كشفت مصادر مطلعة على جهود الوساطة المصرية والقطرية المعنية بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة عن اتصالات جرت خلال الساعات الماضية مع إسرائيل وحماس بهدف استئناف المفاوضات التي جرى تعليقها مؤخرًا.
وقال مصدر مصري مطلع على جهود الوساطة لـ المنصة إن "الأمور تسير بشكل إيجابي نحو استئناف المفاوضات"، مؤكدًا أن وفد الوساطة المصري سيتوجه إلى الدوحة غدًا الاثنين للتشاور مع الشركاء في قطر بشأن جهود الوساطة، مشيرًا إلى أن الاتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والأمريكي خلال الساعات الأخيرة إيجابية.
وغادر الوفدان الإسرائيلي والأمريكي الدوحة الخميس الماضي بعد تلقي رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار.
والجمعة صعَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته في تصريحات للصحفيين قائلًا إن "الأمر كان سيئًا للغاية، فحماس لم تكن فعلًا ترغب في إبرام اتفاق، أعتقد أنهم يريدون الموت"، مضيفًا "وصلنا إلى نقطة يجب فيها إنهاء المهمة" في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية.
في المقابل، أوضح مصدر قيادي بحركة حماس لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، أن الحركة تلقت استفسارات إسرائيلية خلال الساعات الأخيرة بشأن الوضع الصحي لمحتجزي الاحتلال الأحياء في القطاع، مؤكدًا أن الجانب الإسرائيلي طلب من الوسطاء تسهيل وصول طرود أدوية وأغذية للمحتجزين عقب سماحه بدخول مساعدات للقطاع بعدما بلغت المجاعة مستوى لم تصله منذ أكتوبر 2023.
وكان مصدر عند معبر رفح البري أكد لـ المنصة عبور 129 شاحنة مساعدات متنوعة الحمولات في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد في طريقها إلى معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.
ولا يزال يوجد نحو 50 محتجزًا إسرائيليًا في قطاع غزة، تشير التقديرات إلى أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، وكانت المسودة الأخيرة للاتفاق تشمل إطلاق سراح 28 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، على مدى 60 يومًا، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وعن مصير المفاوضات المتوقفة، كشف القيادي في حماس أن قيادة الحركة تلقت اتصالات من عدة أطراف خلال الساعات الماضية تؤكد استئنافها قريبًا، وكشف أن الوسطاء أخطروا قيادة الحركة في الدوحة أن هناك جزءًا من الوفد الإسرائيلي لا يزال موجودًا في قطر ولم يغادرها مع المجموعة التي استدعتها إسرائيل للتشاور.
ونقلت شبكة فوكس نيوز اليوم عن المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن المفاوضات مع حركة حماس التي تعثرت بدأت تعود إلى مسارها، كما نقلت الشبكة عن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحقيق تقدم كبير في مفاوضات غزة.
وقال روبيو "نأمل التوصل لوقف إطلاق نار يفرج فيه عن نصف الرهائن ثم الباقي نهاية الـ60 يوما"، مضيفًا "الحل لما يحدث في غزة بسيط للغاية أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم وستنتهي الحرب"، فيما نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي أن المفاوضات مع حركة حماس مستمرة.
والجمعة، دعا 6 أعضاء بالكونجرس الأمريكي في بيان مشترك إدارة ترامب للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وإعادة المحتجزين في أقرب وقت، ووصفوا الأوضاع الإنسانية بغزة بأنها "مروعة وغير مقبولة".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن هدنة في غزة قال إنها "لأغراض إنسانية" بدايةً من اليوم. وقال الاحتلال إن "التعليق التكتيكي للأنشطة العسكرية يشمل المناطق التي لا يتحرك فيها جيش الدفاع وهي المواصي ودير البلح ومدينة غزة وسيكون يوميًا حتى إشعار آخر"، موضحًا "سيبدأ اعتبارًا من اليوم تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الساعة الثامنة مساء، تم تنسيق القرار مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد مباحثات بهذا الشأن".