سكرين شوت من فيديو البرهان
كلمة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بمناسبة عيد الفطر، 29 مارس 2025

الجيش السوداني يرفض الهدنة ويعلن التعبئة لمواجهة "الدعم السريع".. وواشنطن: الوضع مُعقد جدًا

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2025

أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، أمس، التعبئة العامة للقوات المسلحة، ودعا المواطنين إلى مساندة الجيش في مواجهة قوات الدعم السريع التي سيطرت مؤخرًا على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

كانت قوات الدعم السريع أعلنت الأحد قبل الماضي، سيطرتها على مدينة الفاشر بعد معارك عنيفة انتهت بالاستيلاء على مقر الفرقة السادسة للجيش وآخر معاقله في المدينة، وهو ما أقر به قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في اليوم التالي، معلنًا انسحاب القوات "تجنبًا لمزيد من الدماء والضحايا".

وقال مجلس الأمن والدفاع السوداني، في بيان عقب اجتماع طارئ عقده بالخرطوم، إن الاجتماع ناقش "الترتيبات اللازمة لعدم تكرار مأساة الفاشر"، في إشارة إلى تقارير عن عمليات قتل جماعي وانتهاكات واسعة بحق المدنيين، تحقق فيها المحكمة الجنائية الدولية. ونعى المجلس "شهداء معركة الكرامة"، مؤكدًا التزام الدولة بدعم أسر القتلى والمفقودين.

واتهم المجلس قوات الدعم السريع، التي وصفها بـ"مليشيا آل دقلو الإرهابية"، بارتكاب "انتهاكات جسيمة وغير مسبوقة"، كما انتقد "تقاعس" المجتمع الدولي في فرض قرارات حظر السلاح على إقليم دارفور. ودعا إلى الاستمرار في عمليات الاستنفار لمواجهة قوات الدعم السريع و"مرتزقتها"، حسب البيان.

وقال وزير الدفاع السوداني حسن كبرون إن الجيش "سيواصل القتال"، مؤكدًا أنه "لن تُطرح هدنة" ما لم تنسحب قوات الدعم السريع من المدن وتتجمع في معسكرات محددة. وأضاف في خطاب بثه التليفزيون الرسمي "التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة... وتجهيزاتنا للحرب حق وطني مشروع".

وفي الوقت ذاته، بحث المجلس الوضع الإنساني والمقترحات الدولية الخاصة بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى "الترحيب بالجهود المخلصة" لإنهاء معاناة المدنيين، وشكر "حكومة الولايات المتحدة والمستشار مسعد بولس" على مبادراتهم.

وكان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس قال أمس الأول خلال زيارة للقاهرة إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا على هدنة تمتد لـ3 أشهر، استنادًا إلى خطة المجموعة الرباعية التي تضم الإمارات والولايات المتحدة والسعودية ومصر، المعلنة في 12 سبتمبر/أيلول الماضي.

من جانبها، قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولاين ليفيت إن واشنطن تتعاون مع دول أخرى لإنهاء الصراع في السودان، وذلك بعد ورود تقارير عن عمليات قتل جماعي خلال سيطرة الدعم السريع على الفاشر.

وأضافت ليفيت خلال مؤتمر صحفي أمس، "تشارك الولايات المتحدة بنشاط في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع المروع في السودان"، مردفة "نحن على تواصل منتظم مع شركائنا العرب، ونريد أن يصل هذا الصراع إلى نهاية سلمية... لكن الواقع هو أن الوضع الميداني معقد جدًا".

وتحاول إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي توسطت خلال الأشهر الماضية في نزاعات إقليمية أخرى، الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار في السودان.

وتتجه الأنظار إلى وسط البلاد، مع توقعات بتحرك قوات الدعم السريع نحو مناطق في كردفان، في تصعيد قد يزيد من اتساع رقعة النزاع الذي تسبب خلال العامين الماضيين في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه.

وكانت "تنسيقية مقاومة الفاشر" اتهمت عناصر من قوات الدعم السريع بتصفية جرحى ومصابين داخل المستشفى السعودي بمدينة الفاشر، المنشأة الطبية الوحيدة التي لا تزال تعمل جزئيًا في المدينة.

واتهمت دول إقليمية ودولية ومنظمات أممية، وتقارير محلية، قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر مروعة وعمليات قتل جماعي أقرب إلى الإبادة الجماعية، في مدينة الفاشر التي استولت عليها بعد أكثر من عام ونصف العام من حصارها.