اعتذرت سينما زاوية عن اعتداء عدد من العاملين بها على المخرج محمود يحيى، أمام مقرها بوسط القاهرة، الأحد الماضي، أثناء محاولته الاعتصام احتجاجًا على رفض عرض فيلمه الروائي الأول "اختيار مريم"، فيما قبل يحيى الاعتذار، مؤكدًا أن معركته الحقيقية هي الموافقة على عرض الفيلم.
ونشر يحيى فيديو الاعتداء عليه على فيسبوك، وقال "دي كانت أول وقفة احتجاجية قدام سينما زاوية للمطالبة بعرض فيلمي اختيار مريم، وتم الاعتداء عليا وتهديدي من قِبل عمال السينما لمجرد إني رفعت بوستر فيلمي وقعدت على رصيف المشاه".
وأضاف "لم أهتف ولم أتظاهر ولم أعتدي على ملكية أي حد، ورغم ذلك تم الاعتداء عليا وتسببوا في جرح سطحي في الإصبع وكسرولي ستاند البوستر".
وبحسب بوست اعتذار زاوية المنشور على صفحتها على فيسبوك، "ما جرى هو سلوك مرفوض تمامًا ولا يمثل قيم ومبادئ زاوية، سواء على المستوى الفردي أو المؤسّسي"، مشددة على أنها تتعامل مع هذه المسألة "بجدية كاملة".
وأشارت إلى أنها قدمت "اعتذارًا مباشرًا وواضحًا إلى المخرج على الصعيد الشخصي وعلنًا، ونكرر اعتذارنا مؤكدين احترامنا الكامل لحقّه في التعبير عن رأيه ومطالبه".
واعتذرت السينما كذلك لجمهورها، مؤكدة أنه "تصرّف فردي لا يعكس بأيّ حال من الأحوال توجّهنا أو ما نؤمن به من مبادئ تحرص على احترام حرية التعبير، وخلق مساحة آمنة للجميع".
وأكدت أنها "تعمل حاليًا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار الواقعة مستقبلًا، والتأكد من التزام كافة أفراد الفريق بها".
ومن جانبه، أكد يحيى في بوست على فيسبوك أنه تلقى اعتذارًا من سينما زاوية عما بدر من أحد موظفيها، من خلال الإيميل ومن خلال تعليقات فيسبوك، مضيفًا "أكدوا احترامهم لحقي في التعبير عن نفسي والتزامهم بعدم العنف. أنا مقدر جدًا لهذه الخطوة وتقبلت الاعتذار".
وتابع "أريد التأكيد على احترامي ومحبتي لزاوية، وعلى أنها ليست خناقة في شارع وأن الأمر غير شخصي بالمرة وأريد الآن التركيز على معركتي الحقيقية، وهي عرض فيلمي في السينما، فهذا هو غرضي الأساسي وليس الاعتصام أو الاحتجاج".
ودعا يحيى إدارة السينما إلى "تفعيل مبدأ حرية التعبير وإعطاء فيلمي فرصة عادلة وحقيقية للعرض أمام الجمهور".
وتدور أحداث فيلم "اختيار مريم" في يوم واحد من حياة أسرة مصرية يناقش بأسلوب الكوميديا السوداء مجموعة من المشاكل المجتمعية، وتبدأ المفارقة عندما يعرض على "مريم" وهي ربة الأسرة مبلغ مالي قد يحل مشاكل الأسرة، مقابل مساعدة مريض في الموت الرحيم، ومع تتابع الأحداث تتكشف حقائق كثيرة أهمها أن مشاكل العائلة أعمق بكثير من مجرد ضائقة مالية.
والفيلم من تأليف وإخراج وإنتاج محمود يحيى، وبطولة محمد رضوان، وأحمد أبو زيد، ورشا سامي، وشارك في العديد من المهرجانات من بينها مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالجزائر، ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، كما شارك في مهرجان سينيمانا الدولي الخامس بسلطنة عمان يناير/كانون الأول 2024، وفازت بطلته رشا سامي بجائزة أفضل ممثلة فيه.
ونال الفيلم إعجاب لجنة النقاد في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي 2023، وفاز بثلاث جوائز: جائزة لجنة التحكيم لأفضل مخرج محمود يحيى، وأفضل ممثل محمد رضوان، وأفضل ممثلة رشا سامي.
من ناحيته، قال الناقد الفني عصام زكريا، إنه شاهد الفيلم كعضو في لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي، مضيفًا "كطرفٍ محايد، شاهدت الفيلم كما شاهدت الكثير من الأفلام المصرية التي تعرضها سينما زاوية يمكنني أن أقول إن اختيار مريم فيلم جيد جدًا، ويستحق أن يعرض في زاوية وغيرها"، متمنيًا أن يعيد أصحاب السينما النظر في قرارهم برفض الفيلم.
وتوقع زكريا، في مقالة نشرها في موقع "باب مصر" منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، أن يكون سبب رفض زواية لما "يعانيه الفيلم من بعض المشكلات التقنية الناتجة عن ضعف الإنتاج في الصوت، وتصحيح الألوان والمونتاج الذي يحتاج إلى بعض المعالجة، وهي عيوب بسيطة مقارنة بمستوى الفيلم فنيًا، وربما كانت تستحق أن تقوم شركة محترفة بشراء حق التوزيع وإصلاحها، كما يحدث بالمناسبة في العالم كله، وعلى مستوى شركات التوزيع والأفلام الكبرى".