وصل إلى قطاع غزة، الأحد، نحو 73 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية، فيما عمل برنامج الغذاء العالمي على إدخال باقي الشاحنات المحملة بالطحين والسكر والطُرود الغذائية، كذلك عملت ثلاث طائرات أردنية وإماراتية على إسقاط ما يقارب 25 طنًا من المساعدات شمال وجنوب القطاع.
وقال مصدر صحفي في شمال القطاع لـ المنصة إن نحو 30 شاحنة وصلت إلى المناطق الشمالية الغربية عن طريق حاجز زيكيم الإسرائيلي على دفعات، مساء الأحد، فيما أسقطت طائرات حمولتها من الجو خلال ساعات الظهيرة على ذات المنطقة.
وأكد أن جميع الشاحنات سيطر على حمولتها مواطنون غزيون كانوا في انتظار وصولها، حيث عاد العشرات منهم محملين بالطحين وبعض الطرود الغذائية، مشيرًا إلى تعرض أكثر من 100 مواطن للإصابة نتيجة إطلاق جيش الاحتلال الرصاص باتجاه المواطنين الجوعى، وبشكل مباشر خلال ساعات الصباح، فيما قتل 17 منهم، وصلوا إلى مستشفى الشفاء.
وفي جنوب القطاع، وصلت نحو 30 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية، بعضها عن طريق محور موراج أقصى جنوب خانيونس خلال ساعات المساء، وتحمل الشاحنات طُرودًا غذائية عليها شعار الهلال الأحمر المصري، حسبما أكد مصدر صحفي لـ المنصة، مشيرًا إلى سيطرة المواطنين الجوعى عليها بعد انتظارهم وصولها للحصول الطعام بشكل ذاتي.
ولفت المصدر إلى دخول عدد آخر من الشاحنات عن طريق منطقة التحلية وسط خانيونس، التي تحمل الطحين وتتبع برنامج الغذاء العالمي، حيث سيطر عليها المواطنون خلال مرورها في الطريق وقبل وصولها إلى المخازن، مشيرًا إلى عملية إنزال جوي للمساعدات، نفذتها طائرات عربية خلال ساعات الظهيرة في ذات المنطقة.
وقال سائق شاحنة لـ المنصة طلب عدم نشر اسمه إن جيش الاحتلال استغرق ساعات طويلة خلال عملية فحص الشاحنات في معبر كرم أبو سالم، وأجبرهم على الانتظار لساعات طويلة قبل أن يسمح لهم باستكمال طريقهم تجاه خانيونس.
وأوضح أن عملهم يقتضي نقل المساعدات من المعابر إلى المخازن المخصصة لذلك والتابعة للمنظمات الدولية، لكن حسب تعليمات وصلتهم، تفيد بمرونة التعامل والسماح للمواطنين بالحصول على المساعدات إذا اعترضت طريقهم جموع من الجوعى، فاضطر وزملاؤه في الشاحنات الأخرى للتوقف في مناطق يسمح فيها جيش الاحتلال لهم بالتوقف.
وأضاف "الناس بتدخل بمناطق عسكرية خطيرة تنتظر المساعدات، وغير مسموح لنا فيها بالتوقف بذلك نضطر لاستكمال الطريق رغم صعوبة السير بين السيول البشرية"، مبررًا حالات الإصابات التي تصل إلى المستشفيات نتيجة تعرضهم للدهس خلال هجومهم على الشاحنات قبل وصولها للمناطق التي يسمح فيها الاحتلال بالتوقف.
وفي وسط القطاع وصلت أقل من 10 شاحنات تحمل كميات محدودة من المواد الغذائية والخضروات، حيث استوقفها المواطنون في المناطق الشرقية لمدينة دير البلح، وقال شاهد عيان لـ المنصة إن الشاحنات يعتقد بأنها تابعة لأحد التجار حيث تحمل السكر وزيت الزيتون والأرز وزيت القلي والملح، وكذلك تحمل عدّة أصناف من الخضروات.
وأشار شاهد العيان إلى أن شاحنة واحدة فقط من بين الشاحنات الواردة إلى منطقة الوسط، كانت تحمل طُرودًا غذائية معبأة في كراتين، فيما الأخرى حملت المواد الغذائية للتجار.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن المجاعة تشتد شراسة وتتوسع في القطاع وبشكل غير مسبوق، حيث طالت مليونين و400 ألف إنسان، مشيرًا إلى وفاة 133 حالة بينهم 87 طفلًا نتيجة سياسات التجويع الإسرائيلية.
وقال في بيان له "في اليومين الأخيرين تداولت وسائل إعلام أنباء عن نية عدة دول وجهات إدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة، لكن الواقع فاضح دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وتعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع".
وهاجم الإعلام الحكومي المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية، متهمًا إياهم بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في تجويع سكان القطاع وتقديم معلومات زائفة عن التجويع وحجم الشاحنات الواردة.
وأكد أن الحل للمجاعة في غزة يكمن في فتح الاحتلال للمعابر بشكل عاجل ودون شروط، وكسر الحصار وإدخال الغذاء وحليب الأطفال بشكل فوري.
كان المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي نشر في بيان على إكس الأحد خارطة حدد فيها مناطق القتال العسكرية باللون الأحمر، فيما صنف المناطق الساحلية الغربية من مدينة غزة شمالًا وحتى خانيونس جنوبًا بالمناطق التي سيطبق عليها الهدنة الإنسانية ما بين الساعة العاشرة صباحًا وحتى الثامنة مساءً.
وأكد أنّ العمليات العسكرية ستستمر دون توقف في مناطق المناطق العسكرية حتى خلال ساعات الهدنة الإنسانية المؤقتة.
في السياق، استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا غرب مدينة غزة خلال ساعات الهدنة الإنسانية التي حددها الاحتلال، وفي المناطق التي من المفترض أن يسري عليها تطبيق الهدنة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 5 أشخاص بينهم أطفال وإصابة 17 آخرين.
وأفاد مصدر صحفي لـ المنصة بتقدم آليات جيش الاحتلال ظهر الأحد في منطقة النفق غرب شارع صلاح الدين بحي التفاح شرق غزة واستهداف أكثر من 5 منازل بقذائف المدفعية وصواريخ طائرات الاستطلاع، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين.
وأشار إلى عدم تمكن طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إلى مناطق الاستهدافات والاستجابة لنداء استغاثة المواطنين بسبب تقدم الجيش في مناطق صنفها بمناطق عسكرية.
وفي خانيونس جنوب القطاع ارتكب جيش الاحتلال ثلاث مجازر منفصلة، حيث استهدف خيمة تعود لهائلة العمور في منطقة المواصي غربًا، ما أدى إلى مقتل 7 من أفراد العائلة وإصابة آخرين، حسب ما أفاد مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي لـ المنصة.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية بشكل متزامن منزلين في الحي الياباني ومنطقة الصناعة، وقال مصدر صحفي إن الاستهداف الأول يعود إلى عائلة زعرب، حيث أدى إلى تدمير المنزل المكون من 4 طوابق فوق رؤوس نحو 20 شخصًا، بعضهم تم انتشاله وآخرون لا يزالون تحت الأنقاض.
وأشار إلى استهداف ثانٍ بشكل متزامن لمنزل مكون من ثلاثة طوابق ويعود لعائلة نوفل، موضحًا أنّ طواقم الإسعاف انتشلت 4 ضحايا فيما لا يزال نحو 15 آخرون تحت الأنقاض، حسب ما أفاد قريب للعائلة.
جاء ذلك رغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس عن هدنة في غزة قال إنها "لأغراض إنسانية"، وقال إن "التعليق التكتيكي للأنشطة العسكرية يشمل المناطق التي لا يتحرك فيها جيش الدفاع وهي المواصي ودير البلح ومدينة غزة وسيكون يوميًا حتى إشعار آخر"، موضحًا "سيبدأ اعتبارًا من اليوم تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة الثامنة مساء، تم تنسيق القرار مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد مباحثات بهذا الشأن".