البيت الأبيض
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين، 16 يوليو 2018

قمة ترامب وبوتين "المثمرة" في ألاسكا تنتهي بلا اتفاق

قسم الأخبار
منشور السبت 16 أغسطس 2025

لم تُسفر القمة التي جمعت الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، عن نتائج ملموسة لوقف الحرب في أوكرانيا، رغم وصف الزعيمين للمحادثات التي استمرت نحو ثلاث ساعات بأنها "مثمرة".

وعقب اللقاء في ولاية ألاسكا ظهر ترامب وبوتين في مؤتمر لم يستغرق دقائق قليلة، أكدا خلاله أنهما أحرزا "بعض التقدم"، دون تقديم تفاصيل، كما لم يستقبلا أي أسئلة من الصحفيين.

ورُغم أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا كان الهدف الأساسي لعقدها؛ لم تُفضِ المحادثات إلى أي خطوات عملية في هذا الاتجاه، واكتفى ترامب بالقول "لقد أحرزنا بعض التقدم.. لا يوجد اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق"، في إشارة إلى غياب أي تفاهمات نهائية بشأن مستقبل الصراع.

من ناحيته، جدد بوتين تمسك موسكو بموقفها بضرورة معالجة "الأسباب الجذرية للنزاع" قبل الحديث عن أي سلام دائم، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على استمرار رفضه وقف إطلاق النار في المرحلة الراهنة.

واقترح الرئيس الأمريكي عقد اجتماع بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ربما يحضره بنفسه، لكنه لم يوضح الجهة التي ستنظم الاجتماع أو موعده، كما لم يعلّق بوتين على الفكرة، واكتفى بالقول إنه يتوقع من أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين التعامل "بشكل بنّاء" مع نتائج المحادثات وعدم محاولة "عرقلة التقدم".

وفي تصريحات تليفزيونية عقب اللقاء، قال ترامب عند سؤاله عن نصيحته لزيلينسكي "يجب أن نبرم اتفاقًا.. روسيا قوة كبيرة جدًا، وهم (أوكرانيا) ليسوا كذلك"، في إشارة إلى الفارق في موازين القوى، لكنه أكد أن أي تنازلات تبقى قرارًا أوكرانيًا، قائلاً "أنا لست هنا للتفاوض نيابة عن أوكرانيا".

وبعد أشهر من الوعود التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، اعترف في ألاسكا بأن المهمة أصعب مما توقع. وأكد أن نجاح المحادثات مع بوتين، ولو بشكل محدود، يجعل عقد قمة ثلاثية مع زيلينسكي أكثر أهمية في المرحلة المقبلة.

ورغم غياب النتائج، شكّل اللقاء بحد ذاته مكسبًا سياسيًا للرئيس الروسي الذي يواجه عزلة غربية منذ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إذ استُقبل بحفاوة في قاعدة جوية بألاسكا حيث فُرش له بساط أحمر، ورافق الاستقبال تحليق طائرات مقاتلة أمريكية في أجواء المنطقة، في مشهد اعتبره محللون رسالة رمزية بتخطي العزلة المفروضة عليه.

من جانبه، بدا ترامب حذرًا في تصريحاته، إذ لوّح بإمكانية فرض عقوبات على موسكو دون أن يحدد توقيتًا لذلك، وأعلن في مقابلة مع قناة فوكس نيوز تأجيل فرض رسوم جمركية على الصين بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي، قائلاً إنه "قد يضطر للتفكير في الأمر بعد أسبوعين أو ثلاثة".

وكان ترامب أمهل روسيا في وقت سابق 50 يومًا تنتهي مع بداية سبتمبر/أيلول المقبل، لإنهاء الحرب المستمرة على أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، قبل أن يقلصها إلى 10 أيام، معللاً ذلك بـ"خيبة أمله" من بوتين لغياب أي مؤشرات على الاستعداد لتسوية.