كشفت السلطات الأسترالية عن حصيلة محدثة لضحايا الهجوم الذي وقع عند شاطئ في سيدني، الأحد، معلنة مقتل 16 شخصًا وإصابة 40 على الأقل، وأشارت اليوم الاثنين إلى خطط لتشديد قوانين الأسلحة.
وأطلق مسلحان النار عند شاطئ بوندي تزامنًا مع احتفالات بعيد يهودي في هجوم وصفته السلطات الأسترالية بأنه عمل "إرهابي ومعاد للسامية".
وقالت الشرطة الأسترالية، الأحد، إن الشخصين المشتبه في ضلوعهما في الهجوم هما أب وابنه، وإنها لا تبحث عن مشتبه به ثالث.
وأضافت الشرطة، فبي بيان اليوم، أن التحقيقات أظهرت أن شخصين فقط هما المسؤولان عن الهجوم على احتفال بعيد يهودي، أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة 40 آخرين، وقتلت الشرطة أحد المهاجمَين ويبلغ 50 عامًا، مما رفع الحصيلة الإجمالية للقتلى إلى 16، وقالت شرطة نيو ساوث ويلز، في بيان إن "5 أشخاص ما زالت حالاتهم حرجة، بينما البقية في أوضاع بين خطيرة ومستقرة".
وأصيب الابن، مطلق النار الثاني، بجروح خطيرة، وهو حاليًا في المستشفى تحت الحراسة، وأعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي تنكيس الأعلام في أستراليا حدادًا على الضحايا.
وأشارت أستراليا اليوم إلى خطط لتشديد قوانين الأسلحة، في الوقت الذي بدأت فيه البلاد الحداد على ضحايا أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده منذ ما يقرب من 30 عامًا.
وأثارت حادثة إطلاق النار تساؤلات حول ما إذا كانت قوانين الأسلحة في أستراليا، والتي تعد بالفعل من بين الأشد صرامة في العالم، لا تزال مناسبة للغرض المنشود، وقال ألبانيز إنه سيطلب من مجلس الوزراء النظر في وضع قيود على عدد الأسلحة المسموح بها بموجب رخصة السلاح، ومدة سريان الرخصة. وقال للصحفيين "ظروف الناس قابلة للتغيير".
وكشفت الشرطة أن الأب كان يحمل رخصة سلاح ناري منذ عام 2015، ولديه ستة أسلحة مسجلة. وأفاد مسؤولون أمنيون، لم تسمهم رويترز، أن أحد المشتبه بهم معروف لدى السلطات، لكن لم يُعتبر تهديدًا مباشرًا، وتم التعرف عليهما من قبل هيئة الإذاعة والتليفزيون الحكومية ABC ووسائل الإعلام المحلية الأخرى على أنهما ساجد أكرم وابنه نويد أكرم.
وقال وزير الداخلية توني بيرك إن الأب وصل إلى أستراليا عام 1998 بتأشيرة طالب، بينما ابنه مواطن أسترالي المولد.
وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية الوطنية ABC News، في تقرير لها، أنه تم العثور على علمين لتنظيم داعش في سيارة المسلحين، دون الإشارة إلى أي مصدر.
وقال شهود عيان إن الهجوم الذي وقع على الشاطئ الشهير، والذي كان مكتظًا بالناس استمر حوالي 10 دقائق، مما أدى إلى تفرق حوالي 1000 شخص كانوا يحضرون فعالية عيد حانوكا على طول الرمال وفي الشوارع المجاورة.
وأُشيد برجلٍ من المارة، ظهر في مقطع فيديو وهو يتصدى لرجل مسلح وينزع سلاحه أثناء الهجوم، ووُصف بأنه بطل أنقذ أرواحًا، وجمعت صفحة لجمع التبرعات للرجل أكثر من 550 ألف دولار أسترالي (365 ألف دولار أمريكي)، حسب رويترز.
تبين لاحقًا أن البطل هو عربي الأصل، واسمه أحمد الأحمد، وتعرض خلال عمله البطولي لإطلاق النار في موضعين بيده وكتفه.
ووفقًا لمحطة "7 نيوز" الأسترالية، فإن الأحمد يملك كشكًا لبيع الفواكه في سيدني، ويبلغ من العمر 43 عامًا، وأكدت المحطة، أن الأحمد لم يمتلك أي خبرة في الأسلحة، وأنه أقدم على ما فعل بشكل عفوي.
كما أشارت المحطة إلى أن الأحمد هو أب لطفلين، ولم يكشف حتى الآن عن جنسيته، وأشار أحد أقاربه إلى أن الأحمد سيخوض عملية جراحية "نأمل بأن يخرج سالمًا من العملية.. هو بالتأكيد بطل".
وقالت مورجان جابرييل، البالغة من العمر 27 عامًا، وهي من سكان بوندي، إنها كانت متجهة إلى دار سينما قريبة عندما سمعت ما اعتقدت أنه ألعاب نارية، قبل أن يبدأ الناس بالركض في شارعها.
"لقد آويت حوالي ستة أو سبعة أشخاص. اثنان منهم كانا في الواقع من أصدقائي المقربين، والباقي مجرد أشخاص كانوا في الشارع.. لقد تُركت هواتفهم على الشاطئ، وكان الجميع يحاولون فقط الابتعاد"، قالت جابرييل.
من جهته نعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حادثتي إطلاق النار الداميتين اللتين وقعتا نهاية هذا الأسبوع، في جامعة براون بولاية رود آيلاند، وهجوم بوندي.
وأضاف ترامب، متحدثًا عن حادث سيدني "كما تعلمون، كان ذلك هجومًا مروعًا في أستراليا".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال إن "معاداة السامية سرطان ينتشر عندما يصمت القادة"، وأضاف "راسلتُ رئيس الوزراء الأسترالي قبل أشهر وأخبرته أن سياسة حكومته تشجع على كراهية اليهود".
وتُعدّ حوادث إطلاق النار الجماعي نادرة في أستراليا، إحدى أكثر دول العالم أمانًا، حسب رويترز، وكان هجوم الأحد هو الأسوأ منذ عام 1996، عندما قتل مسلح 35 شخصًا في موقع بورت آرثر السياحي في ولاية تسمانيا الجنوبية.
وتُعدّ الجالية اليهودية في أستراليا صغيرة الحجم، لكنها متجذرة بعمق في المجتمع الأوسع، إذ يبلغ عدد أفرادها الذين يُعرّفون أنفسهم كيهود حوالي 150 ألف شخص في بلد يبلغ عدد سكانه 27 مليون نسمة. ويُقدّر أن حوالي ثلثهم يعيشون في الضواحي الشرقية لسيدني، بما في ذلك بوندي.