أعلن تحالف أسطول الحرية اليوم الإفراج عن آخر النشطاء المحتجزين في سجن جفعون الإسرائيلي، وهما الأمريكي كريستيان سمولز والتونسي حاتم العويني، وذلك عبر جسر الملك حسين المؤدي إلى الأردن.
وقال تحالف أسطول الحرية في بيان إن الإفراج عن سمولز والعويني يأتي "بعد خمسة أيام من السجن غير القانوني في فلسطين المحتلة"، وذلك بعد مداهمة إسرائيل السفينة "حنظلة" التابعة للتحالف في المياه الدولية أثناء إبحارها صوب غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي.
كان المتطوعان خاضا إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على سوء المعاملة، وحسب البيان استقبلت السفارة التونسية المتطوع حاتم العويني عند الحدود "أما كريستيان سمولز، فرغم التنسيق المسبق وتزويد الجهات الأمريكية بتفاصيل وصوله، فلم يحضر أي ممثل عن القنصلية أو السفارة الأمريكية لاستقباله عند الحدود".
وسبق أن قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة إن سمولز "تعرض لاعتداء جسدي على يد سبعة أفراد من سلطات الاحتلال الإسرائيلي فور وصوله إلى الحجز". وأضافت أنه "تعرض للخنق والركل مما أدى إلى ظهور علامات عنف واضحة على رقبته وظهره".
وبإطلاق سراحهما يكون تم الإفراج عن جميع المتطوعين الـ21 "ورغم هذا، لا يزال أكثر من 10300 أسير سياسي فلسطيني محتجزين في سجون الاحتلال، بينهم ما لا يقل عن 320 طفلًا، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويتعرض الكثير منهم لأشكال مروعة من التعذيب والمعاملة اللا إنسانية" وفق البيان.
وأكد تحالف أسطول الحرية أن مهمته لكسر الحصار المفروض على غزة تستند إلى القانون الدولي وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال "وبينما تواصل إسرائيل تجويع الفلسطينيين واعتقالهم جماعيًا، نؤكد التزامنا التام بالحرية والكرامة والعدالة للجميع".
و"حنظلة" ليست السفينة الأولى التي يعترضها جيش الاحتلال وهي في طريقها صوب غزة، والشهر الماضي أعلن تحالف أسطول الحرية اعتراض جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة مادلين أثناء محاولتها كسر الحصار عن قطاع غزة وإيصال مساعدات إنسانية لسكانه، بعد أن غادرت صقلية في إيطاليا، في الأول من يونيو/حزيران الماضي، واعتقل الاحتلال النشطاء على متنها، ورحلهم، وقال رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار زاهر البيراوي الأسبوع الماضي لـ المنصة إن إسرائيل لا تزال تحتجز السفينة مادلين التي اعترضتها وداهمتها في المياه الدولية الشهر الماضي.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت إسرائيل بمسيّرتين سفينة الضمير التابعة أيضًا لأسطول الحرية، التي كانت قرب مالطا مبحرة باتجاه غزة.
والسفينة "حنظلة" سفينة صيد نرويجية صنعت عام 1968، وكانت تعرف سابقًا باسم"نافارن"، وانضمت إلى "أسطول الحرية" عام 2023، وشاركت في مبادرات تضامنية واسعة حول دول العالم بين عامي 2023 و2024، أبرزها في 13 يوليو/تموز 2025 حين انطلقت من إيطاليا في رحلة شعارها "من أجل أطفال غزة".
أما أسطول الحرية فهو تحالف دولي تأسس عام 2010 في سياق الجهود المبذولة من المنظمات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2007، وُلدت فكرة تأسيسه على يد متطوعين أتراك أسسوا هيئة الإغاثة الإنسانية التركية عام 1992 بهدف إغاثة ضحايا حرب البوسنة والهرسك، ثم توسع عملها ليبلغ الشرق الأوسط وإفريقيا.
ودعت الهيئة التركية للإغاثة عام 2010 إلى تنظيم مبادرة "أسطول الحرية" وتشكيل ائتلاف مكون من 6 هيئات دولية غير حكومية، منها حركة غزة الحرة والحملة الأوروبية لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ونظم الأسطول منذ تأسيسه 6 مبادرات وحملات تضامنية، أبرزها مشاركة السفينة مافي مرمرة/Mavi Marmara عام 2010، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترضها، مما خلّف 10 قتلى وجرح العشرات من المتضامنين.
واختار تحالف أسطول الحرية أن يطلق على السفينة اسم "حنظلة"، وهو اسم أشهر شخصية كاريكاتيرية ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، وظهرت للمرة الأولى عام 1969.