تصميم سيف الدين أحمد، المنصة
الاحتلال يقتل خمسة صحفيين في قصف مزدوج لمجمع ناصر الطبي، 25 أغسطس 2025

الاحتلال يقتل 5 صحفيين في قصف مزدوج على مجمع ناصر الطبي

سالم الريس
منشور الاثنين 25 أغسطس 2025

قُتل أكثر من 16 شخصًا، بينهم 5 صحفيين، صباح اليوم، في استهداف مزدوج نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي عند المدخل الخارجي لمبنى "الياسين" في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس، حسب ما أفاد به مصدر صحفي لـ المنصة.

ووفق المصدر، استهدف القصف الأول، نحو العاشرة صباحًا، السلالم المؤدية إلى قسم الاستقبال والطوارئ، ما تسبب في سقوط قتلى وجرحى واستدعى حضور طواقم الدفاع المدني والمسعفين لانتشالهم، وأثناء عمليات الإنقاذ، شن الاحتلال هجومًا ثانيًا في الموقع نفسه أمام عدسات الصحافة التي كانت توثق المشهد، ما ضاعف أعداد الضحايا والمصابين.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ المنصة إن الاحتلال استهدف عناصر الدفاع المدني بشكل مباشر خلال عملهم على انتشال الضحايا والجرحى في الهجوم الأول، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد الدفاع المدني وإصابة سبعة آخرين في القصف الثاني على المجمع.

وأسفر القصف عن مقتل المصورة الصحفية مريم أبو دقة التي كانت تعمل مع إندبندنت عربية وأسوشييتد برس، والمصور الصحفي لدى شبكة NBC الأمريكية معاذ أبو طه، والمصور بوكالة رويترز حسام المصري، والمصور بشبكة الجزيرة محمد سلامة، والصحفي أحمد أبو عزيز الذي كان يعمل مع عدد من وكالات الأخبار، كما أُصيب ثلاثة صحفيين آخرين، وُصفت حالتهم بـ"المتوسطة".

وأوضح المصدر الصحفي أن عددًا من الضحايا ما زالوا مجهولي الهوية في المشرحة نتيجة تعرضهم لإصابات شوهت ملامحهم، منوهًا باحتمالية ارتفاع عدد الضحايا نتيجة تعرض عدد من الجرحى لإصابات وصفتها الكوادر الطبية بـ"الخطيرة".

من ناحيته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاستهداف، واعتبره "جريمة ممنهجة" ضد الصحفيين الذين يوثقون الحرب المستمرة منذ أكثر من 690 يومًا، مشيرًا إلى ارتفاع عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ بدء حرب الإبادة في غزة إلى 245 صحفيًا وصحفية.

وطالب مكتب الإعلام الحكومي الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والمنظمات الإعلامية الدولية بإدانة الجريمة، محملًا الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عنها.

ودعا المجتمع الدولي إلى ملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية ومحاسبتهم والضغط من أجل وقف الحرب وحماية الصحفيين في القطاع.

كما أدانت حركة حماس في بيان عبر حسابها على تليجرام جريمة الحرب المركبة التي ارتكبها الاحتلال، معتبرة أن استهداف الصحفيين وأطقم الدفاع المدني والكوادر الصحية دليلٌ جديدٌ على استهتار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.

وأضافت الحركة أن "الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين لمنعهم من نقل الحقيقة وتغطية جرائم الحرب والتطهير العرقي"، مطالبةً المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري لوقف الإبادة الممنهجة، وحمّلت الدول العربية والإسلامية مسؤولية الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها من أجل وقف الحرب بشكل عاجل.

من ناحيته، أعرب جيش الاحتلال عن "أسفه لإصابة أشخاص غير متورطين"، وذلك في بيان تحدث فيه عن الهجوم على مجمع ناصر الطبي. 

وعلى الرغم من اعترافه باستهداف الصحفي أنس الشريف في وقت سابق من الشهر الجاري، قال جيش الاحتلال في البيان اليوم إنه "لا يوجه ضرباته نحو الصحفيين، ويعمل قدر المستطاع على تقليص المساس بهم".

وأشار البيان إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة بجيش الاحتلال أيال زامير وجّه بإجراء تحقيق أولي في أقرب وقت.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب، رغم استمرار المفاوضات بهذا الشأن.