق أن أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، مساهمتها بمبلغ 12 مليون جنيه للإنفاق منها على العالقين وإدارة الأزمة الراهنة بشمال سيناء جراء الحرب في غزة، وتوفير مستلزمات الإعاشة من 140 مرتبة ووسادة وأغذية وحقائب نظافة شخصية، لصالح تجهيز الشقق لتسكين العالقين.

فيما أكدت المسؤولة بالمكتب الإعلامي لوزارة التضامن الاجتماعي ولاء يحيى لـ المنصة أن جهود مساعدة الفلسطينيين العالقين في مصر التي تقوم بها الوزارة تتم عن طريق مؤسسة الهلال الأحمر المصري، وتتمثل في تقديم مواد إغاثة وطعام، مؤكدة أن ذلك لا يتم بمعزل عن المساعدات المُقدمة من الوزارة إلى قطاع غزة.

وفي غزة ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 14500 قتيل، بينهم أكثر من 6000 طفل، و4000 امرأة، وارتفعت حصيلة المصابين إلى 35000، وبلغ عدد المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي 7 آلاف، بينهم 4700 طفل وامرأة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.