منشور
الخميس 18 أبريل 2024
- آخر تحديث
الخميس 18 أبريل 2024
خمسة أعوام مرت على الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، بعد نحو ثلاثين عامًا من حكم البلاد، لم يتخيل الثوار حينها أن الأمور ستؤول إلى انقلاب للجيش على السلطة المدنية المنتخبة، ثم حرب يدفع ثمنها المدنيون بعد صراع الجنرالات على الحكم.
دخلت الحرب، التي اندلعت بين حلفاء الماضي؛ الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عامها الثاني، مخلفةً نحو 14 ألف قتيل حتى الآن، دون أفق واضح لحسم الصراع، وإنهاء معاناة السودانيين.
عجز حلفاء الماضي المتصارعون على حكم السودان عن التوصل لحل سياسي، والتوافق على خارطة طريق للمستقبل تمهد لحكم مدني، وتبعد الجيش عن السياسة وتدمج قوات الدعم السريع والحركات المسلحة في الجيش الرسمي.
الحرب التي انطلقت شرارتها الأولى في منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي، دفعت أكثر من 8 ملايين سوداني اضطروا للنزوح، بعد أن دفع المدنيون عمومًا، النساء خصوصًا، أثمانًا باهظةً نتيجة الانتهاكات الوحشية التي تتضمن اعتداءات جنسية ما بين تحرش واغتصاب.
ورغم التداعيات الإنسانية والسياسية للحرب على المنطقة، تراجع الاهتمام بها بعد عملية طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان على غزة. ووسط تحذيرات الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع في السودان، لم يستطع المجتمع الدولي سوى الإعلان عن تقديم حزمة مساعدات تقدر بملياري يورو، خلال مؤتمر باريس قبل أيام.
يأتي هذا الملف الذي تنشره المنصة بالتزامن مع دخول الحرب عامها الثاني، وسط استمرار تحذيرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من تفاقم تداعياتها التي وضعت نحو 18 مليون شخص على حافة المجاعة.
تناقش المنصة في هذا الملف الوضع العسكري على الأرض، ومكتسبات الجيش السوداني ونجاحه في السيطرة على بعض الأراضي والمنشآت التي كانت في قبضة قوات الدعم السريع، وأثر ذلك على موازين القوى في الصراع نتيجة تغير التكتيكات العسكرية أو الحصول على مساعدات عسكرية من دول إقليمية.
في الوقت نفسه، يتطرق الملف لدور دول الجوار وبعض الأطراف الإقليمية في تأجيج الصراع، مثل الإمارات الداعم ماليًا وعسكريًا لقوات الدعم السريع، ويستعرض الموقف المصري المنحاز للبرهان والجيش الرسمي، وسط خطاب دبلوماسي يتبنى الحديث عن وحدة السودان وتماسكه ووجوب الوصول لحلول سياسية.
ما بين خلافات الجنرالات وصراعاتهم، ومحاولات دول الجوار والإقليم استخدام المعركة لتحقيق مكاسب سياسية أو استراتيجية، يبدو أن زمن الحرب سيمتد خلال الفترة المقبلة، خاصة مع عجز المجتمع الدولي عن الوصول لاتفاقيات تدعم حلولًا سياسيةً في السودان.