جامعة كولومبيا ترضخ لترامب وتعاقب عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين

أعلنت جامعة كولومبيا، أمس الثلاثاء، عن فرض إجراءات تأديبية بحق عشرات الطلاب الذين شاركوا في احتجاجات مؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي، بما في ذلك اعتصام داخل المكتبة الرئيسية عشية امتحانات نهاية الفصل الدراسي في مايو/أيار الماضي، وآخر نُظم خلال عطلة نهاية الأسبوع الخاصة بحفل التخرج في العام الماضي.

وأفادت مجموعة طلابية ناشطة بأن نحو 80 طالبًا تلقوا إشعارات بعقوبات متفاوتة، تشمل الإيقاف المؤقت لفترات تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، أو الفصل النهائي من الجامعة.

كما أوضحت الجامعة، في بيان رسمي، أن لجنة قضائية داخلية أصدرت قرارات تأديبية إضافية، تضمنت المراقبة السلوكية، وسحب درجات علمية في بعض الحالات.

وتأتي هذه الإجراءات في إطار جهود الجامعة لاستعادة تمويل اتحادي بقيمة 400 مليون دولار، كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جمدته في مارس/آذار الماضي، بسبب ما اعتبرته "تقاعسًا من الجامعة في مواجهة معاداة السامية" خلال احتجاجات طلابية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وشمل تجميد التمويل الاتحادي إلغاء منح دراسية وعقود بحثية، ما شكّل ضغطًا كبيرًا على إدارة الجامعة، التي أعلنت لاحقًا موافقتها على حزمة من الإجراءات طالبت بها الإدارة الأمريكية، من بينها إعادة هيكلة نظام العقوبات الطلابية وتبني تعريف موسع لمعاداة السامية.

وفي بيانها الصادر أمس، قالت إدارة الجامعة "ينبغي أن تركز مؤسستنا على أداء مهمتها الأكاديمية لمصلحة المجتمع الجامعي، ولتحقيق بيئة أكاديمية مزدهرة، يجب أن يكون هناك احترام متبادل بين الأفراد واحترام لسياسات الجامعة وقوانينها الأساسية"، مؤكدة أن "تعطيل الأنشطة الأكاديمية يُعدّ انتهاكًا صريحًا لهذه القوانين، ويستوجب اتخاذ إجراءات تأديبية".

ورغم الضغوط السياسية المتصاعدة، لم تُفصح الجامعة عن أسماء الطلاب الذين شملتهم العقوبات، بينما لا يزال الجدل محتدمًا داخل الأوساط الأكاديمية والحقوقية بشأن حدود حرية التعبير في الجامعات الأمريكية.

كانت إدارة الهجرة الأمريكية اعتقلت عددًا من طلاب جامعة كولومبيا وألغت تأشيرات آخرين لمشاركتهم في تظاهرات مؤيدة لفلسطين، في سياق تصعيد إجراءات ملاحقة الطلبة العرب أو المؤيدين للفلسطينيين، والتي بدأت في يناير/كانون الثاني الماضي مع بدء ولاية ترامب، حيث وقّع أمرًا تنفيذيًا يتعلق بـ"مكافحة معاداة السامية"، يتيح ترحيل الطلاب الذين يشاركون في مظاهرات داعمة لفلسطين.

ولم تكن جامعة كولومبيا الوحيدة التي تعرضت لعقوبات تجميد تمويل، فمنتصف أبريل/نيسان الماضي، جمّدت إدارة ترامب منحًا بقيمة 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة هارفارد بعد رفضها الرضوخ لأوامر الرئيس الأمريكي المتعلقة بالقضاء على "معاداة السامية" في الحرم الجامعي.

وبعد أسبوع، أقامت جامعة هارفارد، دعوى قضائية ضد قرار إدارة ترامب الذي وصفته بأنه "تعسفي ومتقلب وينتهك حقوقها".