اقتحمت عناصر تابعة لجهات أمنية، ظهر اليوم الأحد، موقع مدى مصر الإلكتروني، وذلك عقب يوم واحد فقط من إلقاء القبض على أحد محرريه الصحفي شادي زلط من منزله، وما يزال مصيره مجهولًا حتى اللحظة.
وقال أحد محرري المنصة المتواجد بالقرب من مقر مدى مصر إن 7 صحفيين على الأقل محتجزين الآن داخل المقر وهم "لينا عطا الله، وحسام بهجت، ومحمد حمامة، وأسامة يوسف، ورنا ممدوح، وياسمين الرفاعي، وسارة سيف".
وشاهد محررنا سيارة ميكروباص مدنية أسفل المقر بها أفراد أمن بملابس مدنية، وسيارة أخرى تحمل أرقامًا دبلوماسية.
ووفقًا لما ذكره المحامي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، نقلًا عن أحد محاميي الشبكة المتواجد أمام مقر مدى مصر الآن، فإن "قوات الأمن أغلقت الباب عليها بصحبة فريق الصحفيين، ولا تسمح بدخول أي شخص يطرق باب المقر".
وقال عيد للمنصّة، إنه تلقى قبل حوالي ساعة اتصالًا من الصحفي بموقع مدى مصر حسام بهجت، قال فيه إنه بمجرد وصوله المقر أبلغه حارس العقار بوجود قوات أمنية داخله، فقرر إبلاغ عيد قبل أن يدخل إلى زملائه، وبعدها أُغلق هاتفه مثل بقية زملائه المتواجدين هناك، والذين يقدّر عيد عددهم بحوالي 7 صحفيين.
يتفق حديث عيد ما ذكره للمنصّة، عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، الذي قال إن الأمن "احتجز الصحفيين المتواجدين داخل المقر، بينهم اثنين من النقابيين على الأقل هما لينا عطا الله ورنا ممدوح، ويفتش الأمن أجهزة اللابتوب الخاص بالجميع، وذلك بعد إغلاق هواتفهم"، بحسب بدر.
ورجّح المحامي جمال عيد أن تكون القوات المتواجدة في مقر الموقع الصحفي "مزيج من عناصر تابعة لجهات مختلفة بين الأمنية والسيادية، خاصة لو كان للأمر علاقة بالتقرير الذي نشره مدى مؤخرًا عن ابن الرئيس بشأن تفاصيل إبعاده إلى سفارة مصر في روسيا".
في المقابل، ذكر بدر أن المتواجدين في المقر غالبًا ما سيكون السبب المعلن لهم هو "المصنفات الفنية"، مرجحًا أن يكون من بين العناصر الأمنية المتواجدة أفراد تابعين "لجهات أخرى، ربما تكون الأمن الوطني".
وشدد عيد على أن ما يتعرض له مدى مصر "إجراء غير قانوني على الإطلاق، ولا يُسمى إلاّ اقتحام بوليسي"، مفسرًا ذلك بقوله "ﻷنه حتى لو كان ما يتم بموجب إذن وقرار ضبط وإحضار إلاّ أنه لابد وأن يتم باتصال هاتفي للمطلوب ضبطه وإحضاره، أو بإخطار عن طريق نقابة الصحفيين أو عن طريق إخطار مكتوب يرسل على عنوان منزل المطلوب، وليس مقر العمل".
قبل اقتحام موقع مدى مصر بحوالي 24 ساعة فقط، ألقي القبض على أحد محرييه، الصحفي شادي زلط، فجر أمس السبت من منزله، وما يزال مصيره مجهولاً حتى الآن، وفقًا لإفادات محاميين، فيما طالبت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بإطلاق سراحه.
وذكر بدر أنه تم إبلاغ نقيب الصحفيين ضياء رشوان بالواقعة، وأنه "يتواصل مع الأجهزة المعنية لفهم أسباب ما يحدث".
تواصلت المنصّة هاتفيًا مع نقيب الصحفيين، فسأل إن كنت كصحفية في موقع المنصة أحمل عضوية نقابة الصحفيين، وعندما رددت بأنني عضو مشتغل في النقابة، رفض الإدلاء بأية تصريحات، قائلاً إنه يتابع الأمر وسيعلن عن التفاصيل في بيان سيصدر لاحقًا.
وتحتل مصر مرتبة متأخرة على مؤشر حرية الصحافة العالمي، الذي تصدره بصورة سنوية منظمة مراسلون بلا حدود، إذ حلّت مصر عام 2019 في المرتبة 163 من بين 180 دولة، وذلك بتراجع مركزين عن ترتيبها في العام الماضي.