قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مبنى في مستشفى المعمداني وخيمة في ساحات مستشفى الأقصى، كما أعلن سيطرته على كامل محور موراج الذي يعزل مدينة رفح عن قطاع غزة.
وقال مصدر صحفي لـ المنصة إن الاحتلال طالب إدارة مستشفى المعمداني فجر الأحد بإخلائه قبل الاستهداف، الأمر الذي تسبب في حالة من الذعر لدى المرضى والجرحى.
وأشار المصدر إلى أن الطواقم الطبية باشرت بشكل فوري وبمساعدة المدنيين إجلاء المرضى إلى خارج نطاق المستشفى، ومن بينهم من هم بحاجة إلى رعاية خاصة وأجهزة تنفس، حيث تم نقلهم إلى الشوارع القريبة من المستشفى، ولم يمنحهم الاحتلال أكثر من نصف ساعة قبل استهداف مبنى الإسعاف ومختبر الجينات والاستقبال والطوارئ بصاروخين.
وحسب المصدر، تسبب القصف بتدمير أحد مباني مستشفى المعمداني الذي يتكون من طابقين.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة التابع لحماس، في بيان على واتساب، استهداف مستشفى المعمداني، متهمًا الاحتلال بارتكاب جريمة بحق المستشفى الذي يخدم مئات المرضى والجرحى.
وأوضح أن الاحتلال سبق وارتكب مجزرة مروعة داخل ساحات المستشفى خلال الأسابيع الأولى للحرب، وأضاف "سبق أن دمر الاحتلال عمدًا 34 مستشفى وأخرجها عن الخدمة في إطار خطة ممنهجة للقضاء على ما تبقى من القطاع الصحي في قطاع غزة".
وكثف الاحتلال قصفه المدفعي واستهدافاته الجوية على حي الشجاعية وحي التفاح شرق غزة، وذلك بالتزامن مع استهداف المعمداني، حيث استهدف مدرستي سعد بن معاذ والرازي المتجاورتين شرق التفاح، بعد إبلاغه النازحين بداخلهما بالإخلاء الفوري فجرًا، ما اضطر عشرات العائلات إلى النزوح قسرًا تحت جنح الظلام، حسبما أكد شاهد لـ المنصة.
وأشار الشاهد إلى تعرض عشرات المنازل للقصف والاستهداف بقذائف المدفعية، إلى جانب إطلاق النار المتواصل من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة شمال الحي على مختلف المناطق والشوارع خلال ساعات الفجر، وبالتزامن مع إجبار السكان على النزوح من مراكز الإيواء داخل المدارس.
واستهدفت طائرات الاحتلال فجر الأحد مدرسة الدحيان التي تستخدم كمركز إيواء للنازحين في شارع الجلاء شمال مدينة غزة، وقال شاهد لـ المنصة إن الاحتلال تواصل مع أحد جيران المدرسة هاتفيًا وأمره بإخلائها قبل الاستهداف بقرابة 20 دقيقة، واضطر النازحون للهرب والتشرد في الشوارع.
ووسط غزة، استهدف الاحتلال بصاروخ خيمة داخل ساحات مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وأكد شاهد لـ المنصة إصابة 4 من النازحين داخله.
كما تعرضت عدة مناطق شمال غرب مخيم النصيرات للقصف دون الإبلاغ عن وصول إصابات أو ضحايا، وذلك بعد استهداف أراضٍ زراعية فارغة، حسبما قال شاهد لـ المنصة.
وكان الاحتلال أصدر مساء السبت أوامر إخلاء شملت المناطق والأحياء الشمالية الغربية للنصيرات بعد إعلانه رصد صاروخ أطلقته فصائل المقاومة الفلسطينية من تلك المناطق.
وقال على إكس إن "سلاح الجو تمكن من اعتراض القذيفة الصاروخية قبل سقوطها وتجاوزها القطاع"، محذرًا السكان ومطالبًا إياهم بالإخلاء قبل استهداف منصة إطلاق الصواريخ التي رصدها.
وفي خانيونس، أفاد مصدر صحفي لـ المنصة بقصف إسرائيلي استهدف منزلًا ما أدى إلى مقتل مدير مركز شرطة غرب خانيونس العقيد محمد الدباشي، الذي يتبع وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس.
وفي قصف ثانٍ، قتل شاب باستهداف خيمته في منطقة القرارة فجر الأحد، فيما أصيب عدد من أفراد أسرته، وأشار قريب للضحية إلى أنه تعرض خلال الأشهر الأولى من الحرب لاستهداف مباشر تسبب في بتر قدميه.
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال السبت عن تطويق كامل مدينة رفح من كل الاتجاهات، مشيرًا إلى اكتمال سيطرته على كامل محور موراج، الذي يعتبر الخط الفاصل بين مدينتي رفح وخانيونس، ليفصل بذلك المدينة الجنوبية عن باقي مدن غزة.
وأشار إلى القضاء على العشرات من عناصر المقاومة الفلسطينية في رفح، وتدمير مسارات أنفاق تحت الأرض خلال عملياته العسكرية داخل المدينة، حسب البيان.
ومؤخرًا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطرة قوات الاحتلال على محور موراج الذي يفصل مدينتي رفح وخانيونس، وبدء إنشاء ما أطلق عليه "محور فيلادلفيا الثاني".
ويأتي إنشاء المحور الجديد الممتد من الحدود الشرقية للقطاع حتى سواحل البحر المتوسط، ليشكل تقسيمًا جديدًا لمدن غزة، بعدما أقام الاحتلال محور نتساريم قبل نحو عام ونصف العام، ما أدى إلى فصل مدينة غزة وشمال القطاع عن مدن الوسط والجنوب.
وفي بيان آخر، أعلن الاحتلال توسعه أنشطته البرية في حي الدرج والتفاح شرق مدينة غزة، بذريعة تعميق السيطرة العملياتية وتوسعة منطقة التأمين الدفاعية، حسب وصف البيان، مشيرًا إلى سماحه للمدنيين بإخلاء مناطق سكنهم بالتوازي مع استمرار عمله وتنفيذ هجماته.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، استأنف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، رافضًا الانسحاب من محور فيلادلفيا واستكمال مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بعد إتمام المرحلة الأولى منه بإطلاق حماس سراح 33 محتجزًا بينهم 8 قتلى فيما أفرجت إسرائيل عن 1800 معتقل فلسطيني في سجونها.
ولا تزال حماس تحتجز 59 شخصًا في قطاع غزة، أكد جيش الاحتلال مقتل 35 منهم، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن بينهم 22 ما زالوا على قيد الحياة، بينما وضع اثنين آخرين غير معروف، ومن بين المحتجزين 5 أمريكيين.