أدانت القمتان العربية الإسلامية الطارئة والخليجية الاستثنائية، اللتان عُقدتا في قطر أمس، الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات حركة حماس في الدوحة الأسبوع الماضي، وأكدتا أن الاعتداء على مكان مُحايد للوساطة يهدد بتقويض جهود صنع السلام الدولية.
والثلاثاء الماضي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بطائرات حربية استهدف قيادات الصف الأول لحماس بينهم خليل الحية وزاهر جبارين وخالد مشعل، أثناء اجتماعهم في الدوحة لمناقشة مقترح ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، ما أسفر عن مقتل خمسة أفراد من الحركة بينهم نجل رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية إضافة إلى سادس من الأمن القطري.
وأكد القادة تضامنهم المطلق مع قطر، ودعمهم للإجراءات التي تتخذها للرد على الاعتداء، مشددين على أن أمن دول مجلس التعاون الخليجي "كل لا يتجزأ"، وأي اعتداء على إحداها يعد اعتداءً على جميعها.
ووجّه قادة الخليج مجلس الدفاع المشترك لعقد اجتماع عاجل في الدوحة، يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، لتقييم الوضع الدفاعي وتفعيل آليات الردع المشتركة.
وحذّر البيان من أن استمرار السياسات العدوانية الإسرائيلية يقوّض فرص السلام ويهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، داعيًا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم وفرض عقوبات رادعة على إسرائيل.
كما رفض القادة "أي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين أو فرض واقع جديد في المنطقة"، مؤكدين أهمية الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية، وسط إدانات واسعة للتهديدات الإسرائيلية بإمكانية استهداف قطر مجددًا، وأي محاولات لتبرير عدوان الاحتلال تحت أي ذريعة سياسية أو أمنية.
وعلى مدار أسبوع مضى، لم يتوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التهديد بإعادة استهداف قيادات حماس في أي مكان وزمان، وأمس الأول قال عبر إكس، إن "قادة حماس الإرهابيون المقيمون في قطر لا يكترثون لأهل غزة"، واتهمهم بـ"تعطيل التوصل إلى اتفاق لتبادل المحتجزين"، معتبرًا أن القضاء على قادة حماس سيزيل العقبة أمام إنهاء الحرب في غزة.
وأشاد القادة بجهود الأجهزة القطرية في احتواء تداعيات الهجوم، مؤكدين أن الاعتداء يعرقل الدور الذي تضطلع به الدوحة في الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
ودعا القادة الدول والمنظمات الدولية إلى إدانة العدوان والتحرك لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة وجرائم الإبادة الممنهجة التي تستهدف المدنيين والعاملين في القطاعات الإنسانية والإغاثية.
في السياق، نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمهم، أمس، أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إسرائيل تخطط لمهاجمة قادة حماس في قطر قبل وقوع ضربة الأسبوع الماضي.
في المقابل، قال البيت الأبيض إنه لم يُبلغ بالضربة إلا بعد إطلاق الصواريخ، مما لم يُتح لترامب فرصة معارضة الضربة، وأكد الرئيس الأمريكي أنه لم يتلق إخطارًا مسبقًا بالهجوم.
وشدد مكتب نتنياهو في بوست على إكس أمس، على أن استهداف قادة حماس في الدوحة كان عملية إسرائيلية "مستقلة تماما".