منشور
الأحد 17 سبتمبر 2023
- آخر تحديث
الأحد 17 سبتمبر 2023
أكد المتحدث الرسمي باسم التيار الحر، عماد جاد، عدم التوافق حتى الآن على طرح الدفع برئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الفريق محمود حجازي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو المقترح الذي سبق أن أعلنه جاد مما دفع التيار للتبرؤ منه.
ونشر جاد، قبل يومين بوست على فيسبوك حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، حمل عنوان "نداء من أجل الوطن"، قال فيه "لا نريد مرشحين هواة من خارج دولاب الدولة، الأحزاب السياسية المصرية ضعيفة، منهكة أو مستوعبة (معارضة وموالاة) ولا أرى فيها من يصلح لشغل منصب رئيس الجمهورية".
وأضاف "نريد مرحلة انتقالية يقودها أحد أبناء مؤسسات الدولة، نريد رئيس تتعاون معه مؤسسات الدولة وأجهزتها، لا نريد استمرار السياسات الحالية ولا تكرار تجربة رئيس من خارج المؤسسات في الوقت الحالي كما حدث عام 2012".
"الرئيس القادم سيكون رئيسًا انتقاليًا يأتي بعده رئيس مدني بعد فتح المجال العام"، وفق ما كتبه جاد على فيسبوك، مضيفًا "التغيير المأمول لن يحدث بين ليلة وضحاها بل يتطلب مرحلة انتقالية، فالتطور السياسي سيتحقق تدريجيًا وليس بقفزة في الهواء، الفريق محمود حجازي هو الرئيس الأمثل لمصر في المرحلة القادمة".
ورغم تأكيد جاد أن البوست مجرد "بيان أكتبه بصفة شخصية"، فإن التيار الحر بادر بالتبرؤ من وجهة النظر الواردة فيه، في بيان، أمس السبت، قال فيه "ينفي التيار أي علاقة له بما كتبه الأستاذ عماد جاد حول تفضيله لرئيس من خلفية عسكرية لمصر وترشيحه للفريق محمود حجازي كرئيس قادم لمصر، ويؤكد التيار أن ما كتبه جاد هو رأيه الشخصي كما وضح هو شخصيًا في مطلع منشوره على الفيسبوك".
وردًا على البيان، كرر جاد تأكيده على طرح فكرة ترشح حجازي في الانتخابات من واقع وجهة نظره ورأيه الشخصي، قائلًا "أكدت على ذلك في البوست حتى لا يحسب الأمر على أنه صادر عن التيار الحر".
وأضاف جاد لـ المنصة، أن "دوافعه إزاء ذلك الطرح لها خلفياتها المرتبطة بلقاءات سابقة جمعته بالفريق حجازي، التي استشف منها أنه يتمتع بالكاريزما، وعلى قدر من الثقافة والاطلاع تؤهله للقيام بذلك الدور".
وأوضح جاد أن أول لقاء جمعه بحجازي كان في أبريل/نيسان 2011، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس المخابرات الحربية، بينما كان حجازي يشغل منصب رئيس هيئة التنظيم والإدارة بالقوات المسلحة، وجاء اللقاء في ضوء اجتماع قيادات القوات المسلحة بالقوى السياسية في أعقاب ثورة يناير.
ونفى جاد أن يكون للفريق محمود حجازي نفسه أي دور في طرح وجهة النظر تلك، مؤكدًا أنه لم يتواصل معه منذ آخر لقاء جمعهما في 2015 لتنسيق دعم القوى السياسية للدولة تحت قيادة السيسي.
وحول فكرته بشأن ترشح رئيس من المؤسسة العسكرية، أكد أنها نابعة من أن البلاد لن تستطيع الصمود أكثر من ذلك على نفس منهج الحكم والإدارة، ولا تتحمل أن يكون التغيير بنزول الناس إلى الشارع مجددًا في ثورة جديدة، ومن ثم فإنه يرى ضرورة أن يتقلد رئيس بخلفية عسكرية الأمور لفترة معينة، يتم خلالها فتح المجال العام وإطلاق الحريات وتحسين أوضاع الاقتصاد واستعادة العلاقات القوية مع دول الإقليم وأمريكا.
"كنت أرى أن القادر على إحداث ذلك من المؤسسة العسكرية شخصيتين فقط هما الفريق محمد العصار رحمه الله، والفريق محمود حجازي ربنا يديله الصحة نظرًا لما تتسم به شخصيتهما من إطلاع وإيمان بمبادئ الدولة الديمقراطية" قالها جاد، مضيفًا "بعد موت الفريق العصار مابقاش ينفع غير الفريق حجازي".
وعن الانتقادات التي قابلتها وجهة نظره التي دفعت التيار الحر نفسه للتبرؤ منها، قال جاد "لم أطرح آية منزّلة من السماء، دي وجهة نظر قابلة للنقاش والحوار والتطوير، وقد يقتنع بها البعض وقد لا يقتنع، أنا طرحتها بصفتي راجل شغال في العلوم السياسية منذ أكثر من 35 سنة".
ويشترط القانون المصري على ضباط الجيش الحصول على موافقة المجلس العسكري قبل الترشح للرئاسة، إذ صادق الرئيس السيسي في 2020 على تعديلات قانون تقضي بعدم السماح لضباط الجيش العاملين أو المتقاعدين بالترشح للرئاسة أو لعضوية البرلمان إلا بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حسبما نُشر في الجريدة الرسمية آنذاك.
وأعلن التيار الحر، خلال بيان أصدره في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، تعليق جميع مشاركاته السياسية مؤقتًا عطفًا على الحكم الصادر ضد رئيس مجلس أمنائه هشام قاسم، مؤكدًا عدم الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي ضوء ذلك البيان، أكد جاد أن التيار لن يكون له دور موحد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلًا "قد يكون للأحزاب المشاركة في التيار، كالدستور أو الإصلاح والتنمية مثلًا، موقف معلن نحو دعم مرشح بعينه، إلا أن التيار كائتلاف سياسي حتى الآن لن يكون لديه موقف موحد في تلك الانتخابات".