إعلاميون وحقوقيون ينتقدون حجب المواقع في جلسة لمراجعة استراتيجية "حقوق الإنسان"
انتقد عدد من الصحفيين والحقوقيين والمفكرين، القيود المفروضة على العمل الإعلامي في مصر، وفي مقدمتها حجب المواقع، وسيطرة الصوت الواحد على الإعلام، وذلك خلال دائرة مستديرة نظمها المجلس القومي لحقوق الإنسان اليوم، لبحث دور الإعلام في التعريف بالاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ونشرها مجتمعيًا.
وأطلقت الحكومة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر/ أيلول من العام 2021، وتضمنت العديد من المبادئ والحقوق العامة، الخاصة بالحريات والحقوق الاجتماعية وحقوق المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة.
ولا توجد آلية محددة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وفق ما لفتت إليه الناشطة إسراء عبد الفتاح خلال كلمتها في الدائرة المستديرة.
وحول دور الإعلام في التوعية بالاستراتيجية، انتقد غالبية الحضور الواقع الإعلامي في مصر، وسط سيطرة الصوت الواحد وتوجيه الإعلام.
وانتقد المشاركون خلال الجلسة حجب المواقع الصحفية، واعتبروه عائقًا رئيسيًا أمام ممارسة وسائل الإعلام لدورها، كما انتقدوا سطوة الصوت الواحد على الإعلام وتوجيه.
وقال عضو المجلس ورئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، خلال الجلسة الافتتاحية، "شايفين الدنيا بتتحرك، حتى لو بطيء لكن في بشاير تستحق نحاول نبني على اللي موجود".
وأشار إلى أن مداخلته ستدور حول "موضوع كان شاغلنا من أول يوم وأحنا في بدايات عمل المجلس، بدأنا بلقاء كل أصحاب المواقع المحجوبة بالذات، وده كان أولوية بالنسبة لنا".
وشدد "مفيش مبرر إذا كانت في ناس بتبدي رغبة في تقنين أوضاعها، المجلس الأعلى للإعلام ملوش حق إنه يعطلهم"، مشيرًا إلى أنه من أهم التحديات أن يقنن المجلس الأعلى للإعلام أوضاع تلك المواقع، خصوصًا وأنها تعمل من داخل مصر، طالما تعمل وفق القانون. وتابع "مفيش مبرر لحجبها".
وتابع "متأكد إن أعلى نسب مشاهدات للمواقع اللي بتبث من خارج مصر، من تركيا ولندن وباريس وأمريكا أحيانًا، للأسف إحنا اللي بندفع الناس إنها تروح لهذه المحطات، لإنهم مش حاسين بصدق أو مصداقية بعض ما ينشر أو يذاع".
ولفت إلى أن "التحدي الكبير عشان منتكلمش عن الشائعات، ندي الناس مادة مسموعة ومرئية ومقروءة، مش عيب لو عندنا أخطاء أو تجاوزات نقولها، العيب إن أحنا منصلحش أو ننكر".
وتعرض أكثر من مشارك إلى قضية الحجب نفسها، من بينها المنصة، ورئيس تحرير موقع درب المحجوب خالد البلشي، بالإضافة إلى عضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي، والناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، والكاتب الصحفي خالد داود.
وجاء اللقاء بدعم من السفارة السويسرية في القاهرة، ضمن أنشطة مشروع "دعم الجهود المبذولة لتعزيز المشاركة السياسية وآليات الديمقراطية في مصر".
وكان المجلس القومي استهل اللقاء باستعراض لمجهوداته. وقال نائب رئيس المجلس القومي السفير محمود كارم، إن المجلس نظم خلال الفترة الماضية ملتقى جامع لمنظمات حقوق الإنسان، وانتهت إلى توصيات، بالإضافة إلى التقاءه بأطباء ومرضى والاستماع إليهم في معرض تقديمه ما خلص إليه فيما يتعلق بمشاكل الأطباء، وعرضناه على البرلمان، مشيرًا إلى أن دور المجلس يكمن في خلق حالة من الحوار الوطني خلف مختلف القضايا.
وتضمن اللقاء عقد جلستين، الأولى تحت عنوان الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان كيف يراها الإعلاميون، وأدارها الكاتب الصحفي وعضو مجلس نقابة الصحفيين هشام يونس، والجلسة الثانية بعنوان، مقترحات وأفكار عن دور الإعلام في نشر الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي أدارتها مستشارة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام الدكتورة أماني الطويل.