رحيل الصحفي المصري محمد أبو الغيط
توفي اليوم الاثنين، الصحفي المصري الشاب محمد أبو الغيط، بعد صراع مع مرض السرطان، وذلك في لندن، حيث كان يقيم في السنوات الأخيرة.
وأعلنت ذلك زوجته إسراء شهاب عبر صفحتها على فيسبوك، مشيرة إلى الإعلان في وقت لاحق عن موعد الجنازة ومكانها. ولم يُعرف حتى صدور النشرة إذا كان سيتم نقل جثمان أبو الغيطان إلى مصر، أم سيُدفن في لندن.
وأعلن قبل أيام عن صدور وشيك لكتاب يوثق رحلة أبو الغيط مع المرض، بالإضافة إلى التشابك مع قضايا عدة سياسية واقتصادية وغيرها، عن دار الشروق تحت عنوان "أنا قادم أيها الضوء"، وحرره الكاتب الصحفي أحمد سمير، الذي جمعه بأبو الغيط صداقة طويلة.
وقال أبو الغيط عن كتابه "وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثًا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا".
وتابع "ودونما أشعر عبرت كتابتي من الخاص إلى العام، وهكذا تنقلت بين شرح علمي إلى أخبار التطورات السياسية، ومن تفنيد خرافات حول ما يسمى بـ «الطب البديل» إلى متابعة وفاة الملكة إليزابيث، أتأمل في الموت والحياة"
لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا. ولو وافاني القدر بالوقت الذي قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ.
وانتشر على السوشيال ميديا نعي الصحفي الراحل، سواء من زملاء عملوا معه، أو آخرين تماسوا مع معاناته عبر كتابات سردية كان يدونها عن رحلته في مراحل عديدة، بداية من اكتشافه إصابته بمرض سرطان المعدة في مرحلة متأخرة، وتأرجحه بين الأمل في الشفاء والرضا عن رحلته المثمرة على قصرها.
وجاء آخر ظهور لأبو الغيط من خلال منتدى مصر للإعلام، الذي كرمه في ختام دورته الأولى، لإسهاماته العديدة في المجال الصحفي وتجربته الملهمة، فيما أرسل كلمة بالفيديو مؤثرة، تحدث خلالها عن أهمية الصحافة وأنها تمثل الواقع في البلاد، بحسب ما أورده موقع الشروق.
وقال أبو الغيط "تكريم خاص جدًا بالنسبة لي، لأنه يحمل اسم مصر الحبيبة، ويحدث على أرضها، حتى قبل شهر واحد كنت أنوي جديًا الحضور؛ حتى أشعر بدفء المشاعر المتبادلة بيننا قبل أي شيء آخر، لكن داهمني الخبيث بتدهور جديد، ولا يعزيني في تلك الظروف، إلا تواصل قلوب لا يحده حدود".
وتابع "لا أعتبر نفسي بمقام الوصيّ أو الواصي، لكن أود مشاركتكم بعض من النصائح من واقع تجربتي، والتي بدا لنا لوقت طويل بأنها مملة ومكررة؛ لكن الواقع أثبت لي العكس، وأولها بأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فحافظوا عليها، واستمعوا جيدا لصوت أجسادكم، فلا تتركوها ضحية لأمراض العظام والتوتر".
وطلب من الحضور بنهاية كلمته، الصلاة والدعاء له من أجل تجاوز أزمته الحالية، لكي يكون متواجدًا بينهم في الدورات المقبلة من المنتدى والتجمعات الأخرى لأبناء المهنة.
بدأ أبو الغيط حياته المهنية طبيبًا، ثم انتقل إلى الصحافة وتخصص في الصحافة الاستقصائية وشملت تغطياته حول العالم قضايا تجارة السلاح الدولية، وانتهاكات حقوق الإنسان، والتطرف، وتحقيقات الفساد وتتبع الأموال. عمل مدققًا للحقائق، وأشرف على إنتاج تحقيقات ودرَّب صحفيين لصالح عدة مؤسسات، كما عمل بمجال الإنتاج التلفزيوني لقنوات عربية وأجنبية، وكذلك عمل مذيع راديو عبر الإنترنت.