أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، صباح السبت، بدء عملية "طوفان الأقصى"، ردًا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي" بحق الفلسطينيين، واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، في وقت قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "نحن في حالة حرب".
وانتشرت عشرات الفيديوهات من داخل المستوطنات المحاذية لحدود غزة، تُظهر استيلاء جنود كتائب القسام على أسلحة وآليات عسكرية، وعن أسر عشرات الجنود والمستوطنين، بعضهم أحياء، واقتيادهم إلى قطاع غزة.
وأفاد مراسل المنصة، بتجول عدد من المواطنين في القطاع، في سيارات دفع رباعي وآليات عسكرية إسرائيلية بعد الاستيلاء عليها، وحمل بعضها مستوطنين تم أسرهم خلال عملية اقتحام المستوطنات الحدودية الإسرائيلية.
في غضون ذلك، قال القائد العام لكتائب القسام، في كلمة مسجلة بثتها قناة الأقصى التابعة لحماس، "بدءًا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، وكل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها"، مشددًا على أن قيادة كتائب القسام قررت وضع حد لجرائم الاحتلال "انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب"، بحسب قوله.
وكانت القسام أطلقت "أكثر من 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة"، بحسب ما أعلنه محمد الضيف، باتجاه إسرائيل، وذلك قرابة السادسة والنصف فجرًا. وتزامن ذلك مع عملية اقتحام جنود من الكتائب لعدة مناطق حدودية شرق قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
ودعا القائد العام للقسام، العرب من الدول المجاورة إلى الانضمام لهم، قائلًا "ابدءوا بالزحف الآن نحو فلسطين، ولا تجعلوا حدودًا ولا أنظمة ولا قيودًا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى".
ومن جانبه قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، المقيم في لبنان، "إن مجاهدي قطاع غزة بدأوا عملية واسعة بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى"، مضيفًا "علينا أن نخوض جميعًا هذه المعركة، وأخص المقاومين بالضفة".
وأكد في كلمته التي بثتها قناة الأقصى، على أن الضفة الغربية هي كلمة الفصل في هذه المعركة، وتستطيع أن تفتح اشتباكًا مع كل مستوطنات الضفة، مطالبًا الأمة العربية والإسلامية بالمشاركة في معركة "طوفان الأقصى".
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده في حالة حرب، وذلك في رسالة بالفيديو خاطب فيها الإسرائيليين قائلًا "أيها المواطنون الإسرائيليون، نحن في حالة حرب، ليس في عملية، وليس في جولات، في حرب"، بحسب ما أورده موقع CNN.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية كلمة عاجلة لوزير أمن الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت، قال فيها إن "حماس ارتكبت خطأً فادحًا وبدأت الحرب، جنود الجيش الإسرائيلي يقاتلون في كل نقاط الاختراق".
وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن بدء حملة عسكرية ضد حركة حماس في القطاع، أسماها "السيوف الحديدية".
وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال عن مقتل رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنة شعار هنيغف، برصاص المسلحين الفلسطينيين خلال عملية الاستيلاء على المستوطنة، فيما تم إجلاء أكثر من 250 جريحًا إسرائيليًا إلى المستشفيات بالداخل المحتل.
وكانت الشهور الماضية شهدت اقتحامات عدة للمسجد الأقصى، وسط محاولات إقليمية للتهدئة.
وفي سياق متصل، حذرت مصر من مخاطر التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين على جهود التهدئة، داعية في بيان لوزارة الخارجية اليوم، إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر".
كما دعت مصر الأطراف الفاعلة دوليًا، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
من جانبه، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالاً مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تناول التطورات الخطيرة على الصعيد الفلسطيني/الإسرائيلي منذ مساء الجمعة، حيث أكد شكري على أهمية وقف التصعيد الجاري وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وخيمة.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية في بيان، أن مصر تقوم باتصالات مكثفة على كافة المستويات لاحتواء الأزمة الحالية، كاشفًا أن الاتصالات التي يجريها وزير الخارجية في هذا الشأن تتركز على الأطراف الدولية ذات التأثير، لضمان توحيد الجهود واتساقها، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل التوتر وعدم الاستقرار، والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة.