بدأت اللجنة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة إنشاء أكبر مخيم لإيواء الفلسطينيين على محور نتساريم الذي استغله جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على القطاع لتقسيم غزة إلى نصفين شمالي وجنوبي.
وقال المتحدث باسم اللجنة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة محمد منصور لـ المنصة "أقف الآن على أرض محررات نتساريم، هذه المنطقة تم تدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي، وتهجير سكانها، وأعدم المواطنين في هذه المنطقة، وأصبحت لا تصلح للحياة".
اللجنة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة تبدأ إنشاء مخيم نتساريم، 11 نوفمبر 2025وكانت اللجنة المصرية أعلنت أمس الاثنين أن عدد المخيمات التي أنشأتها في قطاع غزة وصل إلى نحو 16 مخيمًا موزعة على جنوب ووسط وشمال القطاع، فيما بلغ عدد العائلات التي سيتم تسكينها في هذه المخيمات 100 ألف أسرة فلسطينية.
وحسب منصور، شيدت اللجنة حتى الآن 16 مخيمًا في قطاع غزة، إلى جانب مخيم نتساريم المقرر إنشاؤه على مساحة 2000 دونم (2 كيلومتر مربع)، بحيث يصبح مدينة جديدة يتوافر فيها آبار المياه والتكيات والمخابز والعيادات الطبية "وستبدأ الحياة مجددًا في هذه المنطقة بعدما تم تدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي".
وأضاف "اللجنة المصرية لن تتراجع، وستبقى هي اليد اليمنى التي تقف إلى جانب أبناء شعبنا في قطاع غزة".
وتأتي جهود إعادة إعمار غزة في وقت قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة/يونيسف إن إسرائيل تمنع دخول مواد أساسية بما في ذلك الحقن لتطعيم الأطفال وزجاجات حليب الأطفال، مما يمنع وكالات الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين في القطاع الذي دمرته الحرب.
https://www.facebook.com/reel/849889970740875/
وفي الوقت الذي تُطلق فيه اليونيسف حملة تطعيم جماعية للأطفال، أفادت المنظمة بأنها تواجه تحديات جسيمة في إدخال 1.6 مليون حقنة وثلاجة تعمل بالطاقة الشمسية لتخزين قوارير اللقاحات إلى غزة. وأوضحت يونيسف أن الحقن تنتظر التخليص الجمركي منذ أغسطس/آب الماضي، وفق رويترز.
في الأثناء، قالت مصادر، لم تسمها رويترز، إنه من المرجح بشكل متزايد تقسيم قطاع غزة بحكم الأمر الواقع بين منطقة تسيطر عليها إسرائيل وأخرى تحكمها حركة حماس وذلك مع تعثر الجهود الرامية إلى دفع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بما يتجاوز وقف إطلاق النار.
وقال ستة مسؤولين أوروبيين على دراية مباشرة بالجهود المبذولة لتنفيذ المرحلة التالية من الخطة لرويترز إن الخطة توقفت فعليًّا وأن إعادة الإعمار من المرجح الآن أن تقتصر على المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وحذروا من أن ذلك قد يؤدي إلى سنوات من الانفصال.
وبموجب المرحلة الأولى من الخطة، التي دخلت حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي حاليًا على 53% من أراضي البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك معظم الأراضي الزراعية، إلى جانب رفح في الجنوب، وأجزاء من مدينة غزة ومناطق حضرية أخرى.
ويتكدس ما يقرب من مليوني شخص في قطاع غزة في مخيمات وسط أنقاض المدن المحطمة.
وتتضمن المرحلة التالية من الخطة انسحاب إسرائيل بشكل أكبر من ما يسمى بالخط الأصفر، إلى جانب إنشاء سلطة انتقالية لحكم غزة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حماس وبدء إعادة الإعمار.
لكن الخطة لا تتضمن أي جداول زمنية أو آليات للتنفيذ. في غضون ذلك، ترفض حماس نزع سلاحها، وترفض إسرائيل أي تدخل من السلطة الفلسطينية، ولا يزال الغموض يكتنف القوة متعددة الجنسيات.
وسبق أن قالت وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة وإسرائيل تدرسان خطة من شأنها تقسيم غزة إلى مناطق منفصلة تسيطر عليها إسرائيل وحماس، مع تنفيذ إعادة الإعمار على الجانب الإسرائيلي فقط كحل مؤقت حتى يتم نزع سلاح حماس وإبعادها عن السلطة.