يستحق عام 2023 أن نحتفل به لأسباب كثيرة، ليس فقط بمناسبة مرور عشر سنوات على 30 يونيو، أو نصف قرن على حرب أكتوبر، أو قرن على العمل بأول دستور مدني، وقرن وعام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، التي كانت حديث العالم، ولكن أيضًا مئوية الفيلم المصري، ومجلاته.
بالنسبة للسينمائيين والمهتمين بالسينما، يستحق هذا العام اهتمامًا خاصًا. فمنذ مئة سنة أنجز محمد بيومي فيلمه الروائي القصير "برسوم يبحث عن وظيفة" ليصبح أول مخرج وصانع أفلام مصري. ومنذ مئة عام بالتمام والكمال، في العاشر من مايو/أيار 1923، صدرت أول مجلة مصرية متخصصة في السينما من الغلاف للغلاف وهي مجلة "الصور المتحركة"، التي توجت مرحلة من الصحافة السينمائية غير المتخصصة، وفتحت مرحلة جديدة واكبت نشأة ونهضة صناعة السينما في مصر.
تعالَ معي نتخيل أننا انتقلنا عبر آلة الزمن لنعيش ذلك العصر الذي مضى عليه قرن، لندرك ما أنجزناه، وما عجزنا عن إتمامه. كيف تقدمنا خطوات، ورجعنا مثلها، وكيف لم نزل ندور حول أنفسنا، وكأن الزمن توقف بنا هناك، مع أننا هرمنا، جيلًا وراء آخر، في انتظار الانتقال إلى المستقبل.
حسنًا، نحن الآن في 1923، بعد أعوام من نهاية الحرب العالمية الأولى التي انكمشت بسببها البلاد وتأجلت خلالها الأحلام. نهاية الحرب أنعشت وعود الاستقلال وروح النضال، وانطلقت ثورة 1919، أول ثورة مدنية في تاريخ مصر الحديث، شكلت معنى الهوية، وحددت مطالب الأمة، وأطلقت الهمم في شتى المجالات، وجمّعت كل الفئات على مشروع قومي موحد؛ هو أن نصبح في عداد الأمم الراقية الحديثة.
السينما والمدينة والحرية
دعنا نتتبع بذور صناعة السينما المصرية، التي كانت، كما يحلو للبعض أن يذكر، مصدر الدخل القومي الثاني بعد القطن.
لم يكن لصناعة سينما أن تنشأ في مصر لولا المناخ العام السائد وقتها: حرية وانفتاح سياسي، برلمان وأحزاب وتيارات فكرية تتصارع، صحافة قوية، واقتصاد ينمو، وقبل ذلك كله وبعده حياة مدنية حديثة.
السينما ابنة الثورة الصناعية والمدينة، ولا يمكن تخيل وجود صناعة سينما لا تنشأ في المدينة، حيث المسارح والنوادي والملاهي والمقاهي والمطاعم والكافيتريات ودور العرض السينمائي وحياة الليل والاختلاط وعادات التنزه وقضاء أوقات الفراغ، والسيارات والهواتف والتلغراف والملابس العصرية.. إلى آخره.
تولد السينما مع الحداثة، وتنتعش بانتعاشها، وتموت مع اضمحلالها. وفي 1923 كانت مصر تشهد ذروة إيمانها بالنهضة والتحديث. وكانت حياة المدن تشهد ذروة صعودها في القاهرة والإسكندرية وبور سعيد وطنطا وأسيوط والكثير من المحافظات شمالًا وجنوبًا.
والسينما، على عكس باقي الفنون، كانت اختراعًا وليدًا ليس له تراث أو قواعد موروثة تثقل كاهله. والصورة، لغتها، كانت بسيطة ومفهومة للجميع، خاصة قبل اختراع الصوت، ويمكن لأي حشد من البشر، بغض النظر عن لغتهم وثقافتهم وتعليمهم، أن يتجاوروا في دار العرض السينمائي، للاستمتاع بالفيلم معًا.
قد تكون المدينة شرط السينما الأول، ولكن المدينة الكوزموبوليتانية، متعددة الأعراق والجنسيات واللغات، هي شرط وجود صناعة سينما قوية، في ذلك الوقت.
كانت مصر في 1923 تموج بأطياف وألوان من الصحف والمجلات. يمكنك أن تقارن الصحافة وقتها بالسوشيال ميديا الآن. أما السينما فكانت حلم كثير من الشباب لعيش حياة جديدة مختلفة. ولا عجب أن تشهد تلك الفترة نشأة نوادٍ لغواة (هواة) السينما، في الإسكندرية والقاهرة، بل إن الفكرة بدأت في بني سويف.
ما قبل الصور المتحركة
قبل صدور مجلة "الصور المتحركة" كانت هناك عدة محاولات لصنع صحافة سينمائية متخصصة، منها مجلة بالفرنسية باسم "سينيجراف جورنال" Cinegraphe- Journal صدرت في 1910، وكانت تهدف إلى الترويج لدار العرض التي تحمل الاسم نفسه، بجانب مجلات أخرى كانت تصدر بالفرنسية ولغات أخرى.
أما بالنسبة للمجلات الصادرة بالعربية، فمنها مجلتان صدرتا في 1922 وهما "المضمار" 1921، ولم تكن متخصصة فقط في السينما، ولكن في الرياضة أيضًا، ولم تستمر طويلًا، ومجلة "السمير المصور" التي صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني 1921، ولم تكن قاصرة أيضًا على السينما، وإن كانت اهتمت برصد نشاط محبيها من الطلبة.
ومنها أيضًا مجلة "الزمان" التي صدر عددها الأول في 16 فبراير/شباط 1922، واهتمت كثيرًا برصد جمعيات الغواة، وخاصة ما عرف بـ"نادي التمثيل السينماتوغرافي"، الذي أصدر بدوره أول نشرة سينمائية باسم "النادي" في أغسطس/آب 1922، وإن كان سرعان ما توقف نشاطه وتم حله.
مجلة أخرى حملت اسم "العالم المصور" ظهرت في مايو 1922، وخصصت معظم مساحتها للسينما. لكن "الصور المتحركة" تميزت بكونها أول مجلة سينمائية متخصصة، وبالرغم من صدور العديد من المجلات الفنية الرائعة بعدها، مثل "العروسة والفن السينمائي" و"الكواكب" وغيرهما، فإنها لم تكن مكرسة بالكامل للفن السينمائي كما فعلت "الصور المتحركة".
مجلة أمريكية
مثل كثير من مجلات ذلك العصر كانت "الصور المتحركة" مبادرة وملكية فردية لصاحبها محمد توفيق وولده محمود، وقد صاغا مجلتهما على شاكلة المجلات السينمائية الأمريكية ذائعة الصيت والانتشار في ذلك الوقت. بل لولا اللغة العربية، وبعض الموضوعات المتعلقة بالسينما في مصر، يمكن أن يعتقد البعض أنها مجلة أمريكية تمامًا. اسم المجلة نفسه تعريب لمصطلح سينما في أمريكا وكان يكتب بالإنجليزية على صفحاتها هكذا Movies Weekly.
ولا عجب في ذلك، فهوليوود كانت صعدت خلال العقد الثاني من القرن لتصبح صناعة السينما الأولى في العالم، وليصبح نجومها أول "نجوم عالميين" بمعنى الكلمة الذي نفهمه اليوم.
لكن على عكس نشرات ومجلات الدعاية التي كانت تصدر آنذاك، يشعر القارئ أن الهدف الأساسي من وراء إصدار "الصور المتحركة" هو تشجيع المصريين على حب السينما ودخول مجال الصناعة ومنافسة أمريكا وأوروبا واليابان وغيرها من الأمم التي تشهد صناعة سينما قوية.
لنقرأ معًا هذا الجزء من افتتاحية العدد الأول "كانت المجلات في مصر تكتب عن هذا الباب الواسع ما لا يشفي غليلًا، وكانت كتابتها كقطرة في بحر ذلك الفن الواسع الذي أصبح اليوم يعمل فيه الآلاف وقامت بكشف أسراره عشرات المجلات حتى لقد تفردت أمريكا وحدها بخمسين أو يزيد. ولم يبلغ فن السينما أوجه بعد، غير أنه لم يتقدم التقدم الباهر إلا بتعضيد الجمهور له وانتقاده إياه. وكانت المجلات ولا تزال هي الصلة بين الجمهور والناقد والمخرج. وها هي مجلتنا تتقدم لتكون الصلة بين الجمهور الشرقي وبين المخرج والممثل والعارض".
ترسم المجلة صورة نابضة للحياة الثقافية والفنية في مصر آنذاك. نرى مثلًا كيف أثرت السينما في وجدان المصريين وشكلت مفاهيمهم عن الحياة والبطولة والجمال، وكيف أغوى الفن الجديد الوليد آلاف الشباب بالعمل فيه أو بتقليد أنماط الحياة التي يشاهدونها على الشاشة. وكيف وَلَّد ذلك رغبة في اللحاق بالركب وصناعة سينما مصرية، سوف تولد فتية وقوية خلال السنوات القليلة التالية.
لنتصفح معًا صفحات العدد الأول من المجلة ونضع أنفسنا محل قرائها (وتذكر أن تعداد المصريين وقتها لم يكن يزيد عن 16 مليون نسمة، وأن الطبقة الوسطى الناهضة بموظفيها وطلاب مدارسها وجامعاتها، بجانب أبناء وبنات الطبقة العليا هم قراء هذه المجلة).
داخل الصور المتحركة
يتكون العدد من 24 صفحة، تبدأ بالافتتاحية ثم باب بعنوان "حديث الصور"، يضم معلومات وأخبار عن السينما في العالم (خاصة هوليوود ونجومها). من هذه الأخبار مثلًا أن "ولاية نيويورك وحدها بها 1695 سينماتوجرافا منها 604 بنيويورك نفسها بها مقاعد عددها 182442"، وأن "بالولايات المتحدة ألف ومائتين ممثل معروف و700 ممثلة وخمسين طفلًا ممثلًا و325 مديرًا ومخرجًا للروايات و260 كاتبًا للمناظر غير الآلاف المؤلفة من (الاكسترا) وهم أصحاب الأدوار الثانوية".
هذه المقارنات الدائمة مع العالم المتقدم تهدف بالأساس إلى إثارة غيرة المصريين وحثهم على الإنجاز.
يتضمن العدد الأول كذلك عرضًا قصصيًا تفصيليًا لثلاثة أفلام أجنبية حديثة. الفيلم الأول أمريكي بعنوان "الثائرة" من إنتاج يونيفرسال، تشغل قصته سبع صفحات كاملة، والثاني بعنوان "روث رولاند" وهو واحد من سلسلة أفلام تحت عنوان "النسر الأبيض" من إنتاج "باتيه" تشغل قصته أربع صفحات و"كمالة" في الصفحة الأخيرة (أو الغلاف الخلفي) من المجلة مع وعد بحلقة جديدة من السلسلة في العدد التالي. أما الفيلم الثالث فيحمل عنوان "الخوارج.. أو طرائد العدالة"، على صفحتين ونصف وإشارة إلى استكمال القصة في العدد التالي.
لا تنسَ؛ في ذلك الوقت كانت الثقافة اللغوية هي الأساس والأوسع انتشارًا، وكانت هناك عشرات المطبوعات المخصصة للروايات والقصص بأنواعها. كما أن الفارق بين لغة السينما البصرية ولغة الأدب لم يكن واضحًا بشكل كبير. وتحويل الفيلم إلى قصة مقروءة كان بديلًا عن الفيلم بالنسبة لمن لا يستطيعون الذهاب إلى السينما. حتى خلال الخمسينيات والستينيات كان هناك برنامج إذاعي اسمه "من الشاشة إلى الميكروفون" يعرض الفيلم صوتيًا للمستمعين.
الولع بشابلن
كل مواد العدد الأول من "الصور المتحركة" تقريبًا عن السينما الأمريكية. الغلاف يحمل صورة تشارلي شابلن وفي الداخل مقال على صفحة كاملة بعنوان "شارلي شابلن..نابغة الممثلين".
هناك انبهار قديم من قبل الصحافة الفنية في مصر بشابلن، لعله بدأ مع مجلة "الصور المتحركة"، التي لا يكاد يخلو عدد لها من موضوع أو خبر عنه. ويمكن تتبع ذلك الولع في أشهر الصحف والمجلات آنذاك، مثل "المصور" و"كل شيء" و"الدنيا" وغيرها، خاصة بعد أن زار مصر واُلتقطت له الصور بين معالمها السياحية في 1932.
يحمل العدد الثاني من المجلة صورة على نصف صفحة لشابلن وزوجته الجديدة وتعليق يقول "ألا تهنئوا شارلي شابلن على عروسه.. شارلي وزوجته بولا نجري الممثلة البولندية أشهر ممثلة تراجيدية".
كذلك يحتوي باب "حديث الصور" على خبرين وصورتين من أعمال شابلن، الأول بعنوان "اسطوانات شارلي" يقول "تعاقد شارلي شابلن مع شركة على أن يعمل لها اسطوانات فوتوغرافية مقابل عشرة آلاف ريال 10% على كل أسطوانة يبيعونها. وله أن يختار ما يقوله في الأسطوانة سواء كان هزلًا أو جدًا"، ومرفق مع الخبر صورتين؛ واحدة من فيلم "همزًا سلاح" والثانية من فيلم "تشارلي في الريف".
الخبر الثاني يحمل عنوان "شارلي كمخرج" ويقول "بعد أن فاق شارلي الجميع في إخراج الروايات الهزلية التي يمثل هو فيها أخرج رواية من تسعة فصول اسمها 'رأي الجمهور' مظهرًا فيها إدنا بيرفيانس بطلة رواية 'الغلام' (المقصود فيلم The Kid)، وقال عنه النقاد إنه أظهر نبوغًا في عمله جعله يعد ثاني ثلاثة المخرجين المشاهير وهم ديفيد ورك جريفيث وشارلي شابلن وإرنست لوبتخ" (المقصود لوبيتش).
يحمل العدد الثالث مزيدًا من الأخبار عن شابلن، فنجد في باب "حديث الصور" خبرين الأول بعنوان "رواية شارلي" يقول "لما عرضت رواية شارلي الأخيرة 'الحاج' في المعرض الخاص بالنقاد ورجال الصحف اجتمع هناك زحام هائل حتى أن الكثيرين اضطروا للوقوف".
أما الثاني فبعنوان "ألعوبة من ألاعيب شارلي" يقول إنه اعتاد تصوير ضيوفه في أفلام منزلية وأنه فعل ذلك مع البرنس أكسل ولي عهد الدينمارك حيث "عرض عليه شارلي أن يمثله في منظر كوميدي فقبل البرنس فألبسوه لبوسًا ملكيًا هزليًا وأخذوا المنظر وهو مسرور جدًا وهم يكيلون له (الشلاليت) والمستلزمات التي تصحب المناظر الهزلية. ولما رجع البرنس إلى الدانمارك أبرق إلى شارلي أن لا يعرض الشريط. فما رأيكم لو عرض هذا المنظر في الدانمارك".
يعود شابلن ليحتل غلاف العدد الخامس من "الصور المتحركة" بلقطة من فيلم The Kid مع الصبي جاكي كوجان الذي يشاركه بطولة الفيلم.
وفي باب "حديث الصور" نجد خبرًا بعنوان "شارلي مكتشف النبوغ" يقول "ليس جاكي هو الوحيد الذي اكتشف شارلي نبوغه بل هناك طفل آخر عمره أربع سنوات اسمه دنكي دين مثل مع شارلي في آخر رواية له رواية (الحاج)".
ويحتوي العدد أيضًا على صفحة كاملة بعنوان "جاكي كوجان..نابغة أطفال السينما" تضم عدة صور ومقال عن بطل The Kid، لكن مسيرة شابلن على صفحات "الصور المتحركة" لا تتوقف هنا، بل تستمر على مدار الأعداد التالية، ما يستحق بذاته بحثًا آخر عن تأثير تشارلي شابلن في مصر.
مولد صحافة "النجوم"
نعود للعدد الأول. هناك صفحة مصورة بعنوان "الممثلون وزوجاتهم" تضم صورًا لبعض ممثلي هوليوود وزوجاتهم، وصفحة بعنوان "حول العالم" تحتوي على فقرات منوعة عن السينما والطبيعة وتشريح قلب الإنسان، وهي تبدأ بفقرة عن المجلة نفسها "هذا أول عدد من المجلة السينماتوغرافية الوحيدة في الشرق عامة وفي مصر خاصة وقد نصبت نفسها لخدمة القراء وخدمة هذا الفن الواسع وتأمل أن تجد من جمهور القراء تعضيدًا وإقبالًا، وأن تجد فيهم أصدقاء هي في حاجة إليهم، ولذا نحن نرحب بكتابات القراء وآرائهم. وأملي أن يكون لي من بينكم أصدقاء كثيرون وتكون هذه المجلة هي الرابطة بيني وبينهم وعنواني هو 'مجلة الصور المتحركة بشارع الشيخ ريحان'".
صور الشخصيات التاريخية والسياسية والأدبية والفنية التي توزع مع المجلات كانت منتشرة بالطبع قبل "الصورر المتحركة"، وكثير من المجلات كانت تعتمد على الصور بشكل أساسي لجذب القراء. لك أن تتخيل أنك تعيش في ذلك الوقت حيث لا يوجد تليفزيون أو كمبيوتر أو هاتف محمول، والكاميرات الفوتوغرافية قليلة للغاية، والصور هي وسيلة المعرفة البصرية الوحيدة للشخصيات العامة من سياسيين وفنانين.. إلخ.
كان للصورة الفوتوغرافية حضور هائل. وكان طبيعيًا أن تعتمد "الصور المتحركة" على صور النجوم، وبدأت المجلة أعدادها الستة الأولى بصور فاخرة منفصلة توزع مع كل عدد، كانت تذكر على غلاف المجلة بعنوان بارز وتأكيد أنها 21 في 16 سم. وكلها كانت لنجمات ونجوم أمريكيين: ماري بيكفورد، شارلس راي، ماري ميلز منتر، توماس ميجان.
توقفت المجلة عن توزيع هذه الصور بعد ذلك، غالبًا لضغط النفقات، ولكن استبدلت بها الصور الداخلية التي تشغل صفحة كاملة، قد يضم العدد أكثر من صورة منها. ويحمل العدد السابع مثلًا صورة جميلة لنجمة هوليوود تيدا بارا تحت عنوان "غانية السينما".
طبعًا تيدا (أو ثيدا بارا)، لمن لا يعرفها، هي أول "نجمة إغراء Sex Bomb" أو Vamp كما كان يطلق عليها وقتها، وصاحبة أكبر فضائح سينمائية خلال النصف الثاني من العقد الأول. وقد تعرضت أفلامها لحملات من الهجوم انتهت بقيام شركة فوكس بإنهاء تعاقدها والاتجاه إلى إنتاج أفلام "نظيفة".
من نجمات تلك الفترة اللواتي عرفهن الجمهور المصري روث رونالد بطلة غلاف العدد الثاني التي يحمل العدد موضوعًا عنها بعنوان "ملكة السلاسل التي تلعب مع الموت"، ويتناول المقال بدايتها في المسرح وانتقالها للسينما، ثم أشهر سلاسل أفلام الحركة التي اشتهرت بها، ويختم المقال بوصف لملامحها وصوتها ومنزلها وعاداتها وعنوان بيتها في لوس أنجليس لمن يرغب في مراسلتها.
تحتل غلاف العدد الثالث بولا نجري بطلة فيلم "مدام دي باري" وإرنست لوبتخ الذي يحتوي العدد على عرض لنصف قصته في ثماني صفحات تحت عناوين تقول "رواية تبين قوة الشعب وسلطة الرأي العام.. بولا نجري في أبدع رواية تراجيدية مثلتها في ألمانيا تحت إدارة لوبتخ"، وتستكمل المجلة عرض الفيلم في العدد الرابع.
من نجوم المرحلة، وأغلفة "الصور المتحركة"، نجد أيضًا بطل أفلام الويسترن (أو الكاوبوي) إيدي بولو، الكوميديان هارولد لويد، "الممثل الأخلاقي الكبير" (على حد تعبير المجلة) ويليام فارنوم، بطل أفلام الويسترن أيضًا.
ويحمل العدد الرابع عشر صورة غلاف لروث رولاند موقعة بخطها، كما يحمل صورة داخلية على صفحة كاملة للنجمة نفسها موقعة بإهداء إلى قراء المجلة تقول فيه بالإنجليزية "خير التمنيات إلى قراء الصور المتحركة- روث رولاند". سبق يصعب أن تحققه معظم المجلات الفنية الآن. وسوف نلاحظ لاحقًا في المطبوعات الفنية المصرية، مثل "الكواكب"، استمرار فكرة مراسلة نجوم هوليوود والحصول على صور موقعة منهم للقراء العرب.