تصوير محمد نابليون، المنصة
شراء الأصوات من حملة المرشح جرجس لاوندي بالعمرانية، 11 نوفمبر 2025

"الحشود المصطنعة وشراء الأصوات".. عنوان الانتخابات البرلمانية

محمد نابليون محمد الخولي محمد سليمان
منشور الثلاثاء 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

لم يختلف المشهد في ثاني أيام المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، لجان تبحث عن ناخبين، وحشود مصطنعة، وخروقات ومطالب بالتحقيق فيها، ولم يغب كذلك شراء الأصوات.

واستمر حشد المواطنين إلى مراكز الاقتراع في بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة لليوم الثاني، وسط مناوشات بين أنصار مرشحين اثنين.

وبدا الإقبال محدودًا حتى الثانية عشر ظهرًا تقريبًا في مدرسة الشيخة جواهر، التي تضم 16 لجنة فرعية، ومدرسة طه حسين الابتدائية، والمعهد الأزهري.

مناوشات بين أنصار المرشحين

ورصدت المنصة وصول ميكروباصات وحافلات صغيرة ترفع لافتات تأييد لمرشحي حزب مستقبل وطن؛ حسام المندوه ومحمود توشكى، نقلت مواطنين إلى مدرسة الشيخة جواهر.

كما شارك عشرات، بينهم أطفال، في مسيرة جابت عددًا من مراكز الاقتراع، بينما ارتدى عدد كبير منهم سترات زرقاء مطبوع عليها شعار "حماة الوطن" هاتفين باسم مرشح الحزب، العربي زيادة.

ووقعت مناوشات بين أنصار المرشحين حسام المندوه والعربي زيادة داخل المركز الانتخابي بمدرسة الشيخة جواهر، واستدعى رئيس إحدى اللجان الفرعية، الشرطة لطرد أنصار المرشحين غير الحاملين لتصريح متابعة الانتخابات.

وقالت رئيسة إحدى اللجان الفرعية بالمدرسة نفسها، المسجل بها ما يزيد عن 10 آلاف ناخب، إن نسبة المشاركة في اليوم الأول كانت ضعيفة.

وأكدت لـ المنصة استمرار عمل اللجان كافة حتى تصويت آخر ناخب في المركز الانتخابي اليوم.

وداخل المقر الانتخابي أيضًا، رصدت المنصة وجود أفراد من حملة 100 مليون صحة لتوقيع الكشف بالمجان على الناخبين.

كذلك استمرت لليوم الثاني على التوالي مشاهد الطوابير المصطنعة أمام اللجان الفرعية بدائرة الدقي والمهندسين.

ففي اللجنة الانتخابية المقامة داخل مقر الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية بالدقي رصدت المنصة مجموعة من الشباب والفتيات يجلسون على مقاعد أمام مقر اللجنة بعضهم حديث السن، انتظموا في طابورين بعد تكليف من أحد أفراد الأمن بزي مدني، بالتزامن مع حضور حرس وزير الثقافة أحمد هنو الذي كان في طريقه إلى مقر اللجنة للإدلاء بصوته في الانتخابات.

رهن البطاقات 

وأفاد عدد من الشباب لـ المنصة بأنهم يعملون بعدد من المحال التجارية والفنادق القريبة من مقر اللجنة، وأنهم أجبروا على الحضور منذ السابعة صباحًا ولا يستطيعون المغادرة كون بطاقات الرقم القومي الخاصة بهم مجمعة لدى أحد أفراد الأمن والمشرفين على تنظيم الطابور. 

كما رصدت المنصة استجداء أحد الشباب لفرد الأمن للحصول على بطاقته الشخصية للحاق بعمله عند الخامسة مساء.

ولم يختلف مشهد انتظار الشباب على مقاعد أمام مقر اللجنة الانتخابية بمدرسة بدر الإعدادية بنين في شارع إيران بالدقي، بينما بدت اللجنة هادئة تمامًا ولمدة نصف ساعة انتظرتها المنصة أمام المقر لم يدخل مواطن واحد إلى اللجنة.

ولاحظت المنصة وجود ميكروباصات ملصق عليها صور مرشح حزب الجبهة الوطنية اللواء محمد كمال الدالي، وأخرى لمرشح مستقبل وطن أحمد الوليد.

وفي دائرة العمرانية استمرت عملية شراء الأصوات أمام مجمع مدارس العمرانية بشارع مستشفى الصدر إذ أكدت بعض النساء ممن تحدثت معهن المنصة أنها حصلت على 200 جنيه مقابل التصويت للمرشح المستقل محمد علي عبد الحميد وكيل اللجنة الاقتصادية السابق بمجلس النواب، الذي قرر خوض الانتخابات مستقلًا بعد قرار حزب مستقبل وطن عدم خوض الانتخابات على المقعدين الفرديين لهذه الدائرة.

كما رصدت المنصة توافد عدد من الناخبين على مقر الحملة الانتخابية للمرشحين المستقلين جرجس لاوندي والسيد زغلول للحصول على مقابل إدلائهم بالتصويت لصالحهما. 

وفي إمبابة بدا نفس مشهد أمس أمام لجنة مدرسة أحمد عرابي بتواجد مجموعة من الشباب أمام اللجنة دون الدخول إليها، وهو نفس الأمر أمام مدرسة المنيرة فيما قال أحد الناخبين لـ المنصة إنه سمع أن إحدى النساء التي تترأس جمعية خيرية في إمبابة أعدت قوائم بالمستفيدين من الجمعية، وتم إبلاغهم بضرورة الذهاب إلى اللجان والتصويت لصالح مرشح حزب مستقبل وطن للحصول على مبلغ 200 جنيه، ولم يتسن لـ المنصة التأكد من المعلومة.

ويمكن تقسيم الدوائر الانتخابية الفردية لنوعين؛ الأولى هي الدوائر المغلقة وهي الأكثر عددًا التي تضم في قمة مرشحيها أحزاب الموالاة ومقاعدها محسومة لهم، أما الدوائر المفتوحة فلم تدفع أحزاب الموالاة بمرشحين على جميع مقاعدها في محاولة لتقاسم بعض المقاعد مع المعارضة والمستقلين، وهي التي تجولت المنصة في عدد منها.

وأمس طالب الحزب المصري الديمقراطي الهيئة الوطنية للانتخابات بالتدخل الفوري لوقف عدد من "الخروقات والتجاوزات"، والتحقيق فيها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مرتكبيها.

وقال الحزب في بيان اطلعت عليه المنصة إن غرفة عملياته لمتابعة الانتخابات رصدت مخالفات وصفتها بـ"الجسيمة" شابت العملية الانتخابية، وأضاف أن "بعض أحزاب الموالاة وزعوا دعاية انتخابية داخل وحول مقار اللجان، كما تم توزيع كراتين تحتوي على مواد تموينية ورشاوى انتخابية بغرض التأثير على إرادة الناخبين".

وأوضح أنه "تم منع بعض المرشحين ومندوبيهم من دخول عدد من اللجان الانتخابية، بما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص ويقوّض نزاهة العملية الانتخابية"، لافتًا إلى رصد "حالات توجيه الناخبين بشكل ممنهج للتصويت لصالح مرشحي أحزاب الموالاة داخل بعض اللجان"، ما اعتبره الحزب "انتهاكًا واضحًا لحياد القائمين على العملية الانتخابية".

وفي بيان لاحق، رصد "المصري الديمقراطي" توزيع كراتين مواد غذائية واستخدام دعاية انتخابية داخل مقار اللجان في مدرسة الثورة ومدرسة النصر بمحافظة أسيوط، ووثق توجيهًا للناخبين وشراء أصوات وتوزيع أوراق دعائية لصالح مرشحين بعينهم أمام اللجان في مجمع المدارس وقسم الطالبية ومدرسة أحمد عرابي ومدرسة أم المؤمنين ومدرسة السادات ومدرسة هدى شعراوي ومدرسة الشهيد هشام شتا بمحافظة الجيزة. كما رصد منع بعض المندوبين من دخول اللجان الفرعية في مدرسة ميدوم الإعدادية بمحافظة بني سويف، وهو ما تكرر أيضًا في مدرسة الكيمان الابتدائية بالأقصر، حيث تم إخراج المندوبين وإيقاف التصويت مؤقتًا.

ومن المقرر أن تجرى جولة الإعادة لهذه المرحلة للمصريين في الخارج يومي 1 و2 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وللمصريين في الداخل يومي 3 و4 من الشهر نفسه.

أما المرحلة الثانية فتبدأ للمصريين في الخارج يومي 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وللمصريين في الداخل يومي 24 و25 من الشهر نفسه، بمحافظات القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء، على أن تتم جولة الإعادة بالخارج يومي 15 و16 ديسمبر، وفي الداخل يومي 17 و18 من نفس الشهر.

ووفقًا للقانون، يتكوّن مجلس النواب من 568 عضوًا منتخبًا، بواقع 284 بنظام الفردي و284 بنظام القائمة، على أن يعيّن رئيس الجمهورية عددًا لا يزيد عن 5% من الأعضاء (28 عضوًا)، ليصل الإجمالي إلى 596 نائبًا.

وحسب الجدول الزمني المعلن من الهيئة الوطنية للانتخابات، فمن المقرر إعلان النتائج النهائية أواخر ديسمبر المقبل.