أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة، مساء أمس، توصل حماس وإسرائيل لاتفاق تبادل المحتجزين والعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق "وقفًا دائمًا لإطلاق النار بين الطرفين"، على أن يبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
وأشار البيان المشترك للدول الثلاث إلى أن الاتفاق يتضمن ثلاث مراحل، تشمل الأولى ومدتها 42 يومًا "وقف إطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع جيش الاحتلال خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكنهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج".
كما تتضمن المرحلة الأولى "تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود، وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب"، وفق البيان الذي نشرته صفحة المتحدث باسم الرئاسة المصرية على فيسبوك.
وأكدت الدول الثلاث أن "سياستهم كضامنين لهذا الاتفاق هي التأكيد على أن جميع مراحله الثلاث ستنفذ بشكل كامل من قبل الطرفين، وسيعمل الوسطاء بشكل مشترك لضمان تنفيذ الأطراف لالتزاماتهم في الاتفاق والاستمرار الكامل للمراحل الثلاث".
وأشار البيان إلى أن الضامنين سيعملون بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول المانحة والشركاء من جميع أنحاء العالم "لدعم الزيادة السريعة والمستدامة في المساعدات الإنسانية إلى غزة بموجب الشروط المنصوص عليها في الاتفاق". وحثت الدول الثلاث الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود بموجب الآليات المتبعة في تنفيذ الاتفاق.
من ناحيته، رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتوصل إلى اتفاق، مؤكدًا، في بوست عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن دون أي عراقيل، لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين، ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار و الأمن و التنمية في عالم يتسع للجميع.
وأشاد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، بالاتفاق، مؤكدًا ضرورة تنفيذه بشكل "صارم".
وأضاف أن الاتفاق يمكن أن "يفتح نافذة أمل جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد شهور من إراقة الدم والمعاناة"، مردفًا "نُجدد التزامنا بالمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر أملاً وأمنًا وعدلاً للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء"، مضيفاً أنه "لا ينبغي الحكم على الإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش في صراع أبدي".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أهمية أن يسهم وقف إطلاق النار في إزالة كافة العقبات التي تحول دون وصول المساعدات إلى كل مناطق غزة، مشيرًا إلى "الحاجة الملحة لزيادة الدعم الإنساني لإنقاذ حياة السكان المتضررين".
وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بالعمل مع إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة لضمان "عدم تحول غزة إلى ملاذ للإرهاب مجددًا"، مشددًا على التزام إدارته بهذا الهدف.
وأضاف ترامب "اتفاق غزة لم يكن ليحدث لولا انتصارنا في الانتخابات وسنبني على زخمه.. وسنواصل تعزيز السلام من خلال القوة في أنحاء الشرق الأوسط".
وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن ارتياحه الشديد للتوصل إلى هذا الاتفاق، موضحًا أن الاتفاق سيمكن من إطلاق سراح محتجزين بينهم أمريكيون، وسيتيح زيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، فضلًا عن لم شمل الأسر بعد معاناة طويلة.
ودعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تنفيذ الاتفاق بحذافيره، معتبرة أنه "خطوة أولى نحو الاستقرار الدائم وحل النزاع دبلوماسيًا".
وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على وجوب احترام الاتفاق الذي تم التوصل إليه وضرورة التوصل إلى حل سياسي.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاتفاق بأنه خطوة طال انتظارها، ودعا إلى اتخاذ إجراءات تضمن مستقبلًا أفضل قائمًا على حل الدولتين.
وأكد مفوض الأونروا فيليب لازاريني أهمية إدخال المساعدات الإنسانية بسرعة ومن دون عراقيل إلى غزة، لضمان تلبية احتياجات السكان.
وأكد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد أهمية التزام الطرفين بالتوافقات لإنهاء معاناة المحتجزين، مشددًا على موقف بلاده الداعي إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستدام.
وثمنت وزارة الخارجية السعودية جهود التوصل للاتفاق، مؤكدة أهمية البناء عليه لتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة.
ودعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى تحرك دولي فوري لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى غزة، مشيرًا إلى الكارثة التي خلفها العدوان الإسرائيلي.
وتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة 467 يومًا، ارتكب خلالها عشرات "المجازر" بحق المدنيين والنازحين في مختلف أنحاء القطاع، مخلفًا 46707 قتلى و110265 مصابًا، منذ أطلقت حماس طوفان الأقصى، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.