وجّه حقوقيون انتقادات لتنظيم التحالف الوطني للعمل الأهلي، على مدار اليومين الماضيين فعالية حول المشاركة السياسية بحضور ممثلين عن الأحزاب بمحافظة الأقصر، وذلك مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وهو ما اعتبره مشتغلون بحقل المنظمات المدنية يمثل تمييزًا لتحالف العمل الأهلي عن باقي الجمعيات الأهلية، كما أنه يعد مخالفًا لقانون تنظيم العمل الأهلي الذي يحظر على الجمعيات ممارسة الأنشطة السياسية.
ونظم التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أول من أمس، فعالية تحت عنوان "البرنامج الوطني لتعزيز المشاركة السياسية"، بمركز إسنا بمحافظة الأقصر، ناقش خلالها كيفية تعزيز المشاركة السياسية لبناء الجمهورية الجديدة، وسبل تعزيز المشاركة بالشأن العام سواء على مستوى الجمعيات والمؤسسات الأهلية والنقابات العمالية والمهنية ومراكز الشباب الأحزاب السياسية والتنظيمات الطلابية.
وحضر الفعالية،بحسب بيان من مجلس الشباب المصري، أحد أعضاء التحالف، مئات من قيادات التنظيمات النقابية للفلاحين، ونقباء فلاحي بني سويف وأسيوط والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، وعدد من قيادات البرلمان من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وعشرات من عمد ومشايخ صعيد مصر، ونخبة من الرائدات الريفيات، إلى القيادات التنفيذية في المحافظة.
ومن جهتها، حذّرت مديرة مشروع الحماية التشريعية بمؤسسة المرأة الجديدة منار عبد العزيز، مما وصفته بمساعي استخدام التحالف، الذي برزت مساهماته الخيرية وفاعلياته المجتمعية تحت رعاية رئيس الجمهورية مؤخرًا، في أغراض سياسية غير واضحة، على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أن فلسفة قانون تنظيم العمل الأهلي في منع تعاون الجمعيات مع الأحزاب السياسية، تقوم على أن الأحزاب بطبيعة الحال تسعى للسلطة بعكس دور المجتمع المدني.
واتفق مع الرأي السابق، رئيس المركز العربي لاستقلال القضاء، المحامي الحقوقي ناصر أمين، والذي أكد أنه لو تقدم للسلطات بطلب لتنظيم مثل هذه الندوة أو الفعالية سيتم رفضه في الحال.
واستطرد "إحنا لو قدمنا طلب لتنظيم أي حاجة بيترفض مش بس عن المشاركة السياسية، ما يحدث طبعًا واضح، وهذا أمر منتشر منذ عدة سنوات بيسمح للجمعيات الموالية للحكومة وبيصرح لها بالعمل داخل المقرات وخارجها، في نفس الوقت الذي يتم فيه التضييق على العديد من المنظمات المدنية المستقلة".
وأضاف أمين للمنصة أن هذا التحالف وما يتم السعي إليه من إيجاد قانون لتنظيمه و تأميم للعمل الأهلي في مصر، هو محاولة لاستخدام الجمعيات الأهلية في أعمال غير التي شُرّعت من أجلها وفقًا لأحكام قانون الجمعيات، بما يمس استقلال العمل الأهلي والمنظمات.
وتابع "لو كانوا يرغبون في إجراء تحالفات فعليهم الالتزام بأحكام قانون تنظيم العمل الأهلي نفسه، بإنشاء ما يسمى بالاتحاد الإقليمي أو الاتحاد النوعي"، مضيفًا أن السعي إلى إصدار قانون خاص للتحالف فضلًا عن أنه تمييز لبعض منظمات المجتمع المدني الموالية للحكومة، فهو أيضًا مخالف لأحكام قانون الجمعيات الأهلية.
وردًا على تلك الانتقادات قال رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري محمد ممدوح، إن الفعالية التي نظمها المجلس بالأقصر لا يمكن اعتبارها من قبيل الأنشطة السياسية المحظور على الجمعيات مباشرتها، مؤكدًا أنها تأتي في إطار ما يكفله القانون من حق للمنظمات في التوعية بالحقوق القانونية والدستورية، وعلى رأسها حق المشاركة السياسية.
ورفض ممدوح في حديثه للمنصة الربط بين الفعالية والانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدًا أن برنامج تعزيز المشاركة السياسية هو نشاط يتبناه مجلس الشباب المصري منذ أكثر من خمس سنوات، ويستهدف بشكل عام تعزيز مشاركة الفئات المجتمعية المختلفة في الاستحقاقات سواء كانت انتخابات رئاسية، أو استفتاء على تعديلات دستورية، أو انتخابات لمجلسي النواب والشيوخ.