منشور
الثلاثاء 6 يونيو 2023
- آخر تحديث
الأربعاء 7 يونيو 2023
في أجواء خيم عليها الحزن، واتسمت بالهدوء الحذر، تلقى أفراد أسرة المجند محمد صلاح، مساء اليوم الثلاثاء، العزاء أمام منزلهم بشارع الهادي سلامة بمنطقة عين شمس، وذلك رغم إعلان الأسرة عن إلغاء العزاء بعد التنسيق مع الأمن.
وتوافد عدد من أهالي المنطقة لتقديم العزاء، ووقفوا على جانبي الطريق، الذي خلا من أية مقاعد للانتظار، سوى 3 مقاعد جلس على أولها محمود صلاح، شقيق المجند، وإلى جواره اثنين من أقاربه.
ونظرا لعدم وجود ترتيبات عزاء، ومقاعد للمعزين، اقتصر الأمر على الوقوف لدقائق معدودة بعد تقديم واجب العزاء، ثم الانصراف.
وسارت حركة المرور بشكل طبيعي في الشارع الذي تتفرع منه الحارة حيث منزل أسرة المجند، لا سيما مع عدم وجود سرادق أو زحام يعرقل حركتها.
ورداً على سؤال المنصة حول عدم إقامة سرادق عزاء، قال محمود صلاح، شقيق المجند، "أخويا شهيد والشهيد مش بيتعمله عزاء، وإحنا راضيين بقضاء الله وقدره".
وحول الأنباء التي ترددت بشأن إلقاء القبض عليه هو وعدد من أفراد الأسرة، قال صلاح إن ما حدث معهم لم يكن قبضًا بالمعنى المعتاد، وإنما كان استدعاء من قِبل الأجهزة الأمنية للتنسيق معهم بشأن إجراءات الدفن والعزاء، وأضاف "الناس دي كويسة وقعدوا معانا علشان يأمنونا".
وكان موقع فرانس 24 نقل عن مصدرين مصريين، لم يسمهما، الأحد الماضي، أن فريقًا يفحص مكان الواقعة وجثة فرد الأمن المصري لمعرفة ملابسات الأمر. وأضاف الموقع نقلا عن مصادره أنه "يجري استجواب زملاء وأقارب فرد الأمن المصري لمعرفة ما إذا كان ينتمي لإحدى الجماعات السياسية أو يعاني من اضطرابات نفسية".
وأضاف محمود صلاح للمنصة، أن والدهما توفي قبل نحو 14 عامًا، وكان محمد وقتها طفلًا صغيرًا، مؤكدًا أنه هو من "تولى تربيته بعد وفاة الأب" وأنه "فخور" بنتاج تربيته.
على الجانب الآخر، بدا الحذر على من حضروا العزاء أثناء وقوفهم على جانبي الشارع، الذي لا يتعدى عرضه 8 أمتار، وحذّرنا عدد منهم من التحدث إلى شقيق المجند أو التقاط الصور، "خوفاً من الملاحقة الأمنية من عناصر الأمن المنتشرين بزي مدني في الشارع"، على حد وصفهم.
ولكن لم ترصد المنصة أي تواجد أمني رسمي بالقرب من منزل المجند أو مكان العزاء، حيث خلا الشارع من أي تواجد لسيارات الشرطة أو العناصر الأمنية بالزي الشرطي.
كان حساب باسم محمد حمدي على فيسبوك، الذي عرف نفسه بأنه ابن خالة المجند نشر صباح أمس الاثنين "الدفنة هتكون في القليوبية"، وأضاف في بوست آخر بعد عدة ساعات "العزاء بكرة إن شاء الله في عين شمس".
وكانت أسرة المجند شيعت جثمانه، أمس الاثنين، في محافظة القليوبية، بعد ساعات من إعلان إسرائيل تسليم الجثمان للسلطات المصرية، وكشفها عن هويته. بينما لم يصدر عن مصر أي بيان بشأن هوية المجند، أو نتائج التحقيقات بشأن الحادث وملابساته، مكتفية بالتأكيد على "التنسيق المشترك بين الجانبين لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا"، بحسب بيان للجيش المصري عقب اتصال أجراه وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي بنظيره الإسرائيلي يواف جالانت.
وقُتل صلاح و 3 جنود إسرائيليين يوم السبت الماضي، عند معبر العوجة الحدودي، فيما بات يعرف إعلاميا بـ"حادث الحدود".
ووفقا لبيان أصدره الجيش المصري ظهر يوم الحادث فإن "أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية قام فجر السبت بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، مما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة اثنين آخرين بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران".
وحسب رواية الجيش الإسرائيلي فإنهم "اكتشفوا أن فرد أمن مصري قتل اثنين من الجنود بالرصاص في الساعات الأولى من صباح السبت بعد أن عَبر السياج الحدودي". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجري، في مقابلة مع موقع واي.نت الإسرائيلي، "نفذنا عمليات تمشيط للمنطقة من لحظة إعلان الواقعة الإرهابية... وتم إرسال طائرة مسيرة وعلى مسافة 1,5 كيلومتر داخل إسرائيل تم تحديد وجود مشتبه به".
وأضاف أنه "بعد ذلك تبادل جنود إسرائيليون إطلاق النار مع فرد الأمن المصري مما أسفر عن مقتله ومقتل جندي إسرائيلي ثالث".
وفي تصريحات سابقة، حدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، مهلة لمدة أسبوع، لعرض نتائج التحقيق العملياتي حول مقتل الـ3 جنود الإسرائيلين.