حساب دونالد ترامب على فيسبوك
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 6 فبراير 2025

بينهم السفيرة الأمريكية في مصر.. ترامب يأمر 30 دبلوماسيًا بالعودة للولايات المتحدة

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 23 كانون الأول/ديسمبر 2025

أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامرها لنحو 30 سفيرًا في بعثاتها حول العالم بالعودة إلى الولايات المتحدة في غضون أسابيع، من بينهم السفيرة الأمريكية في مصر هيرو مصطفى جارج.

واعتبرت نيويورك تايمز  أن هذه الخطوة من شأنها أن تترك فجوة كبيرة في السلك الدبلوماسي الأمريكي، وقالت، أمس الاثنين، إن العديد من السفراء أُبلغوا في الأيام الأخيرة بضرورة مغادرة مناصبهم بحلول منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، جميعهم دبلوماسيون عُيّنوا في مناصبهم من قبل إدارة الرئيس السابق جو بايدن. وتتراوح مدة الخدمة المعتادة بين ثلاث وأربع سنوات.

وقالت جمعية الخدمة الخارجية الأمريكية، التي تمثل الدبلوماسيين المحترفين، إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء جماعي للدبلوماسيين المحترفين الذين يعملون سفراء أو رؤساء بعثات.

"أفاد المتضررون بتلقيهم إشعارات مفاجئة، عادةً عبر الهاتف، دون تقديم أي تفسير. هذه الطريقة غير معتادة على الإطلاق"، قالت المتحدثة باسم الجمعية نيكي جامر.

وأضافت أن "غياب الشفافية والإجراءات يتعارض بشكل حاد مع المعايير الراسخة".

وحسب نيويورك تايمز ، يختار الرئيس الأمريكي المرشحين لمنصب السفير، ويُصدّق مجلس الشيوخ على تعيينهم، ويوجد نوعان من السفراء، دبلوماسيون محترفون، وسفراء معينون سياسيًا.

غالبًا ما يكون المعينون سياسيًا من المتبرعين أو أصدقاء الرئيس، وفي العادة يقدمون استقالاتهم مع بداية ولاية الإدارة الجديدة، وهو ما حدث عندما تولى ترامب منصبه في يناير الماضي، حيث قبل الاستقالات فورًا، لكن هذا ليس الوضع المعتاد للدبلوماسيين المحترفين، الذين غالبًا ما يخدمون لسنوات في الإدارة الجديدة. ولم تُقدّم إدارة ترامب أي سبب لعمليات الاستدعاء، ولم تُعلن عنه رسميًا، وفق نيويورك تايمز .

"هذا إجراء معتاد في أي إدارة"، هذا ما صرحت به وزارة الخارجية في بيان لها ردًا على سؤال حول عمليات سحب الثقة، وقالت "السفير هو ممثل شخصي للرئيس، ومن حق الرئيس أن يضمن وجود أفراد في هذه الدول يدعمون أجندة أمريكا أولًا".

وقالت جامر إن النقابة لا تملك إحصاءً دقيقًا لعدد السفراء الذين تم استدعاؤهم، وإنها تحاول تجميع الصورة الكاملة، وأشارت إلى تقرير نشره بوليتيكو عن عمليات الاستدعاء يوم الجمعة، وقالت انتشرت قائمة غير رسمية بين الدبلوماسيين يوم الاثنين، تُظهر استدعاء سفراء من مختلف أنحاء العالم، مع توجيه أوامر لنحو اثني عشر سفيرًا بمغادرة مناصبهم في إفريقيا جنوب الصحراء. وأكد عدد من الدبلوماسيين أن القائمة دقيقة إلى حد كبير.

ووفق الجارديان، كانت إفريقيا المنطقة الأكثر استدعاء للسفراء أو رؤساء البعثات منها، من بينهم النيجر وأوغندا والسنغال والصومال وساحل العاج وموريشيوس ونيجيريا والجابون والكونغو وبوروندي والكاميرون ورواندا. وفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تم استدعاء رؤساء بعثات من مصر والجزائر. ومن بين رؤساء البعثات الأوروبية الذين صدرت بحقهم أوامر استدعاء سلوفاكيا والجبل الأسود وأرمينيا ومقدونيا الشمالية.

لم يُعيّن ترامب مرشحين لعدد من مناصب السفراء الشاغرة في دول إفريقيا. وتشهد عشرات السفارات الأمريكية حول العالم شغورًا في مناصب السفراء. وفي هذه الحالات، يتولى نائب رئيس البعثة، وهو عادةً دبلوماسي محترف، مهام رئيس البعثة، حسب نيويورك تايمز ، موضحة أن الاستدعاء الجماعي قد يؤدي إلى مزيد من الإضرار بالروح المعنوية بين الدبلوماسيين المحترفين العاملين تحت قيادة وزير الخارجية ماركو روبيو.

وأكد مسؤول لم تسمه الجارديان أن السفراء المستدعين لن يُقالوا، بل سيُعاد تعيينهم. 

وكتبت السيناتور جين شاهين، العضو الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "لدينا حوالي 80 منصبًا دبلوماسيًا شاغرًا"، واعتبرت أن القرار "يجعل أمريكا أقل أمانًا وقوة وازدهارًا".

في وقت سابق من هذا الشهر، نشر الاتحاد نتائج استطلاع رأي لأعضائه أظهر أن 98% من المشاركين قالوا إن الروح المعنوية في مكان العمل انخفضت منذ بدء ولاية ترامب الثانية، وأفاد معظم المشاركين في الاستطلاع، والبالغ عددهم أكثر من 2100 شخص، بأنهم يواجهون ضغوطًا مالية متزايدة وأعباء عمل أكبر نتيجةً لخفض إدارة ترامب للإنفاق، بما في ذلك خفض حاد في المساعدات الخارجية الأمريكية.

وأشار 86% منهم إلى أن تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية أصبح أكثر صعوبة.

وحسب الموقع الأمريكي، أشرف روبيو هذا العام على ما أسماه "إعادة تنظيم" للوزارة. وأعلنت الوزارة في يوليو/تموز الماضي عن تسريح نحو 1300 موظف، من بينهم 264 دبلوماسيًا. وفي كثير من الحالات كان الدبلوماسيون الذين تم تسريحهم يعملون في واشنطن بالتناوب قبل انتقالهم إلى مهمة أخرى في الخارج.

وفي وقت سابق من العام الحالي، أُبلغ نحو اثني عشر دبلوماسيًا محترفًا رفيع المستوى، ممن كانوا قد عُيّنوا قبل بدء إدارة ترامب نوابًا لرؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج، بأنهم لن يحتفظوا بتلك الوظائف. وكان معظمهم من النساء أو من ذوي البشرة الملونة.