برخصة المشاع الإبداعي: Kārlis Dambrāns، فليكر
دعوات لمقاطعة شركة مايكروسوفت بسبب تورطها في حرب الإبادة الإسرائيلية

الشرطة الأمريكية تعتقل 18 شخصًا احتجوا ضد تعاون مايكروسوفت مع إسرائيل في حرب غزة

قسم الأخبار
منشور الخميس 21 أغسطس 2025

اعتقلت الشرطة الأمريكية 18 شخصًا، أمس الأربعاء، خلال احتجاجات نظّمها عمال وموظفون أمام مقر شركة مايكروسوفت في مدينة ريدموند بولاية واشنطن للمطالبة بقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، وسط اتهامات للشركة بتمكين جيش الاحتلال الإسرائيلي من استخدام تقنياتها في الحرب الدائرة على غزة.

وقالت الشرطة في بيان إن المحتجين الذين واصلوا اعتصامهم ليوم ثانٍ على التوالي رفضوا مغادرة المكان رغم إنذارات متكررة، وألقوا طلاءً أحمر يشبه لون الدم على لافتة ضخمة تحمل شعار الشركة.

وأوضحت المتحدثة باسم الشرطة جيل جرين "أبلغناهم بأنهم إذا لم يغادروا فسيجري توقيفهم، وقد اختاروا البقاء".

تأتي التحركات بعد أقل من أسبوع من إعلان مايكروسوفت فتح تحقيق مستقل عبر مكتب محاماة خارجي في تقارير نشرتها الجارديان البريطانية ومجلة +972 الإسرائيلية، أفادت بأن الوحدة العسكرية الإسرائيلية 8200 استخدمت خدمات أزور/Azure للحوسبة السحابية التابعة للشركة في تخزين تسجيلات لمكالمات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

فيما نفت الشركة علمها باستخدام تقنياتها لأغراض مراقبة المدنيين.

وأول أمس، نصب عشرات المحتجين خيامًا داخل الحرم الشرقي للشركة، وسمّوا المكان "منطقة حرة"، رافعين لافتات كتب عليها "انضم إلى انتفاضة العمال" و"ساحة الأطفال الفلسطينيين الشهداء"، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"تواطؤ" الشركة في تمكين تل أبيب من تنفيذ عملياتها العدوانية في غزة، مطالبين مايكروسوفت بسحب استثماراتها من إسرائيل.

وقال الموظف السابق في الشركة حسام نصر، 26 عامًا، الذي فُصل قبل عامين إثر تنظيمه احتجاجًا مشابهًا، إن التصعيد الأخير جاء بعد اغتيال الصحفي في قناة الجزيرة أنس الشريف في غزة، مضيفًا "استهداف الشريف تزامن مع تقارير عن دور مايكروسوفت في تخزين بيانات المراقبة، ولم يعد الصمت خيارًا".

الاحتجاجات في مايكروسوفت أعادت إلى الأذهان تحركات مشابهة استهدفت شركات تكنولوجية أمريكية كبرى، بينها جوجل التي فصلت العام الماضي 28 موظفًا عقب احتجاجات داخلية ضد عقدها مع إسرائيل ضمن مشروع نيمبوس.

ويشمل المشروع، الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار، تعاقد الحكومة الإسرائيلية مع جوجل وأمازون لإنشاء بنية تحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، تتيح للجيش تحليل البيانات على نطاق واسع مع إشراف محدود من الشركات.

وتزامن الاحتجاج الأخير مع تقارير دولية عن تفاقم الوضع الإنساني في غزة، إذ حذرت الأمم المتحدة من انتشار المجاعة والأوبئة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية عقب هجوم 7 أكتوبر 2023.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب، رغم استمرار المفاوضات بهذا الشأن.