نظم عشرات النشطاء، مساء أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وذلك تزامنًا مع الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى.
ورفع المشاركون خلال الوقفة لافتات تطالب بوقف العدوان وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما حملت إحدى المشاركات قائمة من عشرة مطالب أبرزها إغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وإلغاء اتفاقية الكويز التي تشترط وجود مكوّن إسرائيلي في بعض الصادرات المصرية، إلى جانب المطالبة بكسر الحصار وإدخال المساعدات والإغاثة العاجلة إلى قطاع غزة.
كما ندد المشاركون باستمرار الحرب لأكثر من 730 يومًا دون التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان، مرددين هتافات منها "غزة جعانة.. غزة جعانة"، و"يا حكومات عربية جبانة.. سنتين من الخيانة"، و"الصراع مش ع الحدود.. الصراع بالوجود".
جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام نقابة الصحفيين للتضامن مع الفلسطينيين، 7 أكتوبر 2025وأعلن المشاركون خلال الوقفة رفضهم لاتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية عام 1978، ورددوا هتافات عدة من بينها "تسقط تسقط كامب ديفيد" و"المقاومة بالسلاح.. مش باتفاقية مع السفاح"، كما رفعوا لافتة كُتب عليها "تسقط كامب ديفيد".
وخلال الوقفة التي استمرت لأكثر من ساعة، رفع المحتجون لافتات تشيد بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، منها لافتة كتب عليها "المجد للمقاومة" وأسفلها السهم الأحمر الشهير الذي تتخذه حركة حماس رمزًا لها في مقاطع فيديو استهداف قوات الاحتلال.
وشهدت الوقفة حضورًا أمنيًا كثيفًا، حيث تمركزت سيارات الأمن المركزي وعدة مركبات شرطة، من بينها سيارة لفضّ الشغب، على مدخلي شارع عبد الخالق ثروت المؤدي إلى النقابة.
وانتشر عدد كبير من رجال الأمن بالزيين الرسمي والمدني في محيط نقابة الصحفيين، فيما أقاموا حاجزًا أمنيًا أمام سلالم النقابة لمنع تمدد الوقفة أو جذب المارة إليها.
وحرص أفراد الشرطة على منع المواطنين من التوقف أمام الحاجز أو الاقتراب من المشاركين، كما تدخلوا أكثر من مرة لمنع المارة من تصوير الوقفة أو التعرف على سببها، حتى أن أحد الضباط أمر أحد المارة بحذف مقطع فيديو صوره.
وأثار تدخل قوات الأمن لمنع المارة من الوقوف أو التصوير غضب المشاركين، الذين قابلوا ذلك بهتافات "سيبوا الناس.. متمشوهاش".
كما حرص المشاركون على تسليط الضوء على قضية المعتقلين السياسيين والإفراج عن عشرات الشباب المحبوسين احتياطيًا على خلفية تضامنهم مع فلسطين، مرددين هتافات تطالب بالإفراج عنهم، منها "الحرية لكل سجين" و"التظاهر مش خيانة.. خرجوا إخواتنا المسجونين".
وحسب إحصاءات أعلنتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في يونيو/حزيران الماضي، طالت حملات القبض 186 شخصًا متضامنًا مع القضية الفلسطينية واجهوا اتهامات واحدة في 16 قضية مختلفة أمام نيابة أمن الدولة على خلفية أنشطة سلمية شملت التظاهر رفع لافتات أو المساهمة في جهود الإغاثة.
كما طالب المشاركون بإلغاء اتفاقية استيراد الغاز بين مصر وإسرائيل التي تم تمديدها في أغسطس/آب الماضي بقيمة قدرت بنحو 35 مليار دولار حتى 2040.
في مفارقة لافتة، هتف المشاركون لدولة كولومبيا، خاصة بعدما دعا رئيسها جوستافو فرنسيسكو لتشكيل قوة عسكرية دولية لتحرير فلسطين، قائلين "ألف تحية للحكومة الكولومبية".
ولم تكن هذه أول وقفة على سلالم نقابة الصحفيين للتضامن مع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، إذ شهدت النقابة وقفات متعددة نظمها صحفيون ونشطاء خلال الشهور الماضية، للمطالبة بوقف الحرب وإدخال المساعدات العاجلة للفلسطينيين الذين يعانون حصارًا إسرائيليًا قاتلًا.
جاءت الوقفة الاحتجاجية في وقت يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف برًا وجوًا على مختلف مناطق قطاع غزة، رغم المحادثات الجارية لوقف النار في غزة، وإعلان حركة حماس موافقتها على خطة ترامب للسلام، ودعوة الرئيس الأمريكي إسرائيل إلى وقف الحرب فورًا.