المفوضية المصرية للحقوق والحريات
مركز الإصلاح والتأهيل بدر، أرشيفية

"بعد تكرار محاولات الانتحار".. "المفوضية المصرية" تحذّر من تدهور الأوضاع في سجن بدر 3

محمد نابليون
منشور الأحد 20 يوليو 2025

حذرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات من تدهور خطير في الأوضاع المعيشية داخل مركز إصلاح وتأهيل بدر 3، مؤكدةً أن تكرار محاولات الانتحار بين السجناء هو نتيجة مباشرة لسياسات "العزل، والحرمان من الزيارة، والإهمال الطبي الممنهج".

واستشهدت المفوضية، في بيان لها، بواقعة جرت بمحكمة بدر في 12 يوليو/تموز الحالي، حيث أفاد المحامون ممن حضروا تلك الجلسة أن السجين رضا السيد أبو الغيط حاول الانتحار داخل قفص الاتهام وأمام أنظار القاضي في مشهد اعتبرته "يعكس حجم المعاناة النفسية التي يعيشها المحتجزون".

وأكدت أن محاولات الانتحار ليست جديدةً، وسبق وحاول نحو 60 سجينًا الانتحار بشكل جماعي في عام 2023، بالإضافة إلى محاولات فردية أخرى كان دافعها الأساسي هو الحرمان من الزيارات العائلية لسنوات طويلة، وهو ما اعتبرته المفوضية "إجراءً انتقاميًا".

ورصدت المفوضية لجوء السجناء إلى الإضراب عن الطعام كسلاح شبه وحيد للاحتجاج، مؤكدةً أن العشرات دخلوا في إضراب مفتوح منذ 20 يونيو/حزيران 2025، وهو ما عدته جزءًا من سلسلة إضرابات متكررة منذ عام 2022، أدت إحداها إلى وفاة السجين علاء السلمي نتيجة الإهمال الطبي.

وأوضح البيان أن إدارة السجن ترد على هذه الاحتجاجات بإجراءات عقابية، مثل النقل إلى زنازين التأديب وتوزيع السجناء على سجون أخرى نائية، كما كشف عن وجود معاملة عقابية انتقائية تختلف من قطاع لآخر داخل السجن نفسه، حيث يعاني القطاع الذي يضم قيادات من جماعة الإخوان المسلمين من حرمان شبه تام من الزيارات والتريض.

وطالبت المفوضية في ختام بيانها النائب العام بفتح تحقيق عاجل وشفاف في هذه الانتهاكات، ووقف سياسات العزل والإهمال الطبي، وتفعيل حق السجناء في الزيارات الشهرية، والسماح للمنظمات الحقوقية المستقلة بزيارة السجون للرقابة على أوضاع المحتجزين.

وسبق أن أدانت 14 منظمة حقوقية تصاعد الانتهاكات داخل مجمع مراكز إصلاح وتأهيل بدر، خاصة مركز بدر 3 "حيث تشهد أوضاع الاحتجاز تدهورًا متسارعًا، ويُحرم السجناء من أبسط حقوقهم الأساسية".

وطالبت 38 منظمة حقوقية مصرية ودولية في مارس/آذار 2023 السلطات المصرية بفتح سجن بدر أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية المستقلة؛ للتحقق من الأنباء الواردة من داخل السجن بشأن "التنكيل بالسجناء ومحاولات الانتحار المتكررة وحالات الإضراب عن الطعام بين المعتقلين".

وبداية أغسطس/آب الماضي، أعربت 10 منظمات حقوقية عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"التدهور السريع للأوضاع داخل مركز بدر للإصلاح والتأهيل"، وطالبت بالسماح لأهالي سجناء بدر 3 بإجراء زيارات منتظمة وفقًا للوائح السجن وإحضار الطعام لذويهم مرة أسبوعيًا، إلى جانب الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين بتهم سياسية.

وتنص المادة 60 من اللائحة الداخلية للسجون رقم 79 لسنة 1961 على حق المحبوسين احتياطيًا في أربع زيارات شهريًا، والمحكوم عليهم زيارتين شهريًا.