تصوير سالم الريس، المنصة
مجمع الشفاء في قطاع غزة، أكتوبر 2023

هل تسقط غزة بـاحتلال إسرائيل "الشفاء"؟

محمد حميد
منشور الاثنين 13 نوفمبر 2023

بات مستشفى الشفاء عنوانًا رئيسيًا على مدى الأيام الماضية في الإعلام العالمي، وذلك بعدما جعلت منه إسرائيل هدفًا عسكريًا بزعم وجود شبكة أنفاق لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إضافة "لوجود مراكز للقيادة وقاذفات صواريخ، تحت المستشفى"، وفقًا لكبير المتحدثين العسكريين بالجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري.

من جهة، يقول رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن إسرائيل جعلت من مستشفى الشفاء عنوانًا لسيطرتها على قطاع غزة، مضيفًا في تصريحات صحفية أن إسرائيل تتعامل مع مستشفى الشفاء "على أنه عاصمة لغزة وسقوطه يعني سقوط غزة، وما هو إلا تبرير لقتل الجرحى والمرضى والأطباء والمسعفين".

هنا، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة أيمن الرقب، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول أن يُشعر مواطنيه بأنه حقق نصرًا على المقاومة من خلال التركيز على هدف ما، وذلك ردًا على هزيمة بلاده التي انكسرت يوم 7 أكتوبر/تشرين اﻷول الماضي".

وشنت حركة حماس هجومًا مباغتًا على مدن وبلدات في محيط غزة، فيما قالت إسرائيل في البداية إنه "أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي، إضافة إلى أسر نحو 240 آخرين"، لكنها عادت وخفضت عدد القتلى من جانبها إلى 1200 فقط.

ويُضيف الرقب لـ المنصة، أن كل الإعلام الإسرائيلي موجه ناحية المستشفى وكأنه "ثكنة عسكرية"، لافتًا إلى أن التحريض على "الشفاء" ليس وليد اللحظة، لكنه بدأ منذ عام 2014، حين "اتهمت أيضًا إسرائيل المقاومة بأن مركز قيادتها أسفل مستشفى الشفاء".

ويُشير الرقب إلى أن الاحتلال يُسوق في الإعلام اتهامًا للمقاومة بأن المستشفى يحتوي على غرف أرضية وأنفاق تتضمن مركز قيادة حركة المقاومة، فضلًا عن أن الاحتلال "حتى الآن لم يفرض سيطرته على قطاع غزة، رغم كل العمليات والآليات العسكرية التي يُحاصر بها القطاع".

يأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ38 على التوالي.

ويُتابع الرقب، أنه منذ عملية طوفان الأقصى التي انطلقت يوم 7 أكتوبر، "يبحث الاحتلال الإسرائيلي عن هدف عسكري كي يحقق نصرًا من خلاله، ليعوض به خيباته التي تعرض لها أمام مواطنيه".

لكن كل ذلك يبدو وأنه ترويج أو استهلاك إعلامي فقط، ذلك أن الاحتلال أعلن قبل يومين أن "مدينة بيت حانون ليس بها أي سكان وباتت مدينة أشباح مثل مدينة برلين عام 1945، إلا أنه حين دخل المدينة فوجئ بآلاف السكان يخرجون منها، إضافة لعناصر من المقاومة التي أطلقت قذائف من داخل المدينة أيضًا"، وفقًا لأستاذ العلوم السياسية.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت، أمس، محيط مستشفيي الرنتيسي والنصر، بينما كثفت قصفها لمستشفى الشفاء، في وقت خرج مستشفى القدس، ثاني أكبر المستشفيات في قطاع غزة، عن الخدمة، حسبما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وبات مجمع الشفاء الطبي في موقف بالغ الصعوبة، ففوق الحصار الإسرائيلي المضروب عليه يتعرض للقصف بشكل متكرر، وفي الداخل بات الموت يحصد المرضى جراء نفاد الوقود والأدوية.