تصوير سالم الريس، المنصة
تسليم المحتجزين الإسرائيليين بمخيم النصيرات، 22 فبراير 2025

الاحتلال يقتل 50 شخصًا في غزة.. وحماس ترفض المقترح الإسرائيلي وتتمسك بسلاحها

سالم الريس
منشور السبت 19 أبريل 2025

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الثالث والثلاثين منذ استئنافه حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في مارس/آذار الماضي، مخلفًا عشرات القتلى والمصابين، فيما أعلنت حركة حماس رفض المقترح الإسرائيلي لوقف الحرب في القطاع، وقالت إن سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال.

وأكد رئيس وفد حماس المفاوض ورئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، في كلمة مصورة مساء الخميس الماضي، رفض الحركة للمقترح الإسرائيلي الذي تسلمته مطلع الأسبوع الماضي عبر الوسطاء في مصر وقطر في القاهرة، بعد تشاور مع فصائل المقاومة الفلسطينية.

والاثنين الماضي، ذكرت القاهرة الإخبارية نقلًا عن مصادر لم تسمها، أن مصر وقطر سلمتا حماس مقترحًا إسرائيليًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة، ونقلت سكاي نيوز عن مصدر فلسطيني مطلع على اجتماعات القاهرة، قوله إن المقترح الإسرائيلي يشترط نزع سلاح حماس ويقلص مدة الهدنة إلى 45 يومًا بدلًا من 70 يومًا.

وأشار الحية إلى استعداد الفصائل للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، بحيث يتم إطلاق سراح جميع الأسرى لدى المقاومة، وعدد متفق عليه من المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مقابل الوقف التام للحرب والانسحاب الكامل من القطاع مع بدء الإعمار وإنهاء الحصار.

وقال الحية إن "المقاومة وسلاحها مرتبط بوجود الاحتلال، وهو حق طبيعي لشعبنا وكل الشعوب الواقعة تحت الاحتلال"، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار المفروض على غزة.

من ناحيته، قال المحلل السياسي الفلسطيني عصمت منصور إن رد الحركة كان متوقعًا بسبب الشروط التعجيزية التي يريد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فرضها، موضحًا أن العرض الإسرائيلي هو "اتفاق استسلام لا يمكن القبول به".

وأضاف منصور، لـ المنصة، أن رد الحركة افتقر إلى تقديم بدائل واضحة، موضحًا أنها وإن أقرت بوصول المفاوضات إلى طريق مسدود، فإن ذلك يستوجب تقديم خطوة عملية لتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل، لا الاكتفاء بالرفض فقط.

وتابع "إذا كانت حماس تدرك أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا عسكريًا من الجانب الإسرائيلي، فلماذا لم تبادر إلى طرح صيغة بديلة، مثل تبني قاعدة الكل مقابل الكل؟".

وأمس الأول، قال قيادي بحركة حماس لـ المنصة، إن الحركة تعكف على صياغة مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ليكون بديلًا للتصور الإسرائيلي، يضمن الشكل والرؤية التي تحافظ على الحقوق المضمونة والمنصوص عليها في المواثيق الدولية.

وميدانيًا، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه العنيف لمناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 50 شخصًا وإصابة أكثر من 80 آخرين، وفق ما أفاد به مصدر في وزارة الصحة لـ المنصة.

وتركز القصف فجر اليوم السبت، في منطقة المواصي غرب خانيونس، حيث استهدفت طائرات الاستطلاع خمس خيام في عمليات منفصلة، وأسفر القصف عن مقتل رجل وزوجته وأطفالهم الخمسة، كما أُصيب سبعة نازحين آخرين في الخيام المجاورة، حسب مصدر صحفي قال لـ المنصة، إن الخيام الأربع الأخرى التي جرى قصفها كانت خالية من السكان، لكن القصف أدى إلى إصابة عشرة أشخاص في الجوار.

وأُصيب طفل يبلغ من العمر عامًا ونصف بجروح خطيرة، وهو نجل الصحفي أحمد عدوان، الذي كانت عائلته تقيم في خيمة قريبة من موقع الاستهداف.

ومساء الجمعة، قُتل نحو 20 شخصًا جراء استهدافات إسرائيلية طالت منازل وخيام نازحين، وسيارة مدنية، وتجمعات للمواطنين، كما طال القصف صالون حلاقة وسط خانيونس، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم أربعة أطفال.

وأفاد شاهد عيان لـ المنصة، بأن طائرة استطلاع أطلقت صاروخًا على صالون الحلاقة دون سابق إنذار، وكان بداخله أطفال وشباب، من بينهم عريس من عائلة شبير جاء مع أشقائه للتحضير لحفل زفافه، فتحول الفرح إلى مأتم بمقتل العريس واثنين من أشقائه.

وفي مدينة غزة، استهدفت طائرة استطلاع خيمة للنازحين غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل شاب وزوجته، وإصابة أربعة آخرين، بحسب مصدر في الإسعاف لـ المنصة.

كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق غزة بقذائف المدفعية، وارتكب مجزرة في حي الزيتون، مستهدفًا منزلًا ما أدى إلى مقتل عائلة بأكملها، وأفاد أحد أقارب العائلة بأنهم رفضوا العودة للخيام بعد معاناة طويلة في النزوح، مفضلين البقاء في منزلهم الذي عادوا إليه مؤخرًا بعد اتفاق سابق لوقف إطلاق النار.

وفي حادث آخر، قتل الاحتلال أربعة مواطنين وأصاب تسعة في قصف مدفعي استهدف خيمة نازحين غرب حي الزيتون، وتم نقل المصابين إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج.

وعاود جيش الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة في 18 مارس الماضي، مستأنفًا حربًا بدأها على القطاع في 7 أكتوبر 2023، بعد أن رفض استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي بتبادل جميع المحتجزين لدى حماس وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة لكن دولة الاحتلال لم تفعل.