صفحة الأزهر الشريف على فيسبوك
شيخ الأزهر أحمد الطيب متحدثًا أمام قمة الإعلام العربي في دبي، 17 مايو 2025

مصدر: جهات سيادية وراء حذف الأزهر بيان "إنقاذ غزة" حتى لا يعرقل المفاوضات

محمد الخولي
منشور الأربعاء 23 يوليو 2025 - آخر تحديث الأربعاء 23 يوليو 2025

حذف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بيانًا نشره على فيسبوك مساء أمس الثلاثاء بشأن المجاعة في قطاع غزة، وقال مصدر مقرب من الطيب لـ المنصة إن جهات عليا تواصلت معه وجرى "ابتزازه عاطفيًا" لحذف البيان "حتى لا يعطل مسارًا دبلوماسيًا يجري العمل عليه حاليًا لوقف الحرب".

ولا يزال الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، يتفاوضون على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تستضيف الدوحة والقاهرة بدعم من الولايات المتحدة محادثات لمناقشة مقترح أمريكي بإعلان هدنة مدتها 60 يومًا دون نتيجة إيجابية حتى الآن.

ورغم حذف البيان، لم تُصدر مشيخة الأزهر حتى موعد النشر أي توضيح، إلا أن حسابات على السوشيال ميديا نشرت صورة من البيان المحذوف، الذي جاء فيه أن شيخ الأزهر يوجه نداءً عالميًا عاجلًا يستنجد فيه بأصحاب الضمائر الحيّة لإنقاذ أهالي غزة من مجاعة مميتة يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد البيان أن "ما يجري من قتل وتجويع متعمد يمثل جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، محمّلًا داعمي الاحتلال بالسلاح أو بالصمت مسؤولية الدماء التي تُسفك. 

وفي بيانه "تبرأ الأزهر أمام الله من هذا الصمت العالمي المُريب، ومن تقاعس دولي مُخزٍ لنصرة ‏هذا الشعب الأعزل، ومن أي دعوة لتهجير أهل غزة من أرضهم، ومن كل من يقبل بهذه الدعوات أو يتجاوب معها"، محملًا "كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، ‏والبطون التي تتضور جوعا في غزة الجريحة".

ودعا إلى تحرك دولي فوري لإدخال المساعدات وفتح ممرات العلاج، مجددًا رفضه أي دعوة لتهجير سكان القطاع.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الطيب لم يتعرض لتهديد كما يروج البعض، وإنما "لابتزاز عاطفي"، إذ أبلغوه بأن البيان قد يعطل التوصل لاتفاق تدخل بموجبه مساعدات إلى أهالي القطاع المحاصر، وهو ما استجاب له الطيب فورًا وقال "لو إن سحب البيان هيدخل شوال واحد من الطحين لفعلت ذلك فورًا، ثم اتخذ قراره بسحب البيان".

وقال مصدر ثان يعمل في المشيخة إن ما يتردد حول أن الإمام تلقى اتصالًا من جهة أمينة "ليس صحيحًا"، وإنما "كان اتصالًا من وزير في جهة سيادية وهو من طلب منه سحب البيان وأطلعه على آخر المستجدات في المفاوضات، لذلك استجاب للطلب على أمل أن تنتهي مأساة أهل القطاع"، مضيفًا "الإمام لا يريد أن يتخذ مواقف بطولية وإنما ما يريده أن تنتهي هذه المأساة".

وفي 18 مارس/آذار الماضي، رفضت إسرائيل استكمال المرحلة الثانية من هدنة أقرتها في يناير/كانون الثاني الماضي، كان من المقرر أن تمتد إلى نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة، واستأنفت حربًا بدأتها في القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.

وفي وقت لاحق بعد النشر، أصدر الأزهر بيانًا عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، قال خلاله إن حذف البيان جاء انطلاقًا من المسؤولية التي يتحملها الأزهر أمام الله تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ونصرة أهل غزة المستضعفين (*).

وذكر البيان أن الأزهر بادر بسحب بيانه بكل شجاعة ومسؤولية أمام الله حين أدرك أن هذا البيان قد يؤثر على المفاوضات الجارية بشأن إقرار هدنة إنسانية في غزة لإنقاذ الأبرياء، وحتى لا يُتخذ من هذا البيان ذريعة للتراجع عن التفاوض أو المساومة فيها.

واستطرد "آثر الأزهر مصلحة حقن الدماء المسفوكة يوميًا في غزة، وأملًا في أن تنتهي المفاوضات إلى وقف فوري لشلالات الدماء، وتوفير أبسط مقومات الحياة التي حرم منها هذا الشعب الفلسطيني المظلوم".


(*) تم إضافة بيان الأزهر الصادر بعد نشر الموضوع.