تصوير سالم الريس، المنصة
فلسطينيون يتفقدون منازلهم بعد استهداف جيش الاحتلال المفاجئ لها، 18 مارس 2025

الاحتلال يقصف خيام النازحين في غزة.. وحماس تدرس مقترحًا إسرائيليًا لوقف الحرب

سالم الريس
منشور الثلاثاء 15 أبريل 2025

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، فجر اليوم، مُخلفًا 15 قتيلًا وصلوا إلى مستشفيات القطاع المحدودة، حسب مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة بغزة محمد زقوت لـ المنصة، فيما قالت حركة حماس إنها سترد على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، مؤكدة ضرورة أن يحقق أي اتفاق انسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال من القطاع.

وقال زقوت إن المستشفيات تعاني نقصًا حادًا في المستلزمات الطبية والأدوية خاصة مستلزمات أقسام الطوارئ.

وتزامنًا مع قصف مدفعي أطلق جيش الاحتلال الرصاص من طائرة مروحية باتجاه المناطق الشرقية على أحياء الزيتون والشجاعية في مدينة غزة، فجر اليوم، دون الإبلاغ عن وصول قتلى أو إصابات للمستشفيات.

فيما قُتل شابان في قصف إسرائيلي بصاروخ استطلاع استهدف خيام النازحين في محيط ملعب "بي سبورت" المقابل لقرية كنعان بمشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.

وأشار المصدر، طالبًا عدم نشر اسمه، إلى تعرض عدة مناطق في بيت لاهيا إلى قصف مدفعي من قوات جيش الاحتلال المتمركزة شمالاً خلال ساعات الفجر.

كما قُتل ثلاثة شبان، فجر اليوم، في قصف إسرائيلي استهدف خيامًا تؤوي نازحين بمنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، ونقلت طواقم الإسعاف 9 مصابين جراء القصف إلى مُجمع ناصر الطبي، حسبما أفاد مصدر في الإسعاف لـ المنصة.

وقال الدفاع المدني في غزة إنه نقل 7 قتلى وعددًا من المصابين إثر عدة غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الثلاثاء، على قطاع غزة.

وذكر الدفاع المدني أن غارة جوية استهدفت منزلاً في شارع الجلاء بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، قتلت اثنين على الأقل وأصابت آخرين.

وأعلن جيش الاحتلال، في بيان، عن "تدمير نفق تحت الأرض في رفح بطول مئات الأمتار، وشن غارات جوية على مواقع لإطلاق القذائف الصاروخية وتصنيع الوسائل القتالية"، لافتًا إلى "عثوره على مستودع وسائل قتالية" زعم تبعيته لحماس.

وعلى صعيد المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، ذكرت القاهرة الإخبارية مساء أمس، نقلًا عن مصادر لم تسمها، إن مصر وقطر سلمتا حركة حماس مقترحًا إسرائيليًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة، فيما أشار مصدر في حماس لـ المنصة، أمس، إلى أن وفد الحركة تسلم في نهاية المشاورات مع المسؤولين المصريين مقترحًا مصريًا منقحًا تضمن تعديلات على التصور الذي تم بحثه على مدار يومين خلال زيارة الوفد للقاهرة.

ونقلت سكاي نيوز عن مصدر فلسطيني مطلع على اجتماعات القاهرة، قوله إن "المقترح الإسرائيلي مختلف كليًا عن المقترح المصري"، مشيرًا إلى أن المقترح الجديد يشترط نزع سلاح حماس ويقلص مدة الهدنة إلى 45 يوم"ا فقط بدلًا من 70 يوم"ا.

وقالت حماس، في بيان، إنها ستقدم ردها عليه في أقرب وقت فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.

وجددت الحركة، في بيان صادر مساء أمس، تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقق أي اتفاق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب في قطاع غزة.

ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، يقول جيش الاحتلال إن 35 منهم قتلوا، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف. ومن بين المحتجزين خمسة أمريكيين.

وقبل صدور البيان، نقلت رويترز عن رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج سامي أبو زهري، قوله إن المقترح لم يُلب المطلب الأساسي للحركة الفلسطينية والمتمثل في التزام إسرائيل بوقف الأعمال القتالية تمامًا.

وأضاف أبو زهري، حسب رويترز، أن المقترح الإسرائيلي "تضمن لأول مرة نزع سلاح المقاومة ضمن مفاوضات المرحلة الثانية" وهو أمر لن توافق عليه حماس.

وتابع قائلاً "تسليم سلاح المقاومة هو مليون خط أحمر وهو أمر غير خاضع للسماع فضلا عن النقاش".

وكانت الوساطة المصرية الأمريكية القطرية نجحت في التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ونتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.

وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بنهاية المرحلة الأولى، بالتوازي مع المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية. 

لكن إسرائيل لم تنسحب من فيلادلفيا ولم تبدأ في محادثات المرحلة الثانية، وطالبت بتمديد المرحلة الأولى واعتمدت مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.

ومطلع مارس/آذار الماضي، أعلنت إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "حتى إشعار آخر" بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، ما اعتبرته حماس "ابتزازًا رخيصًا، وجريمة حرب وانقلابًا سافرًا على الاتفاق"، وذلك قبل أن يشن جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على غزة في 18 مارس.