منشور
السبت 27 مايو 2023
- آخر تحديث
السبت 27 مايو 2023
طالبت الجامعة البهائية العالمية، التي تمثل المجتمع البهائي في أنحاء العالم، اﻷمم المتحدة بالتدخل لدى جماعة الحوثي اليمنية للإفراج عن 17 بهائيًا يمنيًا جرى القبض عليهم مساء الخميس، خلال اجتماع بهائي سنوي في مدينة صنعاء، وإنهاء "الإبادة الصامتة للبهائيين"، وفقًا لحديث عضو مكتب الشؤون العامة للبهائيين في اليمن نادر السقاف، للمنصة.
واقتحم مسلحون من جماعة الحوثي اليمنية الاجتماع السنوي للبهائيين في صنعاء، بحسب مقطع فيديو نشرته الجامعة البهائية العالمية، عبر حسابها على تويتر.
وبحسب بيان للممثلة الرسمية للجامعة البهائية لدى اﻷمم المتحدة، باني دوجال، فقد جاء "الهجوم عندما كانوا يجتمعون في أحد منازلهم لاختيار من يرعى شؤونهم الإنسانية والمجتمعية"، وعدت الحادث "انتهاكًا واضحًا لحرية الدين أو المعتقد وحق التجمع وإدارة الشؤون الدينية والمجتمعية كأحد حقوق الإنسان".
وأوضح البيان الذي حصلت المنصة على نسخة منه، عدم وجود رجال دين في البهائية "كما يشكل البهائيون سنويًا هيئات ترعى الاحتياجات الروحانية والمادية لمجتمعاتهم".
وعلى الصعيد ذاته، قال السقاف في حديثه للمنصة، إن السلطات الحوثية "لا تزال تقاضي 24 بهائيًا في اتهامات باطلة منذ عدة سنوات، لهذا نطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن هؤلاء المعتقلين والكف عن أعمال الاضطهادات المنهجية التي يتبعها بحق البهائيين"، مضيفًا "نطالب المجتمع الدولي الآن استخدام نفوذه لإلزام الحوثيين باحترام حقوق الإنسان لجميع المواطنين اليمنيين".
وأكد السقاف اقتياد البهائيين المعتقلين "إلى جهة غير معلومة وإخفائهم قسرًا"، وهو ما يعتبره السقاف استكمالًا لما يتعرض له البهائيون منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، ووصفه بـ "نوع من الإبادة الصامتة التي تستهدف هويتهم ومعتقدهم وحياتهم اليومية".
وتفصيلًا لهذه "الإبادة"، بيّن السقاف أنهم يتعرضون لـ "ضغوط متتالية ومنهجية تمارس لإجبار الناس على ترك معتقدهم وإخفاء هويتهم. ومساعٍ حثيثة لإجبار العديد على ترك قراهم ومدنهم بل الهجرة من البلاد"، مختتمًا حديثه بأن "ما يتعرض له البهائيون، جريمة قد تصل إلى جريمة تطهير ديني".
ومن جانبها، اتهمت ممثلة الجامعة البهائية لدى اﻷمم المتحدة السلطات الحوثية الحاكمة في صنعاء، بـ"مضاعفة اضطهاد اﻷقليات الدينية، وشن هجمات مسلحة شرسة ضد مدنيين مسالمين وعُزّل"، مشددة "انتهك الحوثيون حقوق الإنسان للبهائيين وغيرهم مرارًا وتكرارًا، ويجب أن يتوقف ذلك".
وعلى صعيد رسمي، قالت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني "ندين ونستنكر بأشد العبارات إقدام مليشيات الحوثي الإرهابية على اقتحام الاجتماع السنوي السلمي لطائفة البهائيين في العاصمة المختطفة صنعاء، واعتقال 17 من المشاركين في الاجتماع بينهم 5 نساء، وإخفائهم قسرًا، ومداهمتها عددًا من المنازل".
ووصف المسؤول اليمني الجريمة بـ"النكراء"، قائلًا إنها "تؤكد مضي مليشيا الحوثي بتوجيه وإيعاز إيراني، في نهج التصعيد والاستهداف والإرهاب الممنهج للأقليات الدينية، وعلى رأسها الطائفة البهائية، واضطهاد أتباعها على خلفية معتقداتهم".
وبحسب تقرير لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وصلت الديانة البهائية إلى المناطق الساحلية والجزر اليمنية في منتصف القرن التاسع عشر. ويمثل أتباعها، المقدر عددهم في اليمن بنحو ألفي بهائي، أقلية دينية تعرضت لتهديدات متزايدة منذ سيطرة جماعة الحوثيين المسلحة على العاصمة صنعاء أواخر 2014.
وأضاف التقرير، المنشور في يوليو/تموز 2021، أنه "منذ عام 2016، اعتُقل العشرات من البهائيين اليمنيين بتهم ملفقة، وسجنوا وحرموا من الإجراءات القانونية المستحقة لهم خلال محاكمات قضائية استمرت لسنوات، وصدر عنها أحكام بالإعدام في بعض الحالات".