أعلن تركي آل شيخ يوم أمس الأحد رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية، السماح للعائلات بالتواجد في مدرجات ثلاثة ملاعب سعودية في الرياض وجدة والدمام ابتداءً من عام 2018، وبالتالي يتيح القرار حضور النساء السعوديات للمباريات بعد أن كان هذا أمرًا محظورًا عليهن. ويضع هذا وليّ العهد السعودي الشاب الأمير محمد بن سلمان، والذي يتخذ منذ توليه مقاليد منصبه خطوات تحديثية في المملكة المحافظة، في مواجهة مع المتشددين على مواقع التواصل الاجتماعي.
الأمير الطامح أعلن بعد أسابيع من توليه ولاية العهد عن رفع الحظر عن قيادة المرأة السعودية للسيارة، والسماح لها باستصدار رخص للقيادة بعد سنوات من المنع.
وكذلك صدر أمر ملكي في 18 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، قرر تشكيل "مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف"، وهى هيئة مكلفة بإعادة تدقيق استخدامات الحديث النبوي. وأكدت وزارة الثقافة السعودية أن الغرض من تشكيل الهيئة "القضاء على النصوص الكاذبة والمتطرفة وأي نصوص تتعارض مع تعاليم الإسلام وتبرر ارتكاب الجرائم والقتل وأعمال الإرهاب."
تُظهِر هذه القرارات تحولًا جذريًا في المملكة، واتجاهها إلى "إسلام وسطي معتدل منفتح على العالم" بحسب تعبير ولي العهد الجديد، وذلك بعد عقود اتسمت فيها القرارات الرسمية في السعودية بالتشدد الديني.
وعلى الرغم من تأثير هذه القرارات على المجتمع السعودي، إلا أن أفراد المجتمع لا يجدون مساحة للتحاور في شأنها إلا على موقع تويتر، وهو الأكثر رواجًا في السعودية.
وبعد القرار الأخير بالسماح للنساء والعائلات بدخول الملاعب السعودية بدءًا من العام المقبل لمتابعة الأنشطة الرياضية أسوة بالرجال، بدأ المئات من السعوديين التغريد تحت وسم "هل ترضى تتزوج بنت تدخل الملاعب".
اعترض بعض المغردين على القرار، إذ رفض حساب يحمل اسم محمد العنزي أن تترك المرأة صلاتها و"الاستعراض" في الملعب.
بينما يرى حساب آخر يحمل اسم "خالد" أن مكان المرأة المسلمة في بيتها مستندًا في رأيه إلى نص قرآني من سورة الأحزاب، مضيفًا أن خروج المرأة يأتي فقط فيما اعتبره "الضروريات المباحة" إلى التسوق أو العلاج فقط.
فيما ترحم آخرون على مواقف عبد الله بن مساعد، الرئيس السابق للهيئة العامة للرياضة، وذلك بنشر فيديو قديم من جزء من مقابلة متلفزة على فضائية "روتانا خليجية" تذكيرًا بقراراته بعدم السماح للنساء بدخول الملاعب فيما اعتبره آنذاك "مخالفًا للدين".
في حين انتقد عدد من السعوديين طبيعة الوسم نفسه، إذ قال حساب يحمل اسم مصعب أن بعض الناس يعتبرون المجتمع "مزرعة تفريخ"، مشيرًا إلى الرجال الذين يستخدمون "كارت الزواج" كلما ثار موضوع جديد يخص المرأة.
على الرغم من تأرجح الوسم بين المراكز الثلاثة الأولى ضمن الوسوم الأكثر تداولًا في السعودية لمدة تقترب من التسع ساعات، إلا أنه بعد حوالي خمس ساعات من إطلاقه، بدأ يزاحمه وسم آخر مؤيد للقرارات الصادرة من هيئة الرياضة بالسماح للعائلات، وعلى وجه الخصوص النساء، بدخول مدرجات الملاعب وحضور الأنشطة الرياضية. وصعد وسم "مع_دخول_العايلات_للملاعب" بقوة إلى جانب الوسم المعارض للقرار.
ونشر حساب يحمل اسم "سارة" تغريدة مؤيدة للقرار ووصفته بالتاريخي، لأنه سيجعل السعودية مثل بقية دول العالم.
وكانت السعودية قد سمحت للعائلات ومن بينهم النساء بدخول المدرجات ضمن فعاليات احتفالات المملكة بيومها الوطني في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.