أعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن اختطاف 3 مصريين غرب مالي، في وقت أكدت وزارة الخارجية أنها تتابع عن كثب التطورات الجارية وأوضاع الجالية في مالي.
وحسب سكاي نيوز، أعلنت الجماعة قبل أيام اختطاف مصريين اثنين، قبل أن تؤكد اختطاف الثالث على طريق سيجو باماكو شرق العاصمة المالية، وأكدت في بيان أن "الضحية الجديد رجل أعمال مصري يشتبه في تعاونه مع سلطات باماكو"، وطالبت بفدية قدرها 5 ملايين دولار لإطلاق سراح المختطفين الثلاثة معًا.
ووصفت الجماعة العملية بأنها "ضربة لداعمي الاحتلال الروسي"، في إشارة إلى التعاون الأمني بين حكومة مالي وقوات "فيلق إفريقيا" التابعة لموسكو.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية، في رسالة موجهة للجالية المصرية في مالي، إنها "تؤكد على ضرورة الالتزام بتعليمات وقوانين السلطات المالية وحمل أوراق الثبوتية، والحد من التحركات وعدم السفر من العاصمة للمدن والأقاليم الأخرى، وتوخي الحذر اللازم عند أي تحرك في الوقت الراهن"، كما نشرت أرقام هواتف للاتصال بها في حالة الطوارئ.
ولم تتطرق الوزارة إلى أي تفاصيل تخص المختطفين الثلاثة أو الفدية المطلوبة.
وسجلت مالي في الأشهر الأخيرة حوادث اختطاف مماثلة تستهدف الجنسيات الأجنبية، مع طلب فدى لتمويل عمليات الجماعة.
ومؤخرًا اختطف مسلحون 5 هنود يعملون في مشروع كهرباء قرب كوبري غرب باماكو، كما أفادت تقارير باختطاف 4 صينيين في مناطق تعدين كايس منذ يوليو/تموز الماضي، بالإضافة إلى إيراني واحد قرب باماكو في سبتمبر/أيلول.
واعتبرت سكاي نيوز الحادث في سياق حملة جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" الواسعة لفرض حصار اقتصادي على باماكو، حيث أدى إغلاق الطرق الرئيسية إلى نقص حاد في الوقود وإغلاق المدارس والجامعات وارتفاع أسعار السلع بنسبة تصل إلى 200%.
وتسيطر الجماعة على نحو 80% من إنتاج الذهب في منطقة كايس، بينما ترتفع وتيرة حوادث حرق الشاحنات واختطاف السائقين.
ولم يصدر تعليق فوري من السلطات المالية، لكن مصادر دبلوماسية أكدت تلقي إشعار بالحادث، مع بدء عمليات بحث أولية.
وتصف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نفسها بأنها الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في مالي، وفق برنامج مكافآت الأمن القومي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
وفي عام 2017، اتحد كل من فرع إمارة الصحراء التابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة المرابطون، وجماعة أنصار الدين، وجبهة تحرير ماسينا لتشكيل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي يمتد نفوذها إلى مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، هي مسؤولة عن العديد من الهجمات وعمليات الاختطاف.
في شهر يونيو/حزيران من عام 2017، شنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجومًا على منتجع يرتاده الغربيون خارج مدينة بامكو، كما كانت مسؤولة عن تنفيذ العديد من الهجمات المنسقة واسعة النطاق في العاصمة واغادوغو في يوم 2 مارس/آذار من عام 2018. وفي سبتمبر/أيلول، قامت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بتفجير لغم أرضي تحت حافلة لنقل الركاب في وسط مالي، ما أسفر عن مقتل 14 مدنيًا وإصابة 24 آخرين.
واسم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مدرج في قائمة مجلس الأمن للجزاءات المفروضة على تنظيمي داعش والقاعدة في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2018، باعتبارها مرتبطة بتنظيم القاعدة بسبب "المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة تقوم بها القاعدة".