قالت أربعة مصادر للمنصة، الأول في محافظة القاهرة، والثاني باحث آثاري، والثالث والرابع شهود عيان، إن أعمال الهدم بمقابر الإمام الشافعي توقفت بشكل مؤقت خلال اليومين الماضيين، مرجعين ذلك إلى الحملة المتصاعدة ضد هدم الجبانات التراثية في المنطقة، في وقت أضاف المصدر الثالث وهو حسن حامد، صاحب مقبرة، أن كلمة "إزالة" طُمست من على جدران بعض المقابر.
وأضاف حامد أنه لاحظ، أمس واليوم، أن اللوادر موجودة في المنطقة لكنها متوقفة عن العمل.
ومن جانبه، قال إبراهيم حسن، تربي بمقابر الإمام الشافعي، للمنصة إنه تم إبلاغهم من قسم الشرطة بتوقف نقل الرفات من المقابر التي كان من المقرر إزالتها، وأضاف "قالولنا نرجع ندفن عادي جثث بعد ما كان ممنوع نعمل دا".
في غضون ذلك، قال مصدر بديوان عام محافظة القاهرة للمنصة إن أعمال الهدم في مقابر الإمام الشافعي "توقفت مؤقتًا"، بينما تستمر أعمال الهدم في المقابر المحيطة بمسجد السيدة نفيسة، وهو نفس ما أكد عليه الباحث الأثاري المستقل مصطفى الصادق، في حديثه مع المنصة، مطالبًا في الوقت ذاته أن يصدر قرار من رئيس الجمهورية بشكل واضح يتضمن وقف أعمال الهدم في المقابر التاريخية، وأن يتم سحب المعدات والبلدوزارات من المنطقة.
وأكد الباحث الآثاري، على ضرورة الاستماع إلى الآثاريين والمهتمين بالتاريخ لحماية لمستقبل هذه المباني "في الآخر دي مباني مش ملك حد فينا، ولا الحكومة والا المواطنين ولا الأثريين دي ملك الأجيال اللي جايه ومن حقها تعرف تاريخ بلدها".
وفي سياق متصل، أرجع عضو باللجنة الدائمة لحصر المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز، رفض ذكر اسمه، وقف الهدم إلى "الاستقالات الجماعية باللجنة تعبيرًا عن رفض تجاهل رأيها".
وأعلنت رئاسة الجمهورية في 12 يونيو/حزيران الماضي تشكيل لجنة لتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، بينما انسحب بعض أعضاء اللجنة خلال الأسبوع الماضي، اعتراضًا على استمرار الهدم وتجاهل توصياتهم بالاهتمام بالمقابر وحل مشكلة المياه الجوفية وتحويل المنطقة لمزار سياحي.
وأضاف المصدر نفسه "أولى بنا كخبراء آثار حماية التراث ووقف التطوير فى هذه المنطقة، ولكن القيادة السياسية لديها رغبة في تطوير القاهرة التاريخية، وهناك 2800 عالم آثار وأستاذ جامعي اجتمعوا على قيمة المقابر ورموزها مثل أحمد شوقي ومحمود سامي البارودي".
ولفت المصدر إلى ضرورة النظر إلى انسحابات أعضاء اللجنة المشكلة بتوجيهات الرئيس بأنها تعبير على الغضب المتصاعد لهدم الجبانات، وضياع الهوية المعمارية للمدينة.
واتفقت معه أستاذة التصميم والعمارة سالي رياض، قائلة للمنصة إننا الآن أمام "حالة تزييف عالمية"، لافته إلى أن اليونسكو تُراقب المشهد، وطلبت من مصر ردًا على ما يحدث في القاهرة التاريخية.
ولم تعلق اليونسكو رسميًا حتى الآن على مشروع تطوير القاهرة الفاطمية وهدم الجبانات، غير أن مثقفين اقترحوا خلال الأيام الماضية الاستعانة بها لإنقاذ الجبانات.
ولفتت سالي إن مسألة هدم المقابر التاريخية والتراثية أصبحت الآن حديث الكثير من وسائل الإعلام حول العالم في اليابان وفرنسا وغيرها، وجولة المشاركين في مبادرة "رسم مصر"، أول من أمس في مقابر الإمام الشافعي "حدث مهم يؤكد أن شباب هذا البلد أيضًا يرفض عمليات التدمير التي تحدث".