تصوير: سالم الريس، المنصة
إصابات خطيرة تصل مستشفى شهداء الأقصى بعد استهداف تجمع مواطنين أمام مدرسة شمال مخيم النصيرات، 24 ديسمبر 2024

إسرائيل تكثف قصف غزة وخانيونس.. ومقتل صحفي وعشرات المواطنين

سالم الريس
منشور الثلاثاء 19 أغسطس 2025

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين، الصحفي الفلسطيني إسلام الكومي في قصف مدفعي استهدف منزله وعددًا من المنازل المأهولة وسط حي الصبرة بمدينة غزة، حسب ما أفاد مصدر صحفي لـ المنصة، وأسفر القصف أيضًا عن مقتل امرأة وإصابة ستة مواطنين آخرين، جرى نقلهم بصعوبة بعد توقف القصف الذي استمر لأكثر من ساعة.

عمل الكومي خلال السنوات الماضية محررًا صحفيًا مع عدد من وسائل الإعلام المحلية، قبل أن يتأثر عمله بالحرب ونزوحه عدة مرات رفقة زوجته وطفليه.

وقبل أيام من مقتله نشر الكومي مناشدة عبر حسابه على فيسبوك طالب فيها بالمساعدة في تأمين مكان آمن لعائلته بعد تهديدات إسرائيلية بعملية برية واسعة. وبمقتله، ارتفع عدد الصحفيين الذين قتلهم جيش الاحتلال منذ بداية الحرب إلى 239 صحفيًا، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وقال شاهد عيان لـ المنصة إن اشتداد القصف المدفعي أمس في حي الصبرة دفع عشرات العائلات إلى النزوح تحت القصف وإطلاق النار من المُسيرات تجاه منازل المواطنين، مضيفًا أن الاحتلال تعمد استهداف المنازل المأهولة بالمدنيين وملاحقتهم في الشوارع بالمُسيرات لأكثر من ساعة.

وأوضح الشاهد، طالبًا عدم نشر اسمه، أن القصف المدفعي عاد واشتد بعد ساعات منتصف الليل، على منازل المواطنين في مربع أبو شريعة بالصبرة، مستهدفًا أكثر من 12 منزلاً بقذائف المدفعية بعد تقدم الآليات العسكرية في شارع 8 من حي الزيتون باتجاه الغرب، وتمركزها جنوب حي الصبرة.

وأفاد مصدر في الإسعاف، لـ المنصة، بتلقيهم عشرات نداءات الإستغاثة من مواطنين تعرضت منازلهم للقصف المدفعي ما تسبب في إصابة العشرات، مشيرًا إلى أن سيارات الإسعاف حاولت الوصول للمكان، إلا أنها وبسبب كثافة القصف وإطلاق النار اضطرت للتواصل مع المواطنين لنقل الجرحى إلى مناطق قريبة من شمال حي الصبرة.

وأضاف "انتظرنا المصابين على أطراف حي الصبرة، وبعد وصولهم حملاً على الأكتاف أو على عربات يجرها حيوانات، تم نقلهم إلى مستشفى السرايا الميداني ومستشفى الشفاء"، مشيرًا إلى تمكنهم من نقل أكثر من 20 إصابة وثلاثة ضحايا.

وقال شاهد ثاني لـ المنصة، إن عددًا من الضحايا والجرحى متواجدون في عدة شوارع وبعض المنازل التي استهدفها جيش الاحتلال ولم يتمكن أحد من المواطنين والجيران أو طواقم الإنقاذ من الوصول لهم وانتشالهم ونقلهم إلى المستشفيات.

وأكد أن آليات الاحتلال العسكرية لم تتوغل داخل حي الصبرة حتى ساعات الفجر، إلا أنها لم تتوقف عن إطلاق قذائف المدفعية التي طالت عشرات المنازل حتى في المناطق المحيطة بالحي.

وفي خانيونس جنوب القطاع، استهدف جيش الاحتلال بالصواريخ من طائرات استطلاع ثلاث خيام في مناطق منفصلة فجرًا، ما تسبب في مقتل 7 أشخاص بينهم 4 أطفال وامرأة، وإصابة أكثر من 25 آخرين، حسب ما أكده مصدر طبي في مُجمع ناصر الطبي لـ المنصة.

وقال مصدر صحفي، لـ المنصة، إن الاحتلال استهدف خيمة نازحين في منطقة فش فرش جنوب غرب المدينة، ما أدى إلى مقتل طفلين ووالدتهما، كما استهدف خيمتين بشكل منفصل وسط خانيونس ما تسبب في مقتل طفلين وشاب من الخيمة الثانية.

وأشار المصدر إلى أن الاستهدافات الثلاثة لخيام النازحين تزامنت مع قصف مدفعي في منطقة الشاكوش في الجنوب الغربي لخانيونس، وكذلك قصف مدفعي على حي الأمل ومنطقة سجن أصداء، ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة آخرين وصلوا إلى مجمع ناصر لتلقي العلاج.

وتوالت عمليات القصف الإسرائيلي خلال ساعات الفجر، لتشمل استهداف خيمة نازحين بمدينة دير البلح وسط القطاع، ما تسبب في مقتل أربعة مواطنين وإصابة ثلاثة أطفال آخرين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى، حسب ما أفاد مصدر طبي لـ المنصة.

وأشار المصدر الطبي إلى وصول أربع ضحايا من عناصر تأمين دخول الشاحنات التجارية عن طريق معبر كيسوفيم شرق دير البلح، مساء الاثنين، منوهًا بأن الضحايا تعرضوا لعمليات قنص برصاص الاحتلال أدى إلى مقتلهم على الفور.

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربها في القطاع، ولم يتمكن الوسطاء حتى الآن من إتمام هدنة أخرى أو اتفاق شامل يُجبر إسرائيل على إنهاء الحرب، رغم استمرار المفاوضات بهذا الشأن.