أعلنت السلطات السورية، فجر الخميس، إلقاء القبض على قيادي بارز في تنظيم داعش بريف دمشق، خلال عملية أمنية نُفِّذت بالتنسيق مع التحالف الدولي، ووصفتها وزارة الداخلية بأنها "محكمة وجاءت بعد متابعة دقيقة ورصد استخباراتي مكثف".
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة ريف دمشق العميد أحمد الدالاتي، في بيان، إن وحدات متخصصة بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة وقوات التحالف الدولي نفذت عملية نوعية في مدينة المعضمية، أسفرت عن إلقاء القبض على متزعم التنظيم في دمشق المعروف "والي دمشق"، ويدعى طه الزعبي، الملقب بـ"أبو عمر طبية"، إلى جانب عدد من مساعديه.
وأوضح الدالاتي أن القوات ضبطت بحوزته حزامًا ناسفًا وسلاحًا حربيًا، معتبرًا العملية "ضربة قاصمة للتنظيم"، ومؤكدًا أنها تعكس "الجاهزية العالية للأجهزة الأمنية في مواجهة أي تهديد يطال أمن المحافظة ومحيطها".
ووجه المسؤول الأمني رسالة تحذير إلى من وصفهم بالمنخرطين أو الداعمين للتنظيم، مؤكدًا أن "يد العدالة ستطالهم حيثما كانوا"، وأن "أمن سوريا خط أحمر".
وتُعد هذه العملية، وفق ما أعلنته السلطات، الأولى التي يُكشف فيها رسميًا عن تنفيذ اعتقال قيادي في تنظيم داعش داخل دمشق وريفها بالتنسيق المباشر مع التحالف الدولي.
وتأتي العملية في سياق تصعيد أمني تشهده سوريا ضد خلايا التنظيم، إذ أعلنت السلطات خلال الأسبوع الجاري القبض على ثلاث خلايا تابعة لداعش في ضواحي دُمَّر وقُدسيَّا شمال غربي العاصمة، وداريا جنوبها.
وفي 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت دمشق تنفيذ عملية أمنية مشتركة مع التحالف الدولي في محيط مدينة تدمر، عقب هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين، بينهم جنديان ومترجم، ونُسب إلى تنظيم داعش.
وبعد أسبوع من الهجوم، أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) تنفيذ ضربات جوية استهدفت أكثر من 70 موقعًا في وسط سوريا، قالت إنها مرتبطة بالتنظيم. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العملية بأنها "رد انتقامي قاس جدًا"، مؤكدًا أن واشنطن "توجه ضربات قوية جدًا ضد معاقل تنظيم داعش في سوريا".
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت تلك الضربات عن مقتل خمسة من عناصر التنظيم.
ويأتي هذا التعاون الأمني في أعقاب انضمام سوريا رسميًا، خلال زيارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى التحالف الدولي الذي تأسس عام 2014 بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم داعش، بعدما كان قد سيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق، قبل دحره تدريجيًا بين عامي 2017 و2019.
وتشير تقديرات أمريكية إلى وجود ما بين 2500 و7000 مقاتل نشط للتنظيم في سوريا والعراق حتى عام 2025، في حين لا يزال آلاف آخرون محتجزين في سجون ومخيمات شمال شرقي سوريا.
وسيطر تنظيم داعش على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص مرتين بين عامي 2015 و2017، قبل أن يُطرد منها بدعم روسي للجيش السوري، مخلفًا دمارًا واسعًا، إضافة إلى إعدامات جماعية طالت مدنيين وعسكريين.