قررت نقابة المحامين المصريين مساء أمس الأربعاء، تعليق العمل وحضور المحامين أمام محاكم الجنايات وتحقيقات النيابة العامة في كافة أنحاء الجمهورية، اعتبارًا من صباح اليوم الخميس، ولأجل غير مسمى، ردًا على الحكم الصادر من الدائرة الجنائية الثانية بمحكمة مرسى مطروح أمس، بحبس 6 محامين سنتين مع الشغل، لإدانتهم بالتعدي على ثلاثة من موظفي المحكمة.
ويعد قرار النقابة العامة ملزمًا لكافة المحامين، ويحق للنقابة إحالة مخالفيه إلى التأديب، وجاء القرار عقب اجتماع طارئ مساء أمس، ليمثل تصعيدًا كبيرًا في الموقف.
ودعا بيان مجلس النقابة، والذي حصلت المنصة على نسخة منه، إلى اجتماع طارئ و مشترك للمجلس مع مجالس النقابات الفرعية في تمام الساعة الواحدة من بعد ظهر الجمعة الموافق 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، لاتخاذ ما يراه مناسبًا من إجراءات من مسارات قانونية بشأن جلسة الطعن بالاستئناف على الحكم الصادر بحق الزملاء والمحدد لنظره جلسة الأحد 22 الجاري.
كما سيتناول الاجتماع النظر فيما يتعين اتخاذه من اجراءات واجبة حيال "عدم التعامل مع هذه الأزمة بالحياد اللازم في إجراءات التحقيق والمحاكمة، ومصادرة كافة حقوق الدفاع وطلباته فيها تحقيقًا ومحاكمة وبما يحفظ كرامة جموع المحامين"، على حد وصف البيان، بالإضافة إلى النظر في دعوة الجمعية العمومية للمحامين لانعقاد طارئ.
وجاءت قرارات النقابة العامة بعد ساعات من اجتماع للنقابة الفرعية في مرسى مطروح انتهى إلى قرارت مشابهة بتعليق العمل كليًا بمحكمة مطروح الابتدائية وأمام نياباتها، ووقف التعامل مع خزانة محكمة مطروح، و تعليق العمل أمام مأمورية الاستئناف العالي ودوائر الجنايات، وكافة الأعمال الإدارية ذات الصلة، على أن "يستثنى مما تقدم الأعمال المرتبطة بالمواعيد القانونية بعد العرض على مجلس النقابة، حرصا على مصالح المتقاضين"، غير أن قرار مجلس النقابة العامة أمس لم يشمل أية استثناءات.
وشددت النقابة العامة على أن كافة النقابات الفرعية على مستوى الجمهورية ملزمة بتنفيذ قرارها بتعليق العمل.
وقالت النقابة في بيان إنها منذ اللحظات الأولى من إبلاغها بالواقعة، حرصت على التواصل مع كافة الجهات المعنية في الأزمة للتعامل معها بحكمة وموضوعية، وفق تحقيق شامل للواقعة بما يقتضيه من جمع الأدلة القولية والفنية وأخصها تفريغ كافة الكاميرات.
واستطردت "وعلى الرغم مما لاح في الأفق من إصرار غير مفهوم، وعنت واضح على حبس الزملاء احتياطيًا رغم انتفاء مبررات الحبس الاحتياطي، ومن تعجل غير مبرر في إحالتهم للمحاكمة بغير استيفاء مجريات التحقيق على الوجه الذي يستحق بلوغًا للحقيقة، والعدالة المنشودة، بغير شطط أو لدد".
وتابعت "نقول على الرغم مما سبق فقد مارست النقابة العامة والنقابات الفرعية ولا تزال أقصى درجات ضبط النفس، حرصًا منها على مصلحة الزملاء طرف الأزمة وأسرهم وعلى مصلحة الوطن والبلاد في ظروف عصيبة لا تحتمل الفتن"، مؤكدة أن قراراها بتعليق العمل يأتي في إطار أمانة واجبات النقابة العامة تجاه أعضائها.
وتعود الواقعة إلى يوم الخميس 5 يناير الجاري عندما نشبت مشادة كلامية بين المحامي سيد أبو السويطية الذي كان ينهي بعض الإجراءات في المحكمة، وثلاثة من موظفيها، تطورت إلى عراك بالأيدي وفقًا لما أخبر به المنصة مصدر قضائي حضر الشجار. ولم توجه النيابة أية اتهامات للمحامي الذي بدأت معه المشادة.
والمحامون الستة الذين أدانتهم المحكمة اليوم هم وائل رشدي بهجات، وسيد موسي محمد، وعبد الله سلومة غيث، و محمد فهمي، وأحمد علاء الجنايني، وسعيد عوض، في جلسة قرر رئيسها المستشار إسلام محمد إسماعيل منع الدخول إليها إلا بإذن كتابي منه، ومنع كذلك من سمح لهم بالحضور من إدخال كاميرات وموبايلات، حسبما قال أمين عام نقابة المحامين الفرعية بمطروح صالح عطية للمنصة.
وتتكرر وقائع حبس محامين، بعضها خلال مزاولة عملهم، إذ توجه لهم تهم إهانة السلطة القضائية، وأشهرها قضية مغاغة التي تعود أحداثها إلى العام 2013، والتي قضت المحكمة فيها بحبس 116 محاميًا سنة مع إيقاف التنفيذ وذلك في العام 2019.
وسبقت أزمة المحامين تلك، أزمة أخرى تتعلق بالفاتورة الإلكترونية والتي اعترض المحامون على تطبيقها عليهم، ونظموا أكثر من وقفة داخل النقابة شهدت حشدًا كبيرًا.