أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء السبت، عن إيقاع قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في "كمين مُركب"، على أكثر من مرحلة، شرق مدينة غزة "أدت لإيقاع الجنود بين قتيل وجريح"، فيما أعلن الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة عن انتشال جثة قتيل كان مكلفًا بتأمين المحتجز الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، بينما لا يزال مصير المحتجز مجهولًا.
وأكدت القسام على تليجرام استهداف دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا 4" وجرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفتي "الياسين 105"، ما أدى لاشتعال النيران فيهما.
وأشارت الكتائب إلى سقوط أفراد قوة جيش الاحتلال بين قتيل وجريح، دون الإفصاح عن المزيد من المعلومات.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تعلن فيها القسام عن تنفيذ "كمين مُركب" منذ استئناف جيش الاحتلال الحرب على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
وفي إعلان ثانٍ، قال أبو عبيدة على تليجرام إنهم "تمكنوا من انتشال شهيد كان مكلفًا بتأمين الأسير عيدان ألكسندر، ولا يزال مصير الأسير وبقية المجاهدين الآسرين مجهولًا".
وأمس، طالب عدي ألكسندر، والد عيدان، الولايات المتحدة بإجراء محادثات مباشرة لتحرير المحتجزين المتبقين، الأحياء والأموات.
وبرز اسم ألكسندر خلال الأسابيع الأخيرة بعد مطالبات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإفراج عنه في أول موعد يتم الاتفاق فيه بين حماس وإسرائيل على استكمال عملية تبادل المحتجزين، واقترحت إسرائيل في ورقة قدمتها إلى الوسطاء في مصر وقطر أن يكون إطلاق سراحه في أول أيام تطبيق تبادل المحتجزين كبادرة حُسن نية تقدمها حماس للولايات المتحدة الأمريكية، دون الإفراج عن معتقلين فلسطينيين مقابله.
على الجانب الآخر، قال جيش الاحتلال إن جنديًا إسرائيليًا من بدو مدينة رهط، قُتل في اشتباك مع عناصر من المقاومة الفلسطينية، فيما أصيب كشاف أثر وجنديتان بجراح خطيرة في بيت لاهيا شمال القطاع، وذلك بعد أيام من إعلان القسام فقدانها الاتصال مع مجموعة تحتجز عيدان ألكسندر، عقب استهداف مباشر من جيش الاحتلال لمكان احتجازه.
ونشرت كتائب القسام، مساء السبت، فيديو مُصوّر للمحتجز الإسرائيلي ألكانا بوحبوط، ظهر خلاله في مكان محاط بجدار أسمنتي وكان كأنه يتواصل مع عائلته هاتفيًا، ويشكو لهم باكيًا واحدًا تلو الآخر من تجاهل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لحالتهم الإنسانية.
وتوسل بوحبوط لعائلته الضغط على الحكومة لتحريره والمحتجزين الآخرين، في فيديو يعتبر الثالث لنفس المحتجز تنشره القسام خلال شهر ونصف وبعد استئناف إسرائيل الحرب.
وفي سياق آخر، قال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي مساء السبت، على ضوء إعلان حركة حماس الجمعة عن رفضها عقد أي صفقات جزئية مع إسرائيل، وإعلان استعدادها لصفقة شاملة لتبادل جميع المحتجزين ووقف الحرب، إن السماح لحماس باستمرار حكمها لغزة يمثل هزيمة لإسرائيل وانتصار لإيران.
وقال "رفضت حماس عرضنا الأخير، ومطالبها ستسمح لها بإعادة التسلح"، منتقدًا الأصوات الإسرائيلية التي دعت لإنهاء الحرب، وقال إنها "تعكس دعاية حماس، مما يؤخر إطلاق سراح الرهائن".
وسخر من الاقتراحات التي تدعوه للانسحاب من غزة والعمل على إعادة المحتجزين ومن ثم العودة للقتال، قائلًا "قد تكون حماس قاتلة، لكنها ليست غبية. إنهم يطالبون بضمانات".
وقاطع عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية نقل المؤتمر بسبب مهاجمته وسخريته من قادة سياسيين إسرائيليين يمثلون أحزاب المعارضة للحكومة، وقال مصدر صحفي عربي لـ المنصة إن من بين الوسائل التي قاطعت المؤتمر "هيئة البث الإسرائيلي، والقناة 13"، التابعتين لأحزاب معارضة.
واندلعت مواجهات بين متظاهرين إسرائيليين والشرطة مساء السبت خلال وقفة احتجاجية شرق تل أبيب تطالب بإبرام اتفاق تبادل للمحتجزين بغزة، وسط دعوات للخروج في مظاهرات اليوم قرب غزة.
وكانت الوساطة المصرية الأمريكية القطرية نجحت منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، في التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه يوم 19 من الشهر نفسه، وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهايتها، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية.
لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.
ومطلع مارس/آذار الماضي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة في 18 مارس.
ورفضت حماس مؤخرًا مقترحًا إسرائيليًا لوقف الحرب يشترط نزع سلاح الحركة ويقلص مدة الهدنة إلى 45 يومًا بدلًا من 70 يومًا، وقالت إن "سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال".
غزة.. الإبادة مستمرة
وحول التطورات الميدانية، قتل جيش الاحتلال، السبت وحتى فجر الأحد، 63 شخصًا في عدة استهدافات، حسبما أفاد مصدر في وزارة الصحة لـ المنصة، مشيرًا إلى استقبال المستشفيات أكثر من 90 إصابة غيرهم، بينهم أطفال وحالات وصفت بالخطيرة.
وكثف الاحتلال القصف على أحياء شرق مدينة غزة، حيث تقدمت الدبابات وتمركزت على تلة الصوراني شرق حي التفاح، وفق شاهدين لـ المنصة.
وأشار الشاهدان إلى تقدم وتمركز الدبابات تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي وإطلاق النار باتجاه منازل المواطنين، ما تسبب في إصابة العديد منهم دون تمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم بسبب خطورة المنطقة، ما اضطر السكان لنقل الجرحى على عربات لأقرب نقطة يمكن لسيارات الإسعاف الوصول إليها.
وأوضح الشاهدان أنّ الدبابات باعتلائها وتمركزها على تلة الصوراني أصبحت في موقع مرتفع يكشف كل مناطق وشوارع حي التفاح وأجزاء من حي الدرج وحتى منطقة الشيخ رضوان غرب المدينة، وهي مناطق وأحياء مكتظة بالسكان والنازحين، الأمر الذي شكل خطورة على المدنيين في كافة المناطق التي أصبحت تحت مرمى نيران دبابات الاحتلال.
ووصل مستشفى المعمداني، الذي عاد لاستقبال الجرحى بعد توقف خدماته لعدة أيام جراء تعرضه لقصف سابق، أكثر من 5 ضحايا من استهدافات إسرائيلية مختلفة شرق غزة، فيما نُقل الجرحى إلى مستشفى الشفاء غربًا.
وفي وسط القطاع، تعرضت مناطق شمال مخيم النصيرات إلى قصف مدفعي، بالإضافة إلى عمليات نسف طالت مناطق سكنية داخل محور نتساريم حيث يسيطر جيش الاحتلال على الجزء الشرقي للمحور.
ووصل إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح 10 ضحايا من بينهم أطفال ونساء، حسب مصدر صحفي لـ المنصة، نتيجة 4 عمليات قصف منفصلة استهدفت تجمعًا للمواطنين ومنزلين ورجل أمن بوزارة الداخلية التي تديرها حماس كان يسير مع ابن شقيقه بأحد شوارع دير البلح.
وفي خانيونس جنوب القطاع، وصل إلى مُجمع ناصر الطبي 27 ضحية خلال الـ24 ساعة الماضية، وأكثر من 45 إصابة آخرين، جراء عدة استهدافات طالت شرق ووسط وغرب المدينة.
وأوضح مصدر صحفي لـ المنصة أن استهدافات جيش الاحتلال تركزت في منطقة المواصي غرب خانيونس، حيث استهدف الاحتلال 6 خيام للنازحين وشاب على عربة كارو على شارع البحر، إلى جانب استهداف منزلين.