أصدر رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، قرارًا بنقل ملكية أرض مقر الحزب الوطني "المنحل" إلى شركتين يضم مجلسا إدارتهما مسؤولين بارزين في الصندوق السيادي، المسؤول عن عملية طرح وترسية اﻷرض للاستثمار، بحسب مواقع الشركتين والصندوق.
ونشرت الجريدة الرسمية، أمس قرار رئيس الوزراء بإسناد أرض الحزب الواقعة بجوار المتحف المصري لصالح شركتي نايلوس للخدمات الفندقية والتجارية، ونايلوس للخدمات السكنية، ويضم مجلسا إدارة الشركتين مسؤولين بمجلس إدارة صندوق مصر السيادي، والصندوق الفرعي للسياحة والاستثمار التابع له، إذ يتولى عمرو إلهامي المدير التنفيذي للصندوق الأخير، منصب رئيس مجلس إدارة الشركتين، فيما يشغل عضوية مجلس إدارتهما كلًا من عبد الله الإبياري، وإيهاب رزق، عضوي مجلس إدارة الصندوق السيادي.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر في 3 سبتمبر/أيلول 2020، نقل عدد من الأراضي والعقارات من أملاك الدولة العامة لملكية صندوق مصر السيادي، ومن بينها أرض الحزب الوطني.
وحاولت المنصة التواصل تليفونيًا وبرسائل واتساب مع المستشارة الإعلامية للصندوق السيادي إيمان همام، إلا أنها لم ترد، كما لم يرد عبد الله الابياري على اتصالات المنصة.
الطرح والترسية
ووفقًا لنص القرار المنشور بالجريدة الرسمية، تمت عملية نقل ملكية الأرض على مراحل، بدأت من خلال نقل ملكيتها من الصندوق السيادي للصندوق الفرعي. وبناءً على ذلك، ودون إعلان رسمي صريح عن الترسية، أصدر الصندوق الفرعي قراره رقم 2 لسنة 2023 بنقل ملكية الأرض من ولايته لشركتي نايلوس المشار إليهما سابقًا.
"تم الاستقرار على شركة نايلوس لتطوير الأرض، لتقدمها بأفضل العروض للصندوق"، بحسب قول رئيس مجلس الصندوق الفرعي للسياحة والاستثمار إلهامي الزيات، للمنصة.
وأوضح الزيات، أن شركة نايلوس هي شركة مساهمة مصرية يمتلك مستثمرون إماراتيون جزءًا منها، وتُسدد عائد الشراكة للدولة ممثلة بالصندوق السيادي بالعملة الصعبة وليست بالعملة المحلية، نظرًا لزيادة احتياج الحكومة لمصادر متجددة للنقد الأجنبي.
وأضاف الزيات أن "التعاقد مع الشركة المطورة نايلوس ينص على أن تتولى أعمال الإنشاءات والتطوير والتشغيل للشقين السكني والفندقي بالمشروع، في مقابل مبلغ مالي سنوي تحصل عليه الدولة ممثلة في الصندوق إلى جانب جزء من إيرادات التشغيل فيما بعد".
وتابع أن الشركة التي استقر عليها الصندوق لتقوم بتطوير أرض الحزب الوطني ستنفذ جراجًا يستوعب 6 آلاف سيارة لخدمة منطقة وسط البلد التي تعاني من التكدس، كذا سيتم عمل شكل بانورامي مطل على المتحف المصري القديم بميدان التحرير.
المتنافسون على اﻷرض
بحسب تقرير سابق نشرته المنصة، أعلن الصندوق السيادي في ديسمبر/كانون الأول 2021 عن تقدم 5 تحالفات مصرية وعربية لتطوير الأرض، وعلى الرغم من عدم تسمية الصندوق لتلك التحالفات، إلا أن بعض المتقدمين أعلنوا عن أنفسهم، وكان أغلبهم مستثمرون خليجيون، لديهم تجارب سابقة في العمل مع الدولة، بحسب ما انتهى إليه التقرير.
وجاء ضمن الشركات المتقدمة تحالف ضم الشركة السعودية المصرية وشركة الشعفار الإماراتية للمقاولات وشركة إينوفو القابضة، وذلك في مواجهة مجموعة العتيبة الإماراتية التي فازت مؤخرًا بمشروع تطوير مبنى مجمع التحرير، وتردد وقتها دخول شركة سامكريت المصرية في المنافسة على حصد الأرض.
وخلال مشاركته في مؤتمر التطوير العقاري السادس في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار عمرو إلهامي، أنه سيتم البت في العروض المقدمة لتطوير أرض الحزب الوطني قبل نهاية عام 2022.
وواقعيًا لم تصدر في نهاية ذلك العام عن الصندوق أي بيانات تخص التحالف الفائز بالترسية، حتى قالت وزيرة التخطيط هالة السعيد، في 25 يونيو/حزيران الماضي، إنه سيتم إعلان التحالف الفائز بتنفيذ مشروع فندق إداري تجاري، خلال أسبوعين.
ما هي نايلوس؟
لم يظهر اسم نايلوس في أي مرحلة من مراحل طرح الأرض على المستثمرين، كما لم يُظهر البحث في سوابق أعمال الشركتين عن مشروعات ضخمة سبق لها تنفيذها أو المشاركة في تطويرها والاستثمار فيها. لكن بحسب بيانات الشركات المُصدْرة المنشورة على موقع شركة مصر للمقاصة، تمتلك الشركتين مقرًا بمبنى أبو الفدا الإداري الكائن بمنطقة الزمالك بالقاهرة.
وكانت وزيرة التخطيط أعلنت أن الحكومة ستكون لها حصة من عوائد مشروع التطوير مقابل مساهمتها بالأرض، إلا أنها لم تعلن عن أي تفاصيل مرتبطة بطبيعة الشركة التي أرسي عليها المشروع، وعلاقة مسؤولي الصندوق بها.
وبحسب موقع الصندوق تمتد أرض الحزب الوطني الديمقراطي السابق على مساحة 16,612 متر مربع وتقع في منطقة وسط المدينة على ضفاف النيل وعلى مقربة من العديد من الشركات والمناطق الترفيهية، وتحظى اﻷرض بإطلالة على نهر النيل.