يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ30، فيما يتعرض الشعب الفلسطيني "لإبادة جماعية في غزة"، بحسب تصريح للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في رام الله اليوم، ضمن جهوده الدبلوماسية لوقف العدوان، في وقت رأى وزير إسرائيلي أن إلقاء قنبلة نووية على القطاع "أمر وارد"، قبل أن يُعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاركة ذلك الوزير في اجتماعات الحكومة.
وطالب أبو مازن، خلال لقائه بلينكن، بـ"الوقف الفوري للحرب المُدمرة"، والإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية من مواد طبية وغذائية ومياه وكهرباء ووقود، إلى قطاع غزة.
وتأتي زيارة بلينكن إلى الضفة الغربية في ثالث محطات جولته في الشرق الأوسط، والتي بدأت بإسرائيل الجمعة، ثم الأردن أمس السبت، للقاء 5 من وزراء الخارجية العرب ووممثل عن السلطة الفلسطينية، علمًا بأن زيارة بلينكن للضفة لم تكن معلنة من قبل، إذ قالت الخارجية الأمريكية، في بيان أمس، إن المحطة القادمة هي تركيا، في زيارة تستمر يومين.
وتساءل الرئيس الفلسطيني، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، "كيف يُمكن السكوت على مقتل عشرة آلاف فلسطيني منهم أربعة آلاف طفل، وعشرات الآلاف من الجرحى، وتدمير عشرات الآلاف من الوحدات السكنية، والبنية التحتية والمستشفيات ومراكز الإيواء وخزانات المياه؟".
وكان مراسل وفا أفاد بقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس، بئر المياه الرئيسي في منطقة تل الزعتر، شمال القطاع، ما أدى إلى تدفق المياه إلى الأحياء والمنازل المحيطة بالبئر.
ووصلت أعداد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة بحسب آخر إحصائية لوزراة الصحة اليوم إلى 9730 قتيلًا في غزة، وإصابة أكثر من 24 ألفا.
وحذر أبومازن مجددًا من تهجير أبناء الشعب الفلسطيني إلى خارج غزة أو الضفة أو القدس، مؤكدًا "نرفض ذلك رفضًا قاطعًا".
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أكد خلال مؤتمر صحفي مع بلينكن أمس، على أن "التهجير جريمة حرب أخرى سنتصدى له بكل طاقتنا". كما سبق وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة رفضه تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وقال، خلال قمة القاهرة للسلام الشهر الماضي، إن "تصفية القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكون على حساب مصر".
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن "ما يحدث في الضفة والقدس لا يقل فظاعةً، من قتلٍ واعتداءات على الأرض والبشر والمقدسات، على أيدي قوات الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين، الذين يقومون بجرائم التطهير العرقي والتمييز العنصري، وقرصنة أموال الشعب الفلسطيني".
ومن جانبه، حذر وزير الخارجية الأمريكي من "التهجير القسري" للفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة بتعزيز الكرامة والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، حسب ما نقلت وكالة رويترز.
وأكد بلينكن التزام الولايات المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية واستئناف الخدمات الأساسية في غزة. و"ضرورة وقف أعمال العنف التي ينفذها متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وحمل أبو مازن سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يحدث، مؤكدًا أن الحلول العسكرية والأمنية لن تجلب الأمن لإسرائيل، وقال "نطالب أن توقفوهم عن ارتكاب هذه الجرائم فورًا".
غزة جزء لا يتجزأ عن فلسطين
وأكد الرئيس الفلسطيني أن قطاع غزة "جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملةً في إطار حل سياسيٍ شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة".
وكان موقع بي بي سي نقل عن مسؤول فلسطيني لم يسمه، أن أبومازن سيطالب وزير الخارجية الأمريكي بـ"موقف جاد لوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يتعرض له المدنيون في غزة، وكذلك وقف إجراءات إسرائيل الرامية إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية".
ومن جهة أخرى، كشف المسؤول عن أن "السلطة الفلسطينية رفضت أن تتسلم من إسرائيل أموال الضرائب والرسوم الجمركية التي يجبيها الجانب الإسرائيلي بالنيابة عنها، وذلك بعدما قررت الحكومة الإسرائيلية أن تقتطع الأموال المخصصة لقطاع غزة منها".
وتبلغ قيمة هذه الأموال نحو 120 مليون دولار شهريًا، وتدفع منها السلطة رواتب موظفيها والمتقاعدين ونفقات الصحة والتعليم في القطاع.
وقال المسؤول الفلسطيني، إن حجب هذا المبلغ "ينطوي على خطر سياسي كبير يتمثل في الفصل التام للقطاع عن الضفة الغربية، وهو ما لن تقبله السلطة".
وفي سياق متصل، جدد الرئيس الفلسطيني، خلال لقائه بلينكن، التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي صاحبة القرار حول كل ما يخص الشعب الفلسطيني.
قنبلة نووية
وجاء لقاء أبو مازن وبلينكن غداة قصف إسرائيلي لمخيم المغازي وسط قطاع غزة، والذي راح ضحيته 51 قتيلًا وعشرات الجرحى.
ويتواصل القصف الإسرائيلي على أنحاء متفرقة من القطاع لليوم الـ30 على التوالي، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في غضون ذلك، قال وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، من حزب "عظمة يهودية" اليميني، في مقابلة إعلامية اليوم الأحد، إن "أحد الخيارات أمام إسرائيل هو إسقاط قنبلة ذرية على القطاع". وحول مصير المحتجزين في قطاع غزة في حال اللجوء لهذا الخيار، علق الوزير في حكومة الاحتلال "أصلي وآمل بعودتهم، لكن هناك أثمانًا للحرب"، بحسب وفا.
وشدد الوزير الإسرائيلس على أنه لا يجب تقديم المساعدات لـ"النازيين"، في إشارة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي أعقاب تلك التصريحات علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاركة إلياهو في اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر، وقال إن هذه التصريحات "منفصلة عن الواقع"، بينما حاول الوزير نفسه تدارك تصريحاته، وقال في بوست عبر إكس إن حديثه كان مجازيًا، بحسب سكاي نيوز.