قرر المغرب تخصيص حوالي 140 مليار درهم (نحو 15 مليار دولار) في ميزانيته للعام 2026، لصالح قطاعي الصحة والتعليم، بزيادة 16% مقارنة بالعام الماضي، بالتزامن مع عودة احتجاجات GenZ، التي تطالب بالأساس مطالب بتحسين هذين القطاعين.
وشهد المغرب الشهر الماضي واحدًا من أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ سنوات، إذ خرج مئات الشباب إلى شوارع 11 مدينة على الأقل في جميع أنحاء البلاد، منددين بالفساد ومنتقدين الحكومة لضخها الأموال في الأحداث الرياضية الدولية، وإهمالها قطاعي الصحة والتعليم.
وربط المتظاهرون بشكل مباشر بين نظام الرعاية الصحية المتعثر في البلاد واستثماراتها في الفترة التي تسبق كأس العالم لكرة القدم 2030، مرددين شعارات من بينها "الملاعب هنا، ولكن أين المستشفيات؟".
واستمرت الاحتجاجات نحو أسبوعين قبل أن يعلقها المنظمون أسبوعًا، ويعلنون عودتها السبت الماضي.
وأوضح بيان صادر مساء أمس الأحد عن الديوان الملكي المغربي، عقب ترأس الملك محمد السادس مجلسًا وزاريًا، خصص للتداول في التوجهات العامة لمشروع موازنة 2026، والمصادقة على عدد من مشاريع القوانين، والمراسيم، والاتفاقيات، والتعيينات، بأنه سيتم "إحداث أزيد من 27000 منصب مالي لفائدة القطاعين (الصحة والتعليم)".
وأشار البيان إلى "التركيز على تحسين العرض الخاص بالبنية التحتية الصحية، وذلك من خلال افتتاح المركزين الاستشفائيين الجامعيين بكل من أكادير والعيون، واستكمال أشغال بناء وتجهيز المركز الاستشفائي ابن سيناء بالرباط، ومواصلة أشغال بناء المراكز الاستشفائية الجامعية بكل من بني ملال، وكلميم، والرشيدية، إضافة إلى إطلاق عملية تأهيل وتحديث 90 مستشفى".
وفيما يتعلق بالتعليم أفاد بيان الديوان الملكي المغربي بأنه "سيتم العمل على تسريع تنزيل خارطة الطريق لإصلاح المنظومة التربوية، عبر تسريع تعميم التعليم الأولي، وتعزيز خدمات دعم التمدرس، وتحسين جودة التعليم".
وأكد "مواصلة توطيد أسس الدولة الاجتماعية من خلال مواصلة تنزيل الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية، ومواصلة تفعيل برنامج الدعم الاجتماعي المباشر لفائدة 4 ملايين أسرة، مع الرفع من القيمة الشهرية لإعانات الأطفال بمبالغ تتراوح بين 50 و100 درهم لكل طفل من الأطفال الثلاثة الأوائل، مع تفعيل الإعانة الخاصة بالأطفال اليتامى والأطفال المهملين نزلاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية".
وأظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 أن المغرب لديه 4 أخصائيين طبيين فقط لكل 10 آلاف نسمة، وأقل بكثير في بعض المناطق، وتوصي منظمة الصحة العالمية بـ25 أخصائي لكل 10 آلاف نسمة.
ويبني المغرب ثلاثة ملاعب جديدة على الأقل، ويرمم أو يوسع ستة ملاعب أخرى، استعدادًا لاستضافة كأس العالم إلى جانب إسبانيا والبرتغال. كما سيستضيف كأس الأمم الإفريقية في وقت لاحق من العام الحالي.
ومن المقرر أن تُقام النسخة الـ35 من البطولة الإفريقية خلال الفترة من 21 ديسمبر/كانون الأول 2025 إلى 18 يناير/كانون الثاني 2026، في 6 مدن مغربية هي الرباط والدار البيضاء وطنجة وفاس وأغادير ومراكش.
ويُشكّل الأشخاص المولودون في المغرب بين عامي 1995 و2010 النسبة الأكبر من السكان، وأُطلق على مظاهراتهم اسم احتجاجات GenZ، إذ استلهمها شباب المغرب من نيبال، وعبّرت الاحتجاجات التي قادها الشباب عن غضب واسع النطاق إزاء نقص الفرص والفساد والمحسوبية، بتعبير أسوشيتد برس.
وشهدت نيبال ثورة قادها GenZ خلال الشهر الماضي، بعدما قُتل أكثر من 50 شخصًا خلال مواجهات عنيفة مع شرطة مكافحة الشغب، وذلك أثناء موجة احتجاجات شعبية اندلعت بسبب قرار حكومي بحظر السوشيال ميديا. ورغم رفع الحظر تحولت الاحتجاجات إلى حركة شعبية واسعة، أضرم خلالها محتجون النيران في مبنى البرلمان ومقار حكومية في العاصمة كاتماندو، مما أجبر رئيس الوزراء كاي بي شارما أولي على تقديم استقالته.
واستأنفت حركة GenZ212 وقفاتها الاحتجاجية، السبت الماضي، في عدد من المدن المغربية، وذلك بعد أسبوع من تعليق الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل 3 أشخاص واعتقال المئات.
ونظمت الحركة احتجاجات في مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وطنجة وتطوان في أول تحرك ميداني بعد الخطاب الملكي في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، الذي دعا خلاله محمد السادس إلى إعطاء الأولوية لتسريع برامج التنمية المحلية، لا سيما تلك المتعلقة بتوفير فرص العمل والنهوض بقطاعي الصحة والتعليم.